- أيهم مرعي
- الخميس 10 كانون الأول 2020
حدّ إعلان «قسد» إنشاء نقاط مراقبة مشتركة مع الجيش السوري وروسيا من الهجمات العسكرية التركية على مدينة عين عيسى شمال محافظة الرقة. لكن ذلك لا يعني انتهاء الخطر التركي، في ظلّ مواصلة أنقرة الدفع بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة
تواجه روسيا تعنّت «قسد» في تقديم أيّ تنازلات عسكرية وأمنية وإدارية
ويبدو أن تركيا متمسّكة بالهجوم على مدينة عين عيسى تحديداً، لتحقيق سلّة من الأهداف، أهمّها ضرب «عاصمة الإدارة الذاتية» الكردية، والسيطرة على عقدة مواصلات مهمة تربط مناطق سيطرة «قسد» في كلّ من أرياف حلب والحسكة والرقة ودير الزور. كذلك، يريد الأتراك إبطال توقّعات واشنطن بعدم «تكرار أيّ هجوم تركي جديد على مناطق سيطرة قسد في شرق سوريا وشمالها»، وفق ما كان أعلن مبعوث الرئيس الأميركي، جويل رايبون، إضافة إلى قطع الآمال الكردية بقدرة الولايات المتحدة على حماية مناطق «قسد»، وإيصال رسالة إلى الأخيرة بعدم وجود وعود تركية للأميركيين بالتخلّي عن مهمّة محاربتها، وإزالة أيّ خطر يتهدّد الأمن التركي، من وجهة نظر أنقرة.
أمام هذا الواقع، تعمل موسكو على رفع مستوى التنسيق بين الجيش السوري و»قسد»، بهدف قطع الطريق على أنقرة نحو تحقيق مكاسب ميدانية جديدة. لكن روسيا تواجه صعوبة في ذلك، بسبب تعنّت «قسد» في تقديم أيّ تنازلات عسكرية، وإصرارها على الحفاظ على سطوتها الأمنية والإدارية على مدينة عين عيسى، والامتناع عن تسليم الصلاحيات للحكومة السورية. وفي هذا الإطار، يفيد مصدر ميداني سوري بأن «موسكو أبلغت قسد رسمياً بنيات تركية جدّية في التوغل والسيطرة على مدينة عين عيسى، في ظلّ استمرار الوجود العسكري لقسد والأسايش والإدارة الذاتية في المدينة»، كاشفاً أن «الروس أبلغوا قيادة قسد بضرورة رفع العلم السوري، وإعادة مؤسسات الدولة السورية كافة إليها، مع افتتاح أقسام للشرطة، لسحب الذرائع التركية في تنفيذ أيّ هجوم جديد». ويَتوقّع المصدر أن يكون «الإعلان عن الانتشار الجديد للجيش السوري واحدة من سلسلة خطوات ستُطبّق تدريجياً، لتعيد سلطة الحكومة السورية تدريجياً على المدينة، وتسهم في حمايتها من أيّ هجمات»، مستدركاً بأن «هذه الخطوات متوقّفة على مدى التزام قسد بالتنسيق مع الجيش لإزالة خطر الهجمات التركية».
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)