آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » أيها “الثوّار” .. توجّهوا لطرد الإحتلالين الأميركي والتركي !!

أيها “الثوّار” .. توجّهوا لطرد الإحتلالين الأميركي والتركي !!

 

| علي عبود

 

مامن مواطن سوري إلا واعترض على رفع سعر المحروقات التي زلزت حياته المعيشية، لكن قلة قليلة جدا عبّرت عن غضبها بالتظاهر ضد الدولة وتخريب مؤسساتها بما يخدم أعداء سورية!

وكي لانختبىء وراء أصابعنا فإن بعص المأجورين المؤتمرين للخارج رأى ان قرارات الحكومة الأخيرة فرصة ثمينة لإعادة عقارب الساعة إلى عام 2011؟

طبعا، مايطلقه الإعلام المعادي لسورية على من تظاهروا خلافا للقانون بـ “الثوار” المطالبين بـ (إسقاط النظام) ليس أكثر من اقتناص فرصة لا تختلف عن الفرص التي كانت متاحة في عام 2011 وقابلة للتصديق من شرائح واسعة من المجتمع السوري، والتي استغرقت منهم وقتا طويلا قبل أن يكتشفوا زيفها، ولكن بعد أن انقلبت حياتهم رأسا على عقب!

لقد أتاح “المحتجون” سواء بالتظاهر، وقطع الطرقات وحرق الدواليب، أو بالإعتداء على الملكيات العامة، فرصة من ذهب للمعارضة المؤتمرة من الأمريكان والممولة من قطر والمدعومة لوجستيا من تركيا كي تنتعش وتستجر الدولارات لحساباتها الخاصة تحت عنوان : “الثورة” سانحة الآن كي نطيح (بالنظام)!!

ولا يبدو إن المعارضة العميلة للأمريكان، والممولة قطريا، والمدعومة لوجستيا من تركيا في وارد أنها أصبحت في مزبلة التاريخ، لأن همها الوحيد شفط مليارات من الدولارات من أعداء سورية وضخ بعض الملايين منها للمأجورين في الداخل، ومخطئ جدا من يتوهم أن “المحتجين”، ومن يطلق عليهم أعداء سورية صفة “الثوار” الذين يقطعون الطرقات و يحرقون المؤسسات الحكومية التي تُقدم الخدمات لأهاليهم لايعرفون ماذا يفعلون!

لو كان “الاحتجاج“ بمظاهر العنف والحرق والتدمير سيعيد الأوضاع الاقتصادية إلى ماكانت عليه قبل عام 2011 لخرج كل السوريين إلى الشوارع، ولكن ماحدث خلال “عشرية النار“ على سورية أكد أن الهدف لاعلاقة له بالحرية والديمقراطية ولا بتحسين الحياة الاقتصادية للسوريين!

لم نستغرب أن المعارضة المأجورة سواء في الداخل التي تؤكد جاهزيتها الدائمة للتحريض على (النظام) لقاء حفنة من الدولارات، أومعارضة الخارج التي تتآمر على الشعب السوري من تركيا وقطر والسعودية والأردن ومصر ولبنان، أن تستغل قرارات الحكومة الأخيرة برفع سعر المحروقات للتحريض على التظاهر و“الثورة” ضد (النظام) والعودة إلى مشاهد عام 2011، فالمهم بالنسبة لها ليس تأييد المحتجين، وإنما إعادة تدوير مهامها وبأنها جاهزة لتنفيذ مخططات المتآمرين على سورية!!

نعم، لو كان الأمر يتعلق بالإحتجاج على الأوضاع المعيشية، لاقتصر التظاهر على يوم أو ليومين، فالرسالة وصلت لمن يعنيهم الأمر، ولكن أن يستمر الإحتجاج ورفع علم المحتل الفرنسي، فهو دليل أن الخارج ينفخ في نار الفتنة، وبأن الهدف الأمريكي المتماهي مع الصهيوني، هو إقامة كيانات إنفصالية على شاكلة كيان قسد العميلة!

أيها المحتجون المضللون المدارين من عملاء مأجورين ألا تسألون أنفسكم: لصالح من نقوم بإغلاق وتخريب المؤسسات الحكومية وخاصة الكهرباء والمياه والأفران والمصارف والهجرة والجوازات..الخ، التي تقدم الخدمات للناس؟

ومن لايزال يخرج ويحتج ويهتف بشعارات فتنوية بعدما سمع التسريبات الصوتية لقادة الإحتجاجات بأنهم سيستمرون بالتحريض حتى إسقاط (النظام)، فإنه يثير لدى ملايين السوريين عشرات الإسئلة وعلامات الإستفهام!

حسنا، انتم أيها المحتجون و“الثورجيون” الذين تقومون عمدا بأعمال الشغب والتحريض وتعطيل الحياة في مدينتكم إن كنتم فعلا غاضبون من تدهور الحياة المعيشية، ومستاؤون جدا من عدم قدرتكم على تأمين المستلزمات الأساسية لأسركم، فلتكن وجهتكم بالإتجاه الصحيح، أي باتجاه من خرّب حياتكم وحرمكم من مقومات العيش الكريم!

وبما أنكم ترفضون الخدمة في الجيش العربي السوري أو بالقوات الرديفة، وإن كنتم فعلا وطنيون ولستم عملاء، فلتشكلوا مقاومة وطنية، تتوجه مباشرة إلى القواعد الأمريكية لطرد المحتل الذي صادر نفطكم وقمحكم وقطنكم ومياهكم، وتسبّب بفقركم وتدهور معيشة أسركم!

التظاهر والإحتجاج، وأغلاق المؤسسات الحكومية أو تخريبها لن يجلب لكم سوى المزيد من البؤس والفقر، وحدها المقاومة ضد الاحتلال ستعيد لكم حقوقكم وحقوق كل السوريين!

قلناها سابقا لزعماء العشائر العربية في الجزيرة منذ سنوات: تحرير منطقتكم من المحتل الأمريكي والتركي لاتكون بالبيانات والإجتماعات والوقفات الإحتجاجية، وإنما بالمقاومة الوطنية، فوحدها المقاومة القادرة على إعادة جنود الإحتلال إلى بلادهم بالتوابيت سترغم الإدارة الأمريكية على تفكيك قواعدها والرحيل عن بلدنا كما فعلتها في دول أخرى!

أيها الشرفاء الحريصون على وحدة الوطن، فلتقولوا لا للعملاء المأجورين الذين يحرضونكم ضد دولتكم سورية، واتخذوا الخيار الصحيح: اما الإلتحاق بالجيش العربي السوري للمشاركة في العمليات العسكرية القادمة لتحرير الوطن من المحتلين والإنفصاليين، والإرهابيين، أو الإنخراط في المقاومة الوطنية في قلب الجزيرة السورية حيث يتواجد المحتل الأمريكي فهو الداء الذي سببّ، والذي سيستمر بالتسبب، بتخريب وإفقار السوريين، حتى يتم طرده بالقوة من جميع الأراضي السورية، وأي خيار آخر هو في مصلحة المتآمرين على سورية، سواء كانوا في الداخل أم في الخارج!

لقد قالتها الناطقة باسم البنتاغون (وليس الناطقة باسم الخارجية الأمريكية) في نيسان 2011 : الأحداث في سورية لن تتوقف إلا بتغيير سلوك النظام: طرد حماس من سورية، والتوقف عن دعم المقاومة الفلسطينية وحزب الله، وفك التحالف مع إيران، وإبرام معاهدة سلام مع إسرائيل..!!

وقد أثبتت “عشرية النار” إن الأهداف الأمريكية لم ولن تتغير، وكل مايجري بما فيها الإحتجاجات الأخيرة، ومحاولات إغلاق الحدود مع العراق، وتجميد الاتصالات السورية التركية، وإعادة تفعيل داعش، والدعم المستمر للعميلة قسد، ومنع الإنفتاح العربي على سورية، والضغط على لبنان لزيادة الخناق على السوريين.. كلها تصب في خدمة تنفيذ الإهداف الإسرائيلية في سورية.

(سيرياهوم نيوز ٣-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الحرب على الوعي والمثقف الوطني المشتبك

  بقلم :د. حسن أحمد حسن   عندما يطوي السوريون تحت أقدامهم ثلاثة عشر عاماً من أقذر حرب عرفتها البشرية، ويفلحون في الحفاظ على كيان ...