تتقن بعض البرامج التي توصف نفسها على أنها فنية منوّعة، لملمة أخبار خلافات الفنانين والنزاعات التي تحدث فيما بينهم، على صفحات مواقع التواصل، والعمل وفق وصفة بصرية على تضخيمها.
نوعية برامجية تقتات على جلب أحدث المعارك الفنية وتصعيد نبرتها لمجرد أن تعيد إطلاقها مراراً بألسنة مقدمي هذه البرامج.
مؤخراً.. وفي الحلقة التي بُثت بتاريخ الثالث عشر من الشهر الجاري، هكذا و”من غامض علمه” تطلق إحدى مقدّمات برنامج “تريندنغ”، نبوءتها أن الخلاف القائم بين المطرب رامي صبري وكل من الشاعر تامر حسين والملحن عزيز الشافعي حول أغنية (شكراً) التي سحباها من صبري وقاما بإعطائها للفنان عمرو دياب، سيزداد ويتصاعد ولن يقف عند حدّ بوستات الفيسبوك.
الغريب.. هي نبرة الثقة التي تحدثت بها تلك المقدّمة..
فبدلاً من أن تتمنى انتهاء الخلاف بين جميع الأطراف.. أخذت تتساءل عن أشياء تزيد من حدّته.
من مدة كان البرنامج عينه نقل تفاصيل الخلاف الذي حدث بين تامر حسني وزوجته.. ويبدو أنه يتلطّى صيداً للمنشورات التي يكتبها الفنانون على حساباتهم، بتعدد أنواعها، ويُعيد تكريسها بأسلوبية تُفاقم من أي أزمة حاصلة وإشعالها بدلاً من تهدئتها.
السيئ أن “تريندينغ” لا يتنبّه إلى أنه يعيد إطلاق أخبار “بايتة”..
فأي متابع لأي فنان يحبه، لن ينتظر البرنامج حتى يعلمه بأخبار فنّانه المفضّل.. لأنه يأخذها من مصدرها الأصل (حساب الفنان عينه)..
وكل ما يتقن (تريندينغ) فعله هو “شمشمة” البائس وربما الفاسد من الحاصل فنياً.. يموّه عبر تقديمه وفق خلطة منوعة.. كأن يلصق “لقلقة” الأخبار التي يطلقها، بالحديث، مثلاً، عن مسلسل ناجح جماهيرياً، بمعايير التدفق البصري الكاسح، مثل عمل (عروس بيروت)، فيستضيف إحدى نجماته “تقلا شمعون”، كما حدث مؤخراً..
والخلاصة.. أنه يلمّع ويسوّق من أعمال تنتجها المحطة التي يعرض عليها البرنامج والمسلسل معاً..
ليبدو كلا الطرفين، الضيف تقلا شمعون مثلاً ، والمضيف “تريندينغ”، ينطبق عليهما المثل العامي القائل: (بيت فستق بندق).. أو حتى المثل الآخر (من العبّ للجيبة).. أو (من دهنه سقيلو).. وكلها تنطق بلسان حال الحاصل في تلك المحطة التلفزيونية.. فتُنتج وتُسوق وتسعى إلى تدوير منتجها بالمزيد من الربحية بأبخس الأثمان فكرياً.. وأرفعها بصرياً..
لميس علي
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة أون لاين