| خالد زنكلو – محمد احمد خبازي
اعتبر مراقبون للوضع في شمال وشمال شرق سورية، أن المعطيات المتوافرة تدل على أن روسيا لم تعط الضوء الأخضر للنظام التركي بشن عدوان باتجاه مدينتي منبج وتل رفعت، ترجمة لتصريحات رئيس النظام رجب طيب أردوغان مطلع الشهر الجاري.
وأكد المراقبون في تصريحات لـ«الوطن»، أن المخرج الوحيد للمأزق التي وضعت نفسها فيه ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في ظل تهديدات أردوغان بغزو منبج وتل رفعت، هو تسليم المنطقتين الحيويتين إلى الجيش العربي السوري لتجنيبهما واقعاً مريراً لا يصب في مصلحة الميليشيات.
وبينوا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي زار أنقرة مع وفد عسكري روسي الأربعاء الماضي والتقى نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، لم يمنح الإذن لنظام أردوغان لتنفيذ أي عدوان جديد على الأراضي السورية، بما فيها منبج وتل رفعت، بخلاف ما تروج له وسائل الإعلام التركية والمعارضة المحسوبة على نظام أردوغان.
وأشاروا إلى أن أهم دلالة على رفض موسكو الاستجابة لمطالب أردوغان باقتطاع مناطق سورية بعمق ٣٠ كيلو متراً لإنشاء ما سماه «المنطقة الآمنة» المزعومة على أن تبدأ المرحلة الأولى من منبج وتل رفعت، إرسال القوات الروسية تعزيزات عسكرية إلى المنطقتين عقب زيارة لافروف للتأكيد على أنهما منطقتا نفوذ روسية غرب نهر الفرات.
ولفتوا إلى أن «تفهم» موسكو لقلق أنقرة من الوضع عند حدودها الجنوبية نابع من وجود كيان تعتبره الأخيرة تنظيماً إرهابياً، وليس مبرراً لشن عدوان على الأراضي السورية، مشيرين إلى أنه بإمكان الجيش العربي السوري الحلول محل «قسد» في منبج وريف تل رفعت وصولاً لخطوط التماس لحماية المنطقتين من أي عدوان تركي ونزع مسوغات ومبررات النظام التركي بغزوهما.
وأعرب المراقبون عن اعتقادهم أن التعزيزات العسكرية الكبيرة التي بدأ الجيش العربي السوري بإرسالها إلى جبهات منبج وإعزاز في الأيام الأخيرة تصب في اتجاه نزع فتيل الحرب والحيلولة دون إذكاء الروح العدوانية التوسعية لنظام أردوغان، إذا ما جرى التوصل لتفاهم بين موسكو و«قسد» لتسليم المنطقتين للجيش العربي السوري في أقرب وقت ممكن، وهو ما تعمل عليه القيادة العسكرية الروسية منذ زيارة الوفد العسكري الروسي الأربعاء المنصرم إلى القامشلي ولقائه متزعم «قسد» مظلوم عبدي، والحديث بشكل صريح عن رفض أي غزو تركي لأي أرض سورية.
المراقبون رأوا، أن من مصلحة «قسد» ومن ورائها ما تسمى «الإدارة الذاتية» التي تسيطر عليها الأولى، تجنيب منبج وتل رفعت موجة نزوح جديدة للأهالي تتسبب بأزمة إنسانية كبيرة، ولاسيما أن الأخيرة تضم زهاء ٢٥٠ ألف نازح من منطقة عفرين التي احتلها نظام أردوغان ومرتزقته في آذار ٢٠٢٠.
ودعوا الميليشيات إلى تجنيب المنطقتين مصير عفرين، التي رفضوا تسليمها إلى الجيش العربي السوري مكابرة وتصلفاً، الأمر الذي أدى إلى سلخها عن الجسد السوري وفرض معاناة كبيرة على سكانها المهجرين إلى ريف تل رفعت الشمالي، المهدد هو الآخر بالغزو التركي.
وحذروا من مغبة القراءات الخاطئة لمتزعمي الميليشيات للوضع في مناطق نفوذها، إذ تخلى عنهم داعمهم الأميركي غرب الفرات بعد تأكيد تصريحات مسؤولي الإدارة الأميركية أن الهدف من الوجود العسكري الأميركي في سورية محاربة تنظيم داعش، وبالتالي ستتخلى واشنطن عن الميليشيات تدريجياً في مناطق شرق الفرات.
في تل رفعت، نفذ أهالي المدينة وريفها أمس وللمرة الثانية خلال أسبوع وقفة احتجاجية، رفضوا فيها الاحتلال التركي مع مرتزقته وممارساتهم العدوانية والإجرامية ضدهم، ورفعوا الأعلام السورية ولافتات منددة بالنظام التركي.
وحسب مواقع إلكترونية معارضة، فإن تعزيزات روسية وأخرى للجيش العربي السوري وصلت إلى مناطق في ريف محافظة حلب الشمالي، خلال الساعات الأخيرة وانتشرت حول مدينة منبج.
وأشارت إلى أن «الرغبة» في شنّ أي عمل عسكري في المنطقة لم تعد موجودة كالسابق لدى كثيرين من مرتزقة الاحتلال التركي حيث باتت التفاهمات السياسية تحكم المنطقة، وأنها لم تعد ذات جدوى.
ميدانياً، وفي ضغط ومساومة من نظام أردوغان، واصل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته أمس الاعتداءات على ريف حلب الشمالي الأوسط شمال تل رفعت وعلى أرياف منبج، في تصعيد مستمر منذ إعلان أردوغان عزم جيش احتلاله شن عدوان جديد على الأراضي السورية لإقامة «الآمنة» في ٢٣ الشهر الماضي.
وذكرت مصادر أهلية بريف حلب الشمالي لـ«الوطن» أن الاحتلال التركي ومرتزقته قصفوا مدفعياً وصاروخيا بلدة أبين التابعة لعفرين، ما تسبب بأضرار كبيرة بممتلكات الأهالي ونزوح بعضهم إلى تل رفعت، على حين ذكرت مصادر محلية في منبج لـ«الوطن» أن الاحتلال التركي قصف برج شبكة الاتصالات السورية في بلدة الحلونجي شمال المنطقة، في إطار مساعيه المستمرة لتدمير البنية التحتية في المناطق التي ينوي قضمها.
إلى ريف ناحية عين عيسى الغربي شمال محافظة الرقة، حيث صوب الاحتلال التركي ومرتزقته المدفعية صوب بلدة معلق التي تضررت فيها منازل وسيارات السكان الذين نزح بعضهم باتجاه مناطق أكثر أمناً، حسب قول مصدر محلي في عين عيسى لـ«الوطن».
أما في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، فقد أوضح مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الهدوء الحذر وشبه التام، ساد أمس قطاعي ريفي حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي.
وفي البادية الشرقية، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، استهدفت كهوفاً ومغراً جعلها الدواعش مخابئ محصنة لهم في البادية ودمرها بمن فيها.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن