بينما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده جاءت في العام الماضي ضمن أكبر 5 اقتصادات في العالم متفوقة على ألمانيا، كشفت مصادر في إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الأخير سيزور روسيا ويجري مباحثات مع بوتين حول صفقة الحبوب، على حين أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن مشاركة اليابان في خطط واشنطن لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في آسيا تخلق تهديدات إضافية لأمن روسيا في منطقة الشرق الأقصى.
وقال بوتين، أمس الثلاثاء، في اجتماع حكومي حول التنمية الإستراتيجية والمشروعات الوطنية في روسيا: «رغم التوقعات المتشائمة التي تم تقديمها، والتي لا يزال بعض الخبراء يطلقونها وخاصة لدى الغربيين، صنفت روسيا بحلول نهاية العام 2022 ضمن أكبر 5 اقتصادات في العالم».
وأشار بوتين، إلى أن روسيا، بحسب بيانات البنك الدولي وتحديدا معيار الناتج المحلي الإجمالي وفقا لتعادل القوة الشرائية «PPP» احتلت المرتبة الخامسة ضمن أكبر الاقتصادات العالمية بعد الصين والولايات المتحدة والهند واليابان متفوقة على ألمانيا أكبر اقتصاد أوروبي.
أما بحسب الناتج المحلي الإجمالي المقوم بالقيمة الاسمية، فقد جاءت روسيا في نهاية العام 2022 في المرتبة الثامنة عالميا بعد الولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا والهند والمملكة المتحدة وفرنسا.
واعتبر بوتين في تصريحاته التي نقلها موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني وضع الميزانية الروسية بالمستقر والخال من المخاطر، مشيراً إلى أن وتيرة نمو الاقتصاد الروسي مستقرة.
وقال: يمكن أن تحقق الميزانية الروسية في العام 2023 الفائض الذي كان مخططا من قبل عند 2 بالمئة من حجم الناتج المحلي الإجمالي، مؤكداً أن حصة الروبل في تسويات الصادرات الروسية صعدت بأكثر من 3 مرات خلال عام ونصف العام.
وقال: اعتبارا من العام المقبل من المقرر زيادة الحد الأدنى للأجور في البلاد بنسبة 18.5 بالمئة وهي وتيرة أعلى بكثير من معدل التضخم، مشيراً إلى أن المخاطر التضخمية في روسيا آخذة في النمو ومن الأولويات احتواؤها، وطالب الحكومة الروسية والبنك المركزي باستخدام الأدوات المتوفرة بشكل أكثر فعالية لضبط نزوح رؤوس الأموال.
وأكد بوتين أن المصنعون الروس يملؤون بثقة الفراغ الذي أحدثه انسحاب شركات أجنبية (غربية) من السوق الروسية، وقال: نما التبادل التجاري بين روسيا ودول منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ «آبيك» في النصف الأول من 2023 بنسبة 10.2 بالمئة ومع دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي نما بنسبة 14.3 بالمئة.
من جهة أخرى، ذكر موقع «روسيا اليوم» نقلاً عن وسائل إعلام أن مصادر في إدارة الرئيس التركي أفادت، بأن أردوغان سيزور روسيا لإجراء محادثات مع بوتين، وسوف تتطرق المناقشات إلى صفقة الحبوب.
وفي وقت سابق قال أردوغان إنه قد يلتقي بوتين خلال الشهر المقبل، مضيفاً إن وزير الخارجية التركي يعتزم زيارة موسكو لإجراء محادثات والتحضير للقاء، مشيراً إلى أن «كل المحادثات الهاتفية وغيرها تشير إلى أن موقف الرئيس الروسي كان إيجابياً فيما يتعلق بصفقة الحبوب».
وفي الـ18 من تموز الماضي، انتهى مفعول صفقة الحبوب، بينما أعلن بوتين أن روسيا تدرس العودة إلى إليها بعد تنفيذ عدد من الشروط، على رأسها إزالة كل العقبات أمام البنوك والمؤسسات المالية الروسية التي تخدم توريد الأغذية والأسمدة.
في الغضون، أكد باتروشيف أن مشاركة اليابان في خطط وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في آسيا، إضافة إلى توسيع البنية التحتية العسكرية الأميركية هناك تخلق تهديدات إضافية لأمن روسيا في منطقة الشرق الأقصى.
ونقلت «نوفوستي» عن باتروشيف قوله خلال اجتماع حول الأمن في منطقة الشرق الأقصى: «تعمل الولايات المتحدة بشكل غير رسمي على توسيع بنيتها التحتية العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بهدف الحفاظ على الهيمنة ما يجعلها أقرب إلى حدود روسيا والصين»، مشيراً إلى أن «اليابان تزيد بسرعة من ميزانيتها العسكرية وشراء أسلحة هجومية مع التركيز على مؤشرات «ناتو» وتفكر في الحصول على أسلحة نووية وهو ما يزعزع أمن المنطقة».
ولفت باتروشيف إلى المخاطر التي يمثلها تشكيل التحالف العسكري المسمى «أوكوس» وإمداد تايوان بالأسلحة، وإنشاء تحالف جديد لـ«باسيفيك فور»، الذي يضم أميركا واليابان وأستراليا والفلبين.
في الأثناء، تصدّت القوات الروسية أمس لمحاولة «مخرّبين» أوكرانيين اختراق منطقة بريانسك الحدودية الروسية.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن حاكم بريانسك ألكسندر بوغوماز قوله «حاول مخرّبون أوكرانيون اختراق حدود البلاد في منطقة كليموفسكي» مشيراً إلى أن العديد من الأجهزة الأمنية، بما فيها جهاز الأمن الفدرالي، صدّت الهجوم.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير سفينتَين حربيتَين أوكرانيتَين في البحر الأسود. وتصاعدت الهجمات من الجانبين في البحر الأسود منذ انتهاء مفعول صفقة الحبوب ورفض روسيا العودة إليها إلا بعد تلبية شروطها التي وافقت عليها الأمم المتحدة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية على تطبيق «تلغرام» وفق «فرانس برس» إن طائرة «سوخوي إس يو-30» تابعة لها دمّرت «زورق استطلاع» تابعاً للقوات المسلحة الأوكرانية في «منطقة مرافق لإنتاج الغاز الروسي في البحر الأسود».
وفي وقت لاحق، تحدثت الوزارة عن تدمير زورق ثان، قائلة على «تلغرام» «قرابة الساعة 11.00 صباحاً شرقي جزيرة الأفعى، دمّرت طائرة تابعة للقوات المسلّحة الروسية زورقاً سريعاً أميركي الصنع من طراز «ويلارد سي فورس» كانت على متنه مجموعة إنزال تابعة للقوات المسلّحة الأوكرانية».
وقبل ذلك، أعلنت الدفاع الروسية إحباط محاولة من قوات كييف لتنفيذ هجمات إرهابية باستخدام طائرات مسيّرة فجر أمس على العاصمة موسكو ومقاطعة بريانسك.
وحسب الوزارة: «تم اكتشاف طائرتين مسيرتين بواسطة أنظمة الدفاع الجوي وقمعتهما أنظمة الحرب الإلكترونية، ما تسبب في تحطمهما فوق أراضي منطقة بريانسك، كما تم اكتشاف وتدمير طائرتين مسيّرتين أخريين بواسطة الدفاع الجوي فوق أراضي مقاطعة موسكو».
وفي تقريرها اليومي حول سير العملية العسكرية في أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية صد أكثر من 10 هجمات للجيش الأوكراني وتكبيده خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وأشارت الوزارة إلى صد 14 هجوماً شنته قوات كييف، وتكبيدها 769 قتيلاً وعشرات المدرعات والدبابات.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن