آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » أنت الجامع وقلبك المعمدان .. فلتجرؤ على اختراع المستقبل

أنت الجامع وقلبك المعمدان .. فلتجرؤ على اختراع المستقبل

 

كتب نارام سرجون:

 

سيُطيل الخبراء والدارسون في السياسة وعِلم الاجتماع والسياسة التأمّل والتفكير والتمحيص في سبب ثبات الدولة السورية والمجتمع السوري في وجه أعتى هجوم بشري في التاريخ غير مسبوق وكانت فرصة النجاة فيه في حسابات الكثيرين لا تتجاوز 0% ..

 

حتى أن أحد الأمراء الخلايجة بلغ به الغرور بعد سقوط مصر وتونس وليبيا في براثن قطر فقال واثقا: إن حظوظ القومجيين والبعثيين والحربجيين في سورية للنجاة هي صفر حتى لو وقفت السماء معهم .. لأن كوكب الأرض كله ضدهم.

 

ولكن حدثت معجزة حقيقية لا تقبل التفسير الاقتصادي ولا نظرية نهوض وسقوط الأمم .. وسيتلعثم ابن خلدون في محاولة تفسيره لما حدث .. فالنظام البعثي السوري في تقديرات صاحب المقدمة وتقديرات نظريته حسب عُمر الدولة اهترأ وخرج من مرحلة التعصّب وقوّة الشكيمة إلى مرحلة التراخي والترهّل والانحلال والصدأ.. ولا مرحلة بعد ذلك سوى الانهيار والتبديل ..

 

ولكن هناك قراءة لا يُجيدها إلا السوريون الأصلاء .. ومن يعرفون السر الدفين في هذه الأرض .. إنه سر الإنسان السوري وارتفاع سويّته الحضارية والأخلاقية وميله نحو البناء والتآلف والتكامل ..

 

ولذلك بقي يوحنا المعمدان في قلب المسجد الأموي ولن يخرج منه حتى تقوم الساعة .. وستسقط مئذنة الجامع إذا خرج منه قلبه .. وسيموت القلب ويتوقّف عن الخفقان في جسد الزمان إذا خرج من جسده …

 

وإذا افترقا فاعلموا أنها القيامة .. ولذلك فإن أي حرب لا تستطيع إخراج يوحنا المعمدان من الجامع الأموي فإنها لن يُكتب لها إلا الهزيمة ..

 

ولذلك بقينا مُرتاحين وعلى يقين من النصر لأننا كنا نعلم أن جسد كل سوري كان جامعا أمويا .. وقلبه هو يوحنا المعمدان .. وخاض الجسد والقلب المعركة .. عاشا معا .. صلّيا معا .. قاتلا معا .. عطشا معا .. جاعا معا .. است*شهدا معا .. دُفِنا معا .. بُعِثا معا ..انتصرا معا …

(سيرياهوم نيوز1-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل يعلن ترامب الحرب على الصين؟

نور ملحم في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي لحرب محتملة ضد الصين، ويجري تدريبات متعددة لمواجهة ما سُمي بـ«حرب القوى العظمى»، بدأت بكين في بناء ...