آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » أيها البعثيون ..

أيها البعثيون ..

المحامي:ياسين زمام

البعض يقول أن الأحزاب المتواجدة على الساحة لم تعد مفيدة للشعب وليس لها دور إيجابي في حياة المجتمع بما فيها الحزب الحاكم ، وأن عدم وجودها خير من بقائها …ويرى البعض أن إبعاد حزب البعث عن الانغماس في السلطة خير له وللسلطة في آن …. وهناك من يتساءل آلم تحذف المادة الثامنة من الدستور السابق قبل الحالي التي تقول أن الحزب هو قائد في الدولة والمجتمع ، وبالتالي ولتنفيذ هذا الحذف والانسجام الدستوري والقانوني معه ، كان على قيادات وقواعد الحزب أن تكتفي بالانخراط نضاليا بين الجماهير ، وأن تخلي مقرات الدولة وتسلم آلياتها وكل اللوازم المستجرة من الدولة ، وذلك لكي يعتمد الحزب والحزبيين على أنفسهم ويعززوا النضال الحر المستقل في صفوف الجماهير ولمصلحة قضايا الوطن والمواطن ، ويكونوا على قدم المساواة مع الاحزاب الأخرى ، وللتخفيف من الإنفاق غير المعقول ، وإلا فإن بقاءهم في كيان السلطة وفي وسطها يشكل خللا وتجاوزا على حقوق باقي الأحزاب وسائر المواطنين ناهيك عن الخلل الدستوري والقانوني ، ويسيءإلى الدور النضالي للحزب وما كان يعول عليه لتحقيق اهدافه التي مازالت مرفوعة دون أمل … إننا نناشد قيادات هذا الحزب ( من خلال كونهم مواطنين من هذا الشعب ) أن تلتفت إلى هذه الناحية وأن تلتزم وطنيا وأخلاقيًا باستقلال الحزب عن السلطة ….وهنا نتوقع قول البعض أن الحزب نجح في الانتخابات ومن حقه استلام السلطة ، ولكن كيف نجحوا …؟ دعونا من هذا … فإن أبسط قواعد الديموقراطية التي يتغنى بها الجميع ويحترمونها في صفوف الحزب وغير الحزب أن يكتفى بتشكيل الوزارة والكف عن توظيف الأعضاء من الحزب وتقليدهم المسؤوليات وبروز السلبيات والارتكابات التي انعكست على سمعة الحزب بين الجماهير ، والتدخل في الشاردة والواردة من قبل الفروع والشعب والفرق والأعضاء ، وكأن غيرهم لاعلاقة له بالوطن وأنهم تحولوا إلى مكاتب توظيف وما إلى ذلك من المحسوبيات والانحرافات عن خط الحزب وتاريخه النضالي قبل هذا القدر من الانغماس في شؤون السلطة والتسلط على الناس …. أيها البعثيون عودوا إلى صفوف شعبكم الذي يعاني من محن كثيرة واخدموه بصمت ، ولا تتعالوا عليه ولاتتكبروا عل جمهوركم وتضيفوا على مايعاني من أزمات ومضايقات تهدد حياته ووجوده …ولا نريد أن ندخل في تفاصيل أخرى يزخر بها الواقع ويعلمها الكثيرون وتأكدوا أن النسبة الراجحة بين صفوفكم لم تنتسب لحزبكم لتناضل من أجل تحقيق أهدافه المعلنة العريضة وإنما من أجل تحقيق مصالحهم وطموحاتهم على حساب الشعب والحزب … أيها البعثيون فكروا بمصلحة الوطن الممزق والمواطن المنهك ولتحكموا ضمائركم وحرصكم على الوطن أولا وأخيرا ….أيها البعثيون ….!

(سيرياهوم نيوز-صفحة الكاتب25-2-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدقة من اموال الموازنة .. ؟!

  سلمان عيسى مثل كل موسم، تركب الحكومة رأسها وتقسم انها لن تحرك سعر شراء القمح مليما واحدا فقد اقرت بحضور معظم أعضائها سعر الشراء ...