سعاد سليمان
وهل يستوي الذين يعلمون , والذين لا يعلمون !!
سؤال نوجهه للمسؤولين عن قوت الانسان في عصرنا هذا , وفي أيامنا السوداء اليوم ..
هل ترون المشاهد الجارحة في شوارعنا حيث ينام رجل , وهو يحتضن طفلا فوق رصيف , بانتظار قلب يحن , ويد ترمي بضع ليرات في حضنه , وتمضي بفرح فالضمير مرتاح , وتقديم العون تم بنجاح !!!
في السابق .. كنا نرى النساء تجلسن على الأرصفة , وتطلب من مال الله , أو رجل بعكازين , ودون طرف , أو طرفين ..
اليوم تتسع الرقعة , وتزداد المشاهد ألما , أما الأطفال فحدث , ولا حرج .. هذا الذي يمشي حافيا وسط أمواج من مطر غزير , وذاك الذي يبكي من الجوع ..
مشاهد ليست من فيلم هندي قديم , هي من واقعنا ..
ومن يحب أن يرى عليه أن يمضي في مركز مدينة طرطوس , وفي شوارعها الرئيسية وسط السوق , وحيث الازدحام .
من يمر في شارع هنانو يقرر عدم المرور مرة أخرى , فالمشاهد المؤلمة لأطفال ينامون على الأرصفة , ولمن يطلبون العون مشاهد تدفعك للهروب فقد عميت الأبصار , وماتت القلوب !!
ليس كذبا ما نراه ..
فالموظف لدى الدولة اليوم – الموظف الحكومي – الذي يقبض في الشهر 200 ألف ليرة سورية لا بد أن يصرفها في يوم واحد ثمن وجبة طعام , فالفروج صار بمائة ألف – هذا بالنسبة لأسرة مكونة من عدة أفراد .. وقس على ذلك ..
أجور البيوت ازدادت أضعافا مضاعفة , ولا من مهتم , ولا من يسأل , ولا وجود للضمير ..
اللهم أسألك نفسي , والنفس طماعة للأسف , وأنا , ومن بعدي الطوفان ..
هل تساءلتم يا أصحاب الشأن كيف تعيش أسرة لديها أطفال بحاجة إلى الحليب والغذاء , والدواء ؟
نعم نحن قوم لا نرى , ولا نسمع , ولا نحس ..
من استطاع من شبابنا الهروب .. وما أكثرهم .. هربوا .
و من بقي من الرجال يرفعون العشرة أمام عائلاتهم , ولا حول لهم , ولا قوة , فقط يعملون ما يستطيعون ليس حبا بل للضرورة أحكامها ..
وما نزال ننصب شجرة الميلاد نزينها بأضواء كاذبة , إذ لا ضوء في بيوتنا إلا القليل , ولا دفء إلا في قلوب عامرة بالإيمان , ولا صبر إلا عبر الأمل , والأمنيات ..
أين المفر ؟
وإلى متى ؟
ونحن ننتظر الغيث من رب رحيم !!
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)