| خالد زنكلو – محمد احمد خبازي
كبلت التحركات العسكرية الروسية والرسائل النارية التي وجهتها عند خطوط التماس وداخل المناطق التي يحتلها النظام التركي شمال وشمال شرق البلاد، يدي النظام التركي ودفعته باتجاه التريث في شن عدوانه الذي توعد به قبل أسبوع، على حين طالبت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية العميلة للاحتلال الأميركي بنشر «قوة أممية» على الحدود السورية.
وفعل «الفيتو» الروسي فعله في لجم تهور رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وإفقاد تهديداته لزخمها، بالإضافة إلى المواقف الإقليمية والدولية الرافضة لأي عدوان عسكري تركي لاحتلال أراض داخل الشريط الحدودي السوري بعمق ٣٠ كيلو متراً، الأمر الذي أدى إلى انفراج ميداني نسبي تخلله خروقات للاحتلال التركي في جبهات القتال التي كانت مرشحة لشن العدوان.
وأمس، واصل سلاح الجو الروسي توجيه رسائل من نار تحذر نظام أردوغان من تجاوز الخطوط الحمر المرسومة حول دائرة مطامعه العدوانية التوسعية على طول خطوط فصل وقف إطلاق النار، السارية المفعول منذ تشرين الأول ٢٠١٩، شمال وشمال شرق البلاد، وتجاوزتها إلى عمق المناطق المحتلة في مارع شمالاً.
وأوضحت مصادر محلية في الحسكة لـ«الوطن»، أن سرباً من المقاتلات والمروحيات الروسية استمرت أمس ولليوم الثالث بطلعاتها الجوية فوق خطوط التماس التي تفصل مناطق سيطرة ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي تسيطر على «الإدارة الذاتية» عن الحدود التركية ومناطق هيمنة الاحتلال التركي في ريف الحسكة الشمالي وفوق بلدة أبو راسين ومحيط تل أبيض شمال الرقة، وصولاً إلى عفرين وإعزاز والباب وجرابلس في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي.
وأكدت، أن سلاح الجو الروسي نفذ غارات جوية في منطقة خاوية من أي وجود عسكري تركي أو مما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للنظام التركي، لكنها قريبة من أحد مواقع الأخيرة بمحيط بلدة المناجير جنوب رأس العين، في رسالة واضحة تدل على عزم القوات الجوية الروسية استهداف أي تقدم باتجاه البلدة التي تشهد مع أريافها تصعيداً عسكرياً مستمراً من الاحتلال التركي منذ إعلان نظامه عن نيته القيام بعمل عسكري باتجاهها، من جملة أهداف أخرى، في تشرين الأول الماضي.
وفي ٢٦ الجاري، أشارت مصادر في المنطقة لـ«الوطن» إلى أن مقاتلة روسية نفذت غارة جوية بصواريخ انفجرت في سماء المنطقة بين مدينة رأس العين وبلدة تل تمر، وذلك قبل يوم من تدعيم القاعدة الروسية جنوب بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
أما في ريف حلب الشمالي، فذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن طائرة حربية روسية، أطلقت صاروخا انفجر في سماء بلدة مارع التي يسيطر عليها الاحتلال التركي وتضم قاعدة له وهو ما أثار مخاوف في صفوف الاحتلال من استهداف قاعدته في المرات القادمة.
ترافق ذلك مع تصعيد قوات الاحتلال التركي من قصفها المدفعي والصاروخي في مناطق متفرقة بعد منع نظامها من شن عملية عسكرية لاحتلال مناطق سورية. وأفادت مصادر أهلية «الوطن»، بأن القصف تركز أمس على بلدات تنب وشوارغة وأم حوش بريف حلب الشمالي الأوسط وبلدة التوخار بريف منبج الشمالي شمال شرق حلب، عدا قرية المعلق بريف عين عيسى الغربي بالرقة.
إلى ذلك، ذكرت مصادر معارضة نقلاً عن مصدر مطلع في «الجيش الوطني»، أن النظام التركي، وبعد تحديد مسار العملية العسكرية ومراحلها، أبلغ متزعمي ميليشياته خلال اجتماع عقد السبت الماضي في منطقة حوار كلس الحدودية «تأجيل العملية العسكرية إلى أجل لم يحدد بعد»، وذلك على خلفية «الرفضين الإقليمي والدولي لأي تغيير على خريطة السيطرة على طول الشمال السوري».
في المقابل، اقترحت «الإدارة الذاتية» الكردية في بيان لها، نشر قوات أممية وبقرار أممي لـ«ردع تركيا عن استفزازاتها». ودعا البيان إلى ضرورةِ «أن تقوم الجهات الضامنة لعمليات وقف إطلاق النار، بمسؤولياتها في سورية، والعمل على وضعِ حدٍ لهذه الممارسات التركية».
وأكد مراقبون للوضع في مناطق سيطرة «الإدارة الذاتية» لـ«الوطن»، أن ليس من حق هذه «الإدارة» طلب تدخل أي جهة خارجية لحماية الحدود السورية أو أي منطقة سورية، في ظل استعداد وجهوزية الجيش العربي السوري والقيادة السورية لتلبية الواجب الوطني في الدفاع عن كل ذرة تراب سورية ضد أي اعتداء خارجي غاشم وآثم، وهو مؤشر على ارتهانها بشكل كامل ومطلق لقرار وأجندة الإدارة الأميركية المتحكم الأول والأخير بقراراتها وتوجهاتها.
وفي منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، خيم «هدوء حذر وشبه تام» على قطاعي سهل الغاب الشمالي وإدلب الجنوبي من المنطقة، وفق ما ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، في حين تابعت الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة تمشيط قطاعاتها في البادية الشرقية من فلول خلايا تنظيم داعش الإرهابي، بحسب مصدر ميداني آخر تحدث لـ«الوطن» وأكد أن الوحدات تضرب بقوة خلايا التنظيم التي تواجهها.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن