فادي بك الشريف
الإثنين, 01-11-2021
قال مدير مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية للأطفال بدمشق ماجد خضر في تصريح لـ«الوطن» أن عملية الزرع الغيري للطفل محمود الخالد ذي 13 عاماً والموجود حالياً في غرفة العزل بالمركز تعتبر دقيقة ومعقدة بشكل أكبر مقارنة مع الزرع الذاتي، كما أن المريض بحاجة إلى متابعة مستمرة، مبيناً أن فترة المكوث في غرفة الزرع تعتبر أطول وقد تصل إلى الشهر ونصف الشهر.
هذا وصدر بيان جاء فيه: ينتظر الطفل محمود الخالد من محافظة حلب في المركز بمستشفى الأطفال الجامعي بدمشق، وهو على بعد أمتار قليلة من غرفة شقيقه بدر الخالد، 9 سنوات، بعد أن أجرى الأخير عملية تبرع بالخلايا الجذعية ليسهم في إنقاذ حياة محمود الذي يعاني من سرطان دم نقوي حاد ناكس.
وقال خضر: إن الطفل المريض ما يزال في شعبة الزرع ضمن المشفى وضمن المتابعة، موضحاً أنه في حال نجاح العملية فإن نسبة الشفاء عالية، وخاصة أن المريض لا يستجيب إلا لهذا الزرع على اعتبار أن الطفل يعاني سرطان دم نقوي حاد ناكس.
مضيفاً إن المركز أجرى لغاية الآن عمليتي زرع ذاتي كما تعتبر عملية الزرع الغيري الأولى في المركز، مبيناً أن عمليات الزرع تجرى بشكل مجاني 100 بالمئة.
هذا وتعتبر العملية الأولى في المركز كعملية زرع (غيري) أي عملية زرع خلايا جذعية من مُتبرِّع، كما تعتبر عملية خطرة ومعقدة جداً، تحتاج إلى تقنيات وأجهزة عالية الجودة وكادر طبي خبير ومتخصص ونوعي، إضافة إلى أن أدوية العلاج مُكلفة ويُصعب تأمينها في معظم الأحيان.
كل ذلك متوافر في مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية بمستشفى الأطفال بدمشق والذي انطلق للعمل بعد افتتاحه من السيدة أسماء الأسد قبل أشهر، حيث أجرى المركز عمليتي زرع ذاتي (من جسم المريض) لطفلين منذ انطلاقته وحتى الآن، وهما الطفل مرتضى كينار (9 سنوات) والطفلة ألين غزال (عام وتسعة أشهر).
وعلى الرغم من صعوبة ودقة وخطورة هذه العمليات إلا أن المركز مُجهز من الناحية التقنية والطبية بشكل تام ليستقبل ويعالج عشرات الحالات من الأطفال المصابين بالسرطان سنوياً لعلاجهم وإنقاذ حياتهم وتخفيف الأعباء المادية الثقيلة عن كاهل عوائلهم.
وقطعت سورية لهذا العام خطوات كبيرة في مجال رفع مستوى التحكم بالسرطان بعد إنجاز مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية بمستشفى الأطفال بدمشق باهتمام ودعم السيدة أسماء الأسد، إضافة إلى إحداث تخصصات جامعية جديدة لتشخيص وعلاج الأورام والسرطانات، سترفد مراكز علاج السرطان بالكوادر الطبية الكفؤة، وأيضاً الاستعداد لإطلاق حملة الكشف المبكر عن ثلاثة أنواع من السرطانات (الثدي، عنق الرحم والبروستاتا) تشمل كامل الجغرافية السورية.
وهناك خطوات قريبة جداً في هذا المجال يجري العمل عليها. كل ذلك ضمن الخطة الوطنية للتحكم بالسرطان التي انطلقت منذ عام 2019 وتهدف بشكل أساسي إلى تعزيز وضع السياسات وتنفيذ الإستراتيجيات والفعاليات الهادفة لخفض معدلات السرطان في سورية.
سيرياهوم نيوز-الوطن