أعلنت جماعة “أنصار الله” اليمنية، الأحد، استهدافها مدينة إيلات جنوبي إسرائيل بصواريخ باليستية، وسفينة أمريكية في البحر الأحمر، وتحقيق “إصابات مباشرة”.
وقال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية يحيى سريع في كلمة متلفزة: “نفذنا عملية عسكرية نوعية استهدفت منطقة حيوية في إيلات جنوبي إسرائيل بعدد من الصواريخ الباليستية وحققت أهدافها”.
وأضاف: “استهدفنا سفينة أمريكية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وأصبناها بشكل مباشر”.
فيما لم يصدر تعليق فوري من تل أبيب وواشنطن.
وارتفعت حصيلة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت السبت ميناء مدينة الحديدة اليمنية الى ستة شهداء، وفق ما أفادت السلطات الصحية التابعة لليمنيين الأحد.
ولفتت وزارة الصحة التابعة للجماعة في بيان نقله إعلام الجماعة الى “ستة شهداء وثلاثة مفقودين و83 جريحا نتيجة العدوان الإسرائيلي على الأعيان المدنية في محافظة الحديدة”.
وتوعد “أنصار الله” إسرائيل الأحد بالرد على ضربات مميتة غداة استهدافها ميناء الحديدة اليمني ما تسبب أيضا بحريق هائل لا يزال مستمرا، في فصل جديد من التصعيد الإقليمي المتصل بالحرب في قطاع غزة.
في ظل هذا السياق الشديد التوتر، يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أن يلقي خطابا أمام الكونغرس، في محاولة لتمتين العلاقات مع الولايات المتحدة بعد أن شابتها توترات بسبب الحرب في غزة التي اندلعت عقب هجوم نفذته حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر في إسرائيل.
وفتح اليمنيون وحزب الله اللبناني، حليفا إيران، العدو اللدود لإسرائيل، جبهات مع إسرائيل، “دعماً” للفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر الذي يتعرض لقصف عنيف منذ اندلاع الحرب.
غداة تبنّي انصار الله اليمنيين هجوماً بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلاً في تل أبيب، أغارت مقاتلات إسرائيلية السبت على ميناء الحديدة الاستراتيجي الخاضع لسيطرة اليمنيين في غرب اليمن، مما أسفر، بحسب الجماعة، عن مقتل ستة أشخاص وإصابة حوالى 90 آخرين.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الميناء المستهدف يستخدم “طريق إمداد رئيسيا لايصال الأسلحة الايرانية من ايران الى اليمن، بدءا بالمسيرة التي استخدمت في الهجوم صباح الجمعة” في تل أبيب.
وبينما يواصل عناصر الإطفاء محاولاتهم لإخماد النيران التي اندلعت جراء الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة الذي يشكل نقطة دخول رئيسية للوقود والمساعدات الإنسانية إلى اليمن، كرر اليمنيون الأحد تهديداتهم ضد إسرائيل.
وتعهد المتحدث العسكري يحيى سريع الأحد ب”رد هائل على العدوان” الإسرائيلي.
وكان وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت قد توعد السبت بعمليات اخرى ضد الحوثيين “إذا تجرأوا على مهاجمتنا”.
– اعتراض صاروخ –
وبعد الضربة الإسرائيلية على الميناء، وهي الأولى التي تتبناها الدولة العبرية في هذا البلد، افاد الجيش الإسرائيلي الأحد بأنه اعترض صاروخا آتيا من اليمن و”كان يقترب من إسرائيل”، باتجاه مدينة إيلات.
وأكد سريع استهداف هذه المدينة الساحلية على البحر الأحمر.
ونددت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية في حربها التي تخوضها ضد الحوثيين منذ 2014، بالضربات الإسرائيلية، محملة الدولة العبرية مسؤولية “تعميق الأزمة الإنسانية”.
كما حذرت الجماعة من “استمرار رهن مصير اليمن وأبناء شعبه والزج بهم في معارك الجماعة العبثية، خدمة لمصالح النظام الإيراني ومشروعه التوسعي في المنطقة”.
– حريق في ميناء الحديدة –
الأحد، غطت سحابة كثيفة من الدخان الأسود أجواء الحديدة، وفق مراسل وكالة فرانس برس في المكان.
وقال موظف في الميناء فضل عدم الكشف عن هويته إن الحريق يتواصل في مستودعات الوقود ومحطة إنتاج الكهرباء، لافتا الى أن احتواء الحريق يتطلب اياما عدة، الأمر الذي اكده أيضا خبراء في شؤون اليمن كون فرق الإطفاء تفتقر الى المعدات اللازمة.
وأورد محمد الباشا، كبير محللي الشرق الاوسط في مجموعة “نافانتي” الاميركية أن الحريق قد يمتد الى منشآت تخزين المواد الغذائية.
ويثير هذا الأمر مخاوف من ازدياد النقص في اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، حيث تسببت الحرب التي يشهدها منذ 2014 بين انصار الله والحكومة في أزمة إنسانية كبيرة.
– عمليات إسرائيلية في رفح ولبنان –
منذ تشرين الثاني/نوفمبر، يشنّ اليمنيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، كما أطلقوا صواريخ على بلدات إسرائيلية، تم اعتراض معظمها.
كما تشهد الجبهة مع حزب الله في لبنان، وهي أقرب بكثير من اليمن الذي يبعد حوالى 1800 كلم من اسرائيل، قصفا شبه يومي بين التنظيم الشيعي الموالي لإيران والجيش الإسرائيلي.
الأحد، أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مستودعيْن للأسلحة في منطقة جنوب لبنان تابعين لحزب الله يحتويان على قذائف صاروخية ووسائل أخرى.
وعلى الرغم من المناشدات الملحة لوقف إطلاق النار ومخاوف المجتمع الدولي من اندلاع نزاع إقليمي، إلا أن الحرب في غزة تتواصل مع استمرار الهجوم الإسرائيلي المدمر.
ونفذت اسرائيل الأحد عملية واسعة النطاق في رفح بجنوب القطاع، ترافقت مع قصف مكثف وقتال مع حماس.
ودانت إيران “بشدة” الأحد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت السبت ميناء الحديدة في اليمن، محذرة من “تصاعد حدة التوتر” في المنطقة.
الضربة الإسرائيلية لهذا الميناء الاستراتيجي الذي يشكل نقطة دخول رئيسية للوقود والمساعدات الإنسانية إلى اليمن، هي الأولى التي تتبناها الدولة العبرية في هذا البلد، أفقر دول شبه الجزيرة العربية والواقع على بعد حوالى 1800 كلم من اسرائيل.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن ايران “تدين بشدة” هذه الهجمات.
واعتبر كنعاني أن الضربة “تكشف عن الطبيعة العدوانية للكيان الصهيوني” محذرا من “خطر تصاعد حدة التوتر وانتشار نار الحرب في المنطقة”.
من جانبها قالت وزارة الخارجية السعودية، الأحد، إنها تتابع بـ”قلق بالغ” تطورات التصعيد العسكري في اليمن بعد الهجمات الإسرائيلية التي شهدتها محافظة الحديدة والتي “تضاعف من حدة التوتر الحالي” في المنطقة، وتضر بالجهود المستمرة لإنهاء الحرب على قطاع غزة.
جاء ذلك في بيان للوزارة نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، غداة شن إسرائيل غارات جوية استهدفت ميناء الحديدة وخزانات الوقود فيه، ومحطة الكهرباء، أدت إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 87 آخرين بحروق مختلفة، وفق وزارة الصحة الحوثية، غير المعترف بها دوليا.
ودعت الوزارة كافة الأطراف لـ”التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والنأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر الحروب، وأن يضطلع المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة بأدوارهم ومسؤولياتهم لإنهاء الصراعات في المنطقة”.
وأكدت الوزارة “استمرار جهود السعودية لإنهاء الحرب على غزة، ودعمها المستمر لجهود السلام في اليمن لتجنيب شعبها الشقيق المزيد من المعاناة وتحقيق الأمن والسلم في المنطقة”.
وأعلنت الكويت، الأحد، أن هجوم إسرائيل غير المسبوق على اليمن يضر بالوضع الأمني في المنطقة، ويقوض الجهود الدولية الرامية لإنهاء دائرة العنف.
وقالت الخارجية الكويتية، في بيان، إن الوزارة “تتابع ببالغ القلق إنعكاس الهجمات الإسرائيلية غير المسبوقة على أراضي الجمهورية اليمنية”.
وتابعت: كما تتباع “ما سيتمخض عنها من تدهور للوضع الأمني في المنطقة، وتقويض للجهود الدولية الرامية لإنهاء دائرة العنف”.
الخارجية شددت على “موقف الكويت القاضي بضرورة النأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر العنف والدمار، وعلى أهمية اضطلاع المجتمع الدولي ومجلس الأمن بمسؤولياته في إنهاء الصراعات كافة”.
وأكدت على “استمرار الكويت في دعم الجهود الرامية لإحلال الأمن والاستقرار في اليمن، وتجنيب شعبها الشقيق مزيدا من المعاناة”.
أعلنت سلطنة عمان، مساء الأحد، أن هجوم إسرائيل على اليمن “يزيد الوضع الإقليمي تعقيدا، ويعرقل جهود التهدئة وإنهاء الصراعات”.
وقالت الخارجية العمانية، عبر بيان، إن مسقط تعرب عن “إدانتها للاعتداءات العسكرية الإسرائيلية على الجمهورية اليمنية الشقيقة التي تمثل تصعيدا جديدا للتوتر في المنطقة”.
ومن شأن هذه الاعتداءات أن “تزيد الوضع الإقليمي تعقيدا وتعرقل جهود التهدئة وإنهاء الصراعات، وتعوق تحقيق السلام المنشود، لا سيما فيما يتصل بالصراع العربي الإسرائيلي وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني”، وفق البيان.
ومساء السبت، أعربت مصر عن “قلقها البالغ” إزاء الغارات الإسرائيلية على اليمن، ودعت إلى “ضبط النفس والتهدئة وإنهاء الحرب في قطاع غزة”.
وبخصوص غزة، دعت سلطنة عمان، في بيانها، المجتمع الدولي إلى “الوقوف عند مسؤولياته لحفظ الأمن والسلم الإقليميين والدوليين والتحرّك الحاسم لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة”.
وأكدت “أهمية معالجة الأسباب الجذرية والحقيقية للصراع، والتركيز على الحوار والتفاوض كوسيلة لتحقيق الحلول المستدامة، على أساس القانون الدولي الذي يجب أن يسري على جميع الأطراف دون تمييز أو ازدواجية في المعايير”.
أدى هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل إلى مقتل 1195 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.
كذلك، احتجز 251 رهينة، لا يزال 116 منهم في غزة، من بينهم 42 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وأدت الحملة الانتقامية الإسرائيلية إلى استشهاد ما لا يقل عن 38983 شخصا في غزة، معظمهم أيضا من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم