الرئيسية » ثقافة وفن » أهم ماشهده مؤتمرُ اتحادِ الكتَّابِ العرب في سورية:مداخلات وإطراءات تعكس أهمية الانطلاقة النوعية في عمل المكتب التنفيذي لتحقيق شعار (الإبداع مسؤولية و أخلاق)*الاتحاد يكرِّمُ مُبدعيهِ بإذكاءِ الأمل عبر إنعاشِ العمل

أهم ماشهده مؤتمرُ اتحادِ الكتَّابِ العرب في سورية:مداخلات وإطراءات تعكس أهمية الانطلاقة النوعية في عمل المكتب التنفيذي لتحقيق شعار (الإبداع مسؤولية و أخلاق)*الاتحاد يكرِّمُ مُبدعيهِ بإذكاءِ الأمل عبر إنعاشِ العمل

بقلم: ميرفت أحمد علي
عُقد في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، في الثاني و العشرين من شهر شباط الجاري المؤتمر السنوي العاشر لاتحاد الكتاب العرب، متخذاً له شعاراً شفافاً: (الإبداع مسؤولية و أخلاق)، بحضور نُخب أدبية و إعلامية متمايزة في أجواء هادئة رصينة، تصافحتْ فيها الأجيال من شرائح عمرية و انتماءات جغرافية مختلفة، متطلعةً إلى تقييمٍ موضوعي، خالصِ النوايا من شوائب التحيُّز و المُحاباة إلى ما ستُسفر عنه التقاريرُ المقدمة إلى أعضاء المؤتمر، كحصيلةٍ لعامٍ كامل من الجهد و شحذ الهمم للارتقاء بالمنجز الأدبي السوري إلى مستوى الطموحات المنشودة، في أحلكِ مرحلةٍ زمنية معاصرة من عمر سوريا. 

*كلمة د.مهدي دخل الله كلمة الدكتور (مهدي دخل الله) عضو القيادة المركزية للحزب، أبرزت ملامحَ المرحلة السياسية القلقة المتوترة التي نحياها؛ بولادةِ نظام عالمي جديد لوَّحَ للسوريين بمبيّضة مشروع تقسيمي معدّ بإصرار دولي، و بسيناريو يرمي إلى تشتيت و تفرقة أهل البلد الواحد، استطاعت سوريا أن تتخطاه و تنأى بنفسها عن لواحقهِ الخطيرة، و رأى أنَّ المكتب التنفيذي الحالي لاتحاد الكتاب العرب يحظى بتقدير جيد جداً على جهوده الحثيثة لخدمة القضايا الأدبية، كما يُلحظ التجانس و التناغم بين أعضائه، و المبادراتُ الخلاقة التي يقدّمها المكتب محطُّ إعجابٍ و استحسان. و عرَّج على قانون قيصر و مواجهته، و ختمَ بالقول إنّ لسوريا فضلاً و منّة على الدول العربية في قضايا الكفاح و النضال كما في الأدب، و تمنّى للمؤتمر و للمؤتمرين النجاح و التوفيق. 

*كلمة رئيس الاتحادو عبَّر الدكتور (محمد حوراني) رئيس الاتحاد في كلمة موجزة عن سعادته بلقاء المبدعين بعد عام كامل حاولَ فيه مع زملائهِ أعضاء المكتب و أعضاء المجلس تقديمَ ما يليقُ بثقة الأدباء السوريين، و يعلي شأوَ المؤسسة الإبداعية. ورأى أنَّ الأخلاقَ الرفيعة (و التي هي أحدُ مفردات شعار المؤتمر) سمةٌ يتمثَّلُها كلُّ مثقفٍ نبيل، دون أن يُغفل حقيقةَ أنَّ الاتحاد تأسَّس بجهود الخلّص من مثقّفينا، و علينا أن نستكمل المشوار المديد بكل طاقاتنا، مشيراً إلى النشاط اللافت الذي رافقَ إقلاع المكتب في مهامّه، و الجهد المكثّف في الجولات الميدانية التي استهدفت معاينة واقع الفروع القاصية و الدانية، و الزيارات النوعية لعدد لا بأسَ به من الأدباء السوريين. ووعدَ بإعادة النظر في قضايا إشكالية تتصل بالمصداقية في العمل، و منها (عضوية الشرف) في الاتحاد التي مُنحت لبعض الأدباء سابقاً، كما وعدَ بالتشدد في قبول المنتسبين الجدد إلى الاتحاد، و قد تمَّ إلغاء عضوية بعض الزملاء لأسباب وجيهة و معلَّلة، إذ يُرادُ لبلدنا في هذه المرحلة أن تغدو وطناً بلا ثقافة. و في الجانب المالي و الاستثماري تمت زيادة معظم التعويضات المادية بنسبة مائة في المائة، مع الأمل بتحسُّن لاحق فيما يلي من أعوام، بالمراهنة و الاتكاء على الاستثمارات في المجالات العقارية و المشاريع التجارية؛ لجعل المبدع في منجاةٍ من ضغوطات الواقع المعيشي الصعب. فاتحادُنا (و القول للحوراني) كان و سيبقى أشدَّ حرصاً على قضايانا الوطنية، و رافضاً للتطبيع بجميع أشكاله، متمسكاً بالثوابت و بالأخلاقيات الوطنية.و تمهيداً لمناقشة التقارير و المقترحات المقدمة لأعضاء المؤتمر، و لمَن فاته منهم استعراضُها و تصفُّحها على مواقع التواصل الاجتماعي، و على موقع الاتحاد الرسمي على الشابكة؛ تمَّ عرض فيلم يُجمل الإنجازات و المقترحات و التوصيات بإخراج أنيق و جذَّاب، لوحظَ فيه حسن التبويب و استثمار الوقت في الإيجاز و التكثيف و الشمولية معاً.

*انطلاقة نوعية للمكتب و رغمَ تأكيد الدكتور (حوراني) في مستهل المناقشة على تجنُّب المدح و الثناء على عمل المكتب، و التركيز على الأفكار النوعية و الفريدة، و تلافي بؤر التقصير و الضعف، مع تحمُّل المكتب رئيساً و أعضاءً للنقد برحابة صدر، فقد انهالت الإطراءات على جهود رئيس الاتحاد و فريق عمله من كثيرينَ من المتابعين، الذين رأوا فيها انطلاقة نوعية غير مسبوقة لإنقاذ عمل المؤسسة الأدبية من الانزلاق في مطبّ الترهّل و الروتين و الجمود و التكرار لما سبق. و شكرَ الدكتور (حوراني) المكاتب التنفيذية و مجالس الاتحاد و هيئات فروعه السابقة على جهودهم، مؤكداً أنَّ الخطأَ سمةُ مَن يعمل.. و تمَّ عرض مادة بصرية ثانية تتضمن إنجازات المكتب التنفيذي في إطار التعاون مع الهيئات الحكومية و الخاصة الداعمة لأهدافه، و أبرزُها وزارة التربية، وزارة التعليم العالي، وزارة الداخلية، الجامعة الافتراضية، دار (السويد) و (أرض الشام) للطباعة و النشر، مؤسسة (حكواتي الشام)، وزارة الإعلام. و شملت المادةُ التي لم تتجاوز عشرَ الدقائق مناشطَ هامة و مائزة للاتحاد، منها الخطط الاستثمارية، و مشروع توثيق بطولات الجيش، و قرارات إدارية و تنظيمية متفرقة لا يتسع المجال للاستفاضة فيها. 

*مداخلات الأدباء و نوجزُ فيما يلي ـــــ و قدر الإمكان ــــــ أبرزَ أفكار الزملاء أعضاء المؤتمر، التي طُرحت على خلفية مناقشة التقارير: 

*التشدد في المحافظة على نوعية جيدة للكتب الصادرة عن الاتحاد. *الدكتورة (ناديا خوست)، رأت أنَّ ما ينقص تقرير المكتب التنفيذي هو الاستهلال بمقدمة سياسية.

*الأديبة (كوليت خوري)، أثنتْ على حرص المكتب التنفيذي على شراء و استملاك الأراضي و العقارات، و استثمارها في مشاريع ربحية.

 *ضرورة إيلاء العناية بحركة الترجمة، لما لها من أهمية في التقاء الثقافات و في ارتقائها.

*شكر المكتب التنفيذي رئيساً و أعضاءً على عيادتهِ للمرضى، و على تقديم واجب العزاء بالراحلين، و اقتراح التشدد في قبول المنتسبين إلى الاتحاد ، و عدم اعتماد الشهادات العلمية كأساس لقبول عضوية المنتسب، فالرائزُ الوحيد هو مستوى الأداء الإبداعي و الفكري.

*تشجيع حركة النقد لمواكبة الإصدارات الأدبية، و لضمان تحسين النوعية و الجودة فيما يصدر من كتب. 

*الأديبة (أنيسة عبود) عضو مجلس الاتحاد، تمنَّتْ أن تخرج إبداعات السوريين من الإطار المحلي، و أن تحلِّق في الأفق الأرحب عربياً و دولياً، و دعتْ إلى إيجاد آلية مناسبة لانتشار الكتاب السوري عبر منصة معارض الكتب العربية و الإقليمية. 

*المطالبة بمنح عضوية الشرف في الاتحاد لمن تميَّز في الإبداع و في الكتابة كشرط أساسي.

 *اقتراح أن يُستهلَّ التقرير المقدَّم إلى أعضاء المؤتمر بكلمة الدكتور (محمد حوراني) الترحيبية، فيكتمل بذلك التقرير في شقّيهِ السياسي و الأدبي معاً، و المطالبة بإيجاد آليات جديدة لتقييم عمل أعضاء الاتحاد، بدلاً من تحقيق نسبة ثلاثين بالمائة من حضور مناشط الاتحاد، التي يمكن أن تحول دون بلوغها معوقات مادية و صحية. *توجيه الشكر و التقدير إلى رئاسة تحرير صحيفة الأسبوع الأدبي، التي يمثِّلها الأستاذ الشاعر (توفيق أحمد) نائب رئيس الاتحاد، لما بذلتْ من جهودٍ لتحسينِ مستوى المنشورات، و انتقائها بعناية فائقة، و بحرص على سلامة الإبداع السوري من السطحية، و المباشرة، و الاستسهال، و الترهُّل.

*حماية الكتب وتوزيعهاو أبرزُ ما استرعى الاهتمام و أثارَ الدهشة، عرضُ فيديو بعنوان (الكتاب السوري، قبل و بعد)، يُظهرُ للعيان شهادةً موثّقةً و حيَّة للمشاقّ التي تكبَّدها المكتب التنفيذي و موظفو الاتحاد، لإنقاذ ما أمكنَ من الكتب الصادرة عن الاتحاد و المكدسة في مستودعاته من الأضرار الناجمة عن التلف، و إخراجها إلى النور و إلى أرفف معارض الكتب و مكتبات الأرياف  بأبهى حلة. و لقد كان لإحدى لقطاتِ الفيديو أبلغُ تأثيرٍ في النفوس؛ إذ تُظهرُ محاولاتٍ مستميتة لأحدِ الموظفين لفصلِ الكتب المتعفّنة بعفل الرطوبة و الجراثيم، و المتراكبة فوقَ بعضها في أحدِ المستودعات باليدين أولاً، ثم بركلاتِ الأرجل القوية، لينبثقَ بعدَ كلمة (بعد) واقعٌ جديدٌ و مختلفٌ جذرياً لتلكِ الكتب التي أمكنَ إنقاذُها كلياً أو جزئياً من التلف، و قد نُظِّفتْ و أُخرجتْ للقارئ في هيئةٍ أفضل، ووُضعتْ في متناولِ القاصي و الداني بسعر زهيد: مائتا ليرة سورية!*اقبال على النشر

 *و في مداخلةٍ للأستاذ الشاعر (توفيق أحمد) نائبِ رئيس الاتحاد، أكَّدَ أنَّ الإقبال على النشر في دوريَّات الاتحاد و منها الأسبوع الأدبي باتَ في تزايدٍ ملحوظ، و أسرةُ التحرير لم تقفْ عائقاً أمامَ أيِّ مبدعٍ راغبٍ في النشر، و أشارَ إلى جدِّية المكتب التنفيذي في إنجاحِ المشاريع الاستثمارية للاتحاد بكلِّ السُّبل المتاحة و الممكنة، بحيثُ تنعكس أرباحُها في زيادة التعويضات المادية الممنوحة للأدباء، و في رفع سقف استحقاقاتهم عن مناشطهم المختلفة، ما يتطلَّبُ اجتهاداً يومياً دؤوباً. فكما اجتهدْنا ووضعنا حجرَ الأساسِ للعمل في عامٍ مُنصرم، سنمضي على الوتيرةِ ذاتِها فيما يلي من أعوامٍ و مراحلَ، فالأدباءُ الزملاء يستحقون أن نُبليَ في سبيلهم بلاءً حسناً يليقُ بطموحاتهم.

 *كلمة اخيرة و ختاماً أقول، و هذا رأيٌ شخصي: إنَّ أمةً تُنتجُ إبداعاً منافساً و مُزاحماً على مرِّ الأجيال، لا بدَّ لها من قادةٍ ثقافيينَ يحترمون مُبدعيها و يُجلُّونهم، و كلُّ الشكر للمكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب في سوريا، الرائدة إبداعياً و فكرياً، و لمجلسِ الاتحاد على عناءِ البحثِ عن الأفضل؛ لتمكينِ الأديبِ السوري من الصمود في معتركِ القلمِ و الحرف.

(سيرياهوم نيوز23-2022)

(سيرياهوم نيوز23-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شكران مرتجى تكشف ذكرياتها في أيلول … باسم ياخور: 14 سنة والقاسم المشترك المخرج الصديق تامر إسحق

وائل العدس   كما كل خميس، نجول بكم ومعكم حول مواقع التواصل الاجتماعي لنرصد لكم أهم ما نشره النجوم السوريون والعرب هذا الأسبوع، وإلى التفاصيل: ...