آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » “أوراسيا ريفيو”: مساعي إيران الدبلوماسية في الإقليم: هل الاختراق مع الرياض ممكن؟

“أوراسيا ريفيو”: مساعي إيران الدبلوماسية في الإقليم: هل الاختراق مع الرياض ممكن؟

كتبت الأستاذة الجامعية ديبيكا ساراسوات مقالاً في موقع “أوراسيا ريفيو”، تحدثت فيه عن إمكانية التوصّل إلى اختراقٍ دبلوماسي بين إيران والسعودية، بالتزامن مع المحادثات الجارية في فيينا بين إيران والدول الغربية بشأن برنامجها النووي.
وقالت الكاتبة في مقالها “في 23 كانون الأول/ديسمبر 2021، أشاد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال مؤتمرٍ صحفيٍّ مشتركٍ مع نظيره العراقي فؤاد حسين، بالجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لإزالة سوء التفاهم بين إيران والمملكة العربية السعودية. وأعرب عن استعداده لتبادل زيارات الوفود الفنية لتحضير الاستعدادات اللازمة لاستعادة العلاقات الدبلوماسية المتبادلة”.
وأضافت “منذ شهر نيسان/أبريل الفائت، بدأت المحادثات بين طهران والرياض في بغداد خلف الكواليس، بالتوازي مع 4 جولاتِ حوارٍ في فيينا لإحياء “الاتفاق النووي” بين إيران ومجموعة (4+1) والولايات المتحدة. وعُقِدت الجولة الأخيرة من المحادثات بعد وقتٍ قصيرٍ من تشكيل الرئيس الإيراني المنتخب حديثاً، إبراهيم رئيسي، فريق السياسة الخارجية”.
وتابعت “حددت طهران الدبلوماسية كأولويةٍ في حركتها الإقليمية، وأعربت عن استعدادها لرفع مستوى المفاوضين في الحوار مع الرياض. بينما أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان “أنهم ما زالوا في المرحلة الاستكشافية”، وأعرب عن أمله في أن تحل المحادثات القضايا العالقة بين البلدين”.
يُعَدُّ استعداد إيران للحوار واستعادة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية بعد 6 سنوات من قطع الرياض لعلاقاتها الدبلوماسية بها في كانون الثاني/يناير 2016، جزءاً من إحياءٍ أوسعَ للدبلوماسية في المنطقة؛ بعد عقدٍ من المنافسة الجيو سياسية الشديدة والحروب بالوكالة بين كل القوى الإقليمية في المنطقة. وقد يتيح هذا التوجّه الدبلوماسي الإيراني في الإقليم، بإدارة رئيسي، التوصّل إلى انفراجٍ بين إيران والسعودية، قالت الكاتبة.
وتابعت “بينما تسعى حكومة رئيسي إلى الحوار مع جيرانها الخليجيين، يعمل الحرس الثوري الإيراني على تعزيز القدرات العسكرية والردع ضد الضغوط الأميركية وتهديدات “إسرائيل” بالعدوان على المنشآت النووية الإيرانية، وقد كرَّر الرئيس إبراهيم رئيسي رسالة الردع للحرس الثوري، ومفادها أنَّ “أيَّ عملٍ عدائيٍّ من قبل أعدائنا سيواجه ردّاً شاملاً ونهائياً من القوات المسلحة، من شأنه أن يُغيّر المعادلات الاستراتيجية بشكلٍ كبيرٍ””.
تنظر إدارة رئيسي إلى شبه الجزيرة العربية على أنَّها خطوةٌ حاسمةٌ نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الجيران، باعتبارها استراتيجيةً طويلةَ الأجلِ. وتنظر إيران إلى دول مجلس التعاون الخليجي مثل الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان، على أنَّها مركزٌ أساسيٌّ لإعادة تصدير البضائع الإيرانية. وخلال السنة المالية الإيرانية الأخيرة، زادت التجارة بين إيران والإمارات العربية المتحدة بنسبة 7% من حيث القيمة، لتصل إلى 14.28 مليار دولارٍ أميركيٍّ، وهي ثاني أكبرِ شريكٍ تجاريٍّ لإيران بعد الصين/ اضافت الكاتبة.
تغيير المشهد الجغرافي السياسي الإقليمي
على مدى العقد الماضي، الذي بدأ بالانتفاضات العربية، لجأت الدول الإقليمية الساعية إلى بقاء النظام والنفوذ الجيو سياسي إلى التدخلات العسكرية المباشرة، ودعمت الجماعات بالوكالة في دولٍ أخرى، ما أدّى إلى إضفاءِ الطابع الإقليمي على الصراع والأمن في غرب آسيا. ومع ذلك، يبدو أنَّ مخاطر التوترات التي تؤدّي إلى حربٍ واسعةِ النطاق، والمخاوف من التوسّع المفرط بين الدول المشاركة في مختلف مسارح الصراع في المنطقة، والأولوية المحلية المهيمنة للمخاوف الاقتصادية وسط جائحة “كورونا”، قد دفعت الدول الإقليمية الرئيسية إلى التوجّه نحو حوارٍ بدأ العام الماضي، بالترافق مع ذوبان الجليد في العلاقات السعودية الإماراتية مع قطر، في مشهدٍ دبلوماسيٍّ جديدٍ فرض السعي لإيجاد السبل للتخفيف من العديد من النزاعات في المنطقة، حسب الكاتبة.
بدأت المرحلة الجارية من خفض التصعيد بين إيران وجيرانها الخليجيين بشكلٍ جديٍّ في العام 2019، عندما كانت إيران تتأذّى بشدَّةٍ من ضغط العقوبات الأميركية، وردّت بمهاجمة البنية التحتية للشحن والطاقة في الخليج، الأمر الذي أدّى إلى نشوء مخاطر حول اندلاعِ حربٍ مباشرةٍ مع إيران، وذلك بالتزامن مع فقدان صدقية الضمانات الأمنية الأميركية لحليفَي الولايات المتحدة الرئيسيين، الإمارات والسعودية، اللتين سعتا نحو الحوار مع طهران.
علاوةً على ذلك، لم تكتفِ إدارة بايدن بالتراجع عن جهود ترامب المناهضة لإيران من خلال إشراك طهران في إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة فحسب، بل إنَّها شجعت أيضاً حلفاءها الخليجيين على الحوار مع إيران. في الفترة التي سبقت استئناف المحادثات النووية، بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، زار المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران مجلس التعاون الخليجي، حيث صدر بيانٌ مشتركٌ يشير إلى أنَّ “العودة إلى الامتثال المتبادل (للاتفاق النووي) ستفيد الشرق الأوسط بأكمله”، قالت الكاتبة.
وتابعت “عقب التوقيع على اتفاق “خطة العمل الشاملة المشتركة” في العام 2015 ، سعت إدارة الرئيس (الإيراني السابق حسن) روحاني إلى بدء حوارٍ مع جيران إيران في الخليج، لكنَّ السياسة واجهت صعوباتٍ، حيث وجدت إيران والسعودية نفسيهما على طرفي نقيضٍ من الصراع في سوريا، وكذلك في اليمن، حيث يجري التنافس على النفوذ في المنطقة الأوسع من غرب آسيا وشمال أفريقيا”.
هذه المرة، يجري الحوار بين طهران والرياض في سياقٍ إقليميٍّ ودوليٍّ مختلفٍ إلى حدٍّ كبيرٍ، يؤيّد التهدئة المستمرة للتوترات. وبما أنَّ مصير الدبلوماسية الإيرانية السعودية يبدو متشابكاً مع مصير المحادثات النووية في فيينا، تحرص طهران أيضاً على تقديم نفسها على أنَّها “لاعبٌ بنّاءٌ” من خلال المضي قدماً في حوارها مع الرياض، ختمت الكاتبة مقالها.

سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إعلام إسرائيلي يحذر من تحول مذكرتا الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت إلى شكاوى أخرى بحق مسؤولين إسرائيليين وحظر واسع على الأسلحة المورّدة إلى “إسرائيل

ذكرت تقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة،أنّ “إسرائيل” تخشى من أن يؤدي قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بحق نتنياهو وغالانت، إلى فرض حظر ...