نفّذ العدو الإسرائيلي، أمس، جملة من الاقتحامات في المنطقة الممتدة من جنوب القنيطرة إلى جنوب غرب درعا، حيث داهم عدداً من القرى، بينها صيدا والمعلقة وأم اللوقس وصيصون والخربة والمسيرتية وعين ذكر والقيد، ليعمل على تفتيش نقاط كان فتّشها أكثر من مرة في وقت سابق، فضلاً عن تجريف عدد من النقاط التي كان يستخدمها الجيش السوري في عهد النظام السابق كقواعد ثابتة أو مقار مؤقتة. وفي غضون ذلك، طالبت قوات الاحتلال، السكان، عبر مكبّرات الصوت، بأن يلتزموا منازلهم إلى حين إتمام عمليات التفتيش، فيما كان الطيران المروحي والمُسيّر ينفّذ عملية تحليق على ارتفاع منخفض في سماء المنطقة. ومن جهته، لم يستجب «الأمن العام» لعدد من الاتصالات التي تلقّاها عبر أرقامه الهاتفية المعمّمة لتقديم أي مساعدة، فيما راوحت الردود بين «التزاموا بالتعليمات لحفظ سلامتكم»، و «لا نمتلك الأوامر للتدخل»، وفقاً لمصادر أهلية.
ويأتي هذا في وقت يؤشر فيه المشهد الميداني إلى ثبات جغرافي مرحلي يحكم التحركات الإسرائيلية في الداخل السوري؛ إذ عملت قوات الاحتلال على تحصين البوابة الحدودية في منطقة جباتا الخشب، التي تستخدمها بشكل أساسي لنقل قواتها من الداخل المحتل، ونقلت كتلاً إسمنتية وتحصينات مسبقة الصنع إلى التلول الحمر ومبنى المحافظة، وجرافات ودبابات إضافية إلى نقطة ثكنة الجزيرة، الواقعة في حوض اليرموك. وتشير مصادر عشائرية من حوض اليرموك، في حديثها إلى الأخبار»، إلى أن «الأمن العام» استدعى عدداً من سكان القرى التي تم اقتحامها، أو القرى التي يتواجد فيها الاحتلال الإسرائيلي بشكل ثابت في القنيطرة ومنطقة حوض اليرموك بريف درعا، لسؤالهم عن ماهية الأسئلة التي توجهها قوات العدو إليهم، وطبيعة المناطق والنقاط التي يتم استهدافها. كما بدأت بـ«تحقيق» حول ما إذا كان أي من سكان القرى قد تعامل في أوقات سابقة مع «القوات الإيرانية» أو «حزب الله، بأي نوع من التعامل.
وجاء توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة قرى موزعة على ريف القنيطرة ودرعا فجر أمس، سابقاً للتصريحات الأولى من نوعها التي أطلقها قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، عقب لقائه رئيس الوزارء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والتي طالب فيها بالعودة إلى اتفاق فض الاشتباك الموقّع عام 1974 بين سوريا وإسرائيل، معتبراً أن «إسرائيل تقدّمت في المنطقة العازلة بذريعة وجود ميليشيات إيرانية وهذا العذر لم يعد قائماً بعد تحرير دمشق». على أن التوغل الإسرائيلي وقع فعلياً بعد خلو المنطقة من أي قوة، وفقاً لمصدر عسكري يشير إلى أن «مثل هذا التبرير منفصل عن الواقع، نظراً إلى أن القوات الروسية كانت قد نشرت نقاط مراقبة ثابتة على امتداد شريط الفصل لإحداث نوع من الثقة المتبادلة بين حكومة دمشق السابقة وتل أبيب، وتثبيت خلو المنطقة من وجود أي قوة عسكرية تعتبرها إسرائيل مدعومة من إيران أو تابعة لها». وبدوره، يؤكد ضابط سابق في الجيش السوري المنحل أن الجنوب، وبعمق يزيد عن 40 كم، كان خالياً من القوات الإيرانية ومجموعات المقاومة اللبنانية، منذ عام 2019، أي بعد عام من سيطرة بشار الأسد على المنطقة عبر اتفاقيات المصالحة بين النظام والفصائل المحلية، والتي رعتها موسكو آنذاك.
أخبار سورية الوطن١_الاخبار