آخر الأخبار
الرئيسية » السياحة و التاريخ » أنفاق تالين… رحلة إلى قلب التاريخ المظلم

أنفاق تالين… رحلة إلى قلب التاريخ المظلم

.

نانسي فضّول

 

لا تزال السياحة المظلمة تكتسب زخماً بين المسافرين الفضوليين الذين يبحثون عن أكثر جوانب التاريخ غموضاً. فبدءاً من المستشفيات المهجورة ووصولاً إلى القلاع المنسيّة، أصبحت هذه المعالم المخيفة أماكن لا بدّ من زيارتها. وفي إحدى العواصم الأوروبية الصغيرة، يدعو أحد المواقع المثيرة للاهتمام الزوّار إلى الدخول تحت الأرض ليأخذهم إلى ماضٍ مجهول.

 

 

 

 

 

 

 

بحسب ما ذكرته صحيفة “ديلي إكسبريس” (Daily Express)، تحتضن تالين، عاصمة إستونيا، أنفاق باستيون، وهي شبكة مخفيّة من الممرّات تحت الأرض يعود تاريخها إلى قرابة القرنين السابع عشر والثامن عشر. بُنيت الأنفاق في الأصل كجزء من تحصينات المدينة، وقد صمّمها المهندس العسكري السويدي إريك دالبرغ لتسمح بحركة سرّية للقوّات والأسلحة والإمدادات تحت سطح الأرض. كما كان لها دور استراتيجي في الكشف عن عمليات التعدين التي يقوم بها العدو خلال أوقات الحصار. وعلى الرغم من أن دالبرغ كان يتصوّر نظاماً دفاعياً قوياً، إلا أنه لم يكتمل سوى جزء من الحصون قبل استيلاء القوات الروسية على المدينة في عام 1710.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ولكن من المفارقات في الأمر أنّ الأنفاق لم تشهد قتالاً فعلياً على الرغم من غرضها الدفاعي. فعلى مرّ السنين، أُعيد استخدامها مراراً وتكراراً. أثناء الحرب العالمية الثانية، استُخدمت بعض أقسامها كملاجئ من الغارات الجوية. ولاحقاً، في ظل الاحتلال السوفياتي في الخمسينيات من القرن العشرين، حُصّنت بأبواب فولاذية وأسرّة بطابقين وأجهزة تهوية وسباكة لتُستخدم كملاجئ من التداعيات النووية. أما إثر استقلال إستونيا في عام 1991، فقد أصبحت الأنفاق مهجورة، وكانت في بعض الأحيان تستخدم كمأوى للمشردين في المدينة.

 

وفي عام 2004، بدأت الجهود لترميم الأنفاق وتحويلها إلى موقع تاريخي آمن وسهل الوصول إليه. واليوم، يوجد ما يقرب من 470 متراً من المتاهة تحت الأرض يمكن للجمهور استكشافها كجزء من متحف تحصينات “كيك إن دي كوك”. يستطيع الزائرون استكشاف هذه المساحة الرطبة والضيقة وخافتة الإضاءة مقابل 8 يورو، أو الدخول مجاناً باستخدام بطاقة تالين السياحية، ويُنصح بارتداء ملابس دافئة، إذ يمكن أن تكون الحرارة تحت الأرض منخفضة.

 

 

 

 

 

 

 

خلال هذه الرحلة إلى الماضي، يواجه الزائرون غرف عرض صغيرة تتعمّق في تاريخ تالين العسكري والدفاعي. فتُحيي إحدى الغرف الفولكلور المحلّي عبر قصص الأشباح المرتبطة بالأنفاق، ما يضيف طبقة إضافية من التشويق. وتختتم الرحلة في متحف الحجارة المنحوتة الذي يقع في الحصن الإنغري. هنا، يمكن للضيوف الإطلاع على شواهد القبور التي يعود تاريخها إلى قرون من الزمن وشظايا الحجر الجيري المزخرفة التي أُنقذت من المباني التاريخية في جميع أنحاء المدينة. واللافت أن بعض أجزاء النفق كانت مغمورة بالمياه لأكثر من 100 عام قبل أن يُعاد فتحها وتنظيفها.

 

وبينما لا يمكن الوصول سوى إلى جزء من الشبكة الكاملة حالياً، إلا أن النظام بأكمله يمتد على مسافة 1.3 كيلومتر. بُنيت الأنفاق، مع جدرانها الحجرية المتينة وأسقفها التي يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار، لتتحمّل المدفعية الثقيلة في بدايات الحرب الحديثة. أما اليوم، فتمثّل الأنفاق تذكيراً مؤلماً لماضي تالين الطويل، ومحطة رائعة لأي شخص ينجذب إلى الجانب المظلم من التاريخ.

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

دراسة: أرض السعودية كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة

  كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة “نيتشر” العلمية أن أرض السعودية كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين عام، حيث الغطاء النباتي الكثيف، والأمطار الغزيرة، والأنهر ...