أيهم مرعي
الحسكة | عادت محطة مياه علوك في محافظة الحسكة، إلى الواجهة مجدداً، مع تجدّد الجهود لإعادة تشغيلها، وبدء الضخّ باتجاه مدينة الحسكة وأريافها، وسط مَرونة غير معتادة يبديها الجانب التركي، للعمل على تشغيل المحطة، خلال فترة ما قبل عيد الفطر. وتجدّدت الجهود لتشغيل المحطة، بعد توقّف طويل منذ نحو 8 أشهر، نتيجة الخلافات المستمرة، بين «الإدارة الذاتية» الكردية، والجيش التركي، حول مطالبة الأتراك بزيادة كمية الكهرباء المخصّصة لمنطقتي رأس العين وتل أبيض، مقابل استمرار الضخّ من محطة علوك باتجاه مدينة الحسكة وريفها. وتعمّد الأتراك حينها وضع شروط تعجيزية، بهدف إيقاف الضخ من محطة علوك، بالتزامن مع تخفيض حصّة سوريا من الفرات إلى أقلّ من النصف، ضمن ضغوطها الاقتصادية غير المباشرة على سوريا عموماً، ومناطق سيطرة «قسد» بالتحديد.
ومنذ مطلع العام الحالي، بدأت أنقرة تغيّر سياستها، من خلال إدراج محطة علوك على جدول الاجتماعات لعسكريين سوريين وأتراك برعاية روسية، عُقدت في كسب في ريف اللاذقية. ومع الفتور الذي أصاب مسار التقارب بين الجانبين أخيراً، بسبب عدم قيام تركيا بأي خطوات لتعزيز الثقة، يبدو أن أنقرة رأت في ملف محطة مياه علوك، واحداً من الملفات التي يمكن من خلالها إبداء إجراءات بناء الثقة، وهو ما ظهر من خلال التعاون المقبول الذي تبديه في ملف إعادة تشغيل المحطة مجدداً. كما ظهر ذلك، من خلال إبلاغها وفداً من منظمة «اليونسيف»، زار المحطة نهاية شباط الفائت، باستعدادها لتشغيل المحطة، فور وصول التيار الكهربائي إليها، وتقديم التسهيلات لإنجاز الصيانة المطلوبة.
ad
وفي هذا السياق، يؤكّد مصدر من داخل محطة علوك، لـ«الأخبار»، أن «الجانب التركي يُبدي تعاوناً مقبولاً لتشغيل المحطة، من خلال العمل على توفير احتياجات الورشات الفنية لإصلاح الأعطال، وتجهيز المحطة فنياً»، كاشفاً أن «الجانب التركي لم يتطرّق هذه المرة، لمقايضة الكهرباء لرأس العين وتل أبيض، مقابل تشغيل المحطة»، معتبراً أن «هذا مؤشّر جيد على وجود رغبة تركية في التعاون في هذا الملف، بعكس المرات السابقة، التي كان يخلق فيها الذرائع، لإيقاف الضخ من المحطة». بدوره، يؤكّد محافظ الحسكة، لؤي صيوح، في تصريح لـ«الأخبار»، أن «هناك جهوداً أممية دخلت على مسار الجهود الروسية الحكومية المشتركة، عبر عدّة منظمات على رأسها منظمة اليونسيف، بهدف تشغيل محطة علوك، وإنهاء معاناة أشهر طويلة من انقطاع المياه»، مشيراً إلى أن «الجهود أثمرت حتى الآن، صيانة العديد من الآبار داخل المحطة، وتشغيلها لفترة قصيرة، مع تعبئة خزاناتها، إلا أن وجود أعطال في المضخّات، أعاق إنجاز عملية الضخ باتجاه الحسكة»، لافتاً إلى أن «الجهود متواصلة لتذليل كل المشكلات الفنية، وصولاً إلى تشغيل المحطة ووصول المياه إلى منازل الأهالي قبل عطلة عيد الفطر».
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية