آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » أيها السوريون …إياكم ونار الدمار ..!!

أيها السوريون …إياكم ونار الدمار ..!!

 

 

هني الحمدان

 

للأسف الشديد بتنا نسمع بيانات وكلمات التحشيد والكره لبعضنا البعض ،والتي قد تؤدي الى إشعال الفتن الكريهة التي كلنا نرفضها ،ولكن مايحز في النفس سماع شعارات مخجلة تنم عن أفق ضيق،وغياب تام عن حدود المنطق والعقل ، وأصبح البعض يعيرها نوعا من الاهتمام، لتغطي على المنطق ويغيب عندها العقل، وتشعل الغرائز الموغلة في البدائية وفي رغبات الانتقام والقتل والتشفي والازدراء من بعضنا البعض و ياللآسف، ولتشتعل دائرة الاقتتال والاستنزاف وفي مسعى لطموحات بعض الحاقدين المارقين لتسارع مجريات الحقد والضغينة لتحول بلادنا إلى خراب ومقدراتنا إلى يباب ولتهدر الطاقات البشرية والإمكانات المالية.

السوريون اليوم على المحك ،إما يعودون للغة العقل والحكمة ويستذكرون إرثهم المكتنز في المحبة والإخاء والمواطنة الحقة ،أو سيكون المصير المجهول الذي لا يخدم أحدا سوى قوى الشر والعدوان ..!

لنكف عن كل اللغات وبيانات كل من نصبوا ذواتهم أصحاب رأي ومشورة ،وهم عنها براء….

احتكموا إلى العقل والحكمة، وكفوا عن لغات وأحاديث الدمار والخراب وسفك الدماء..

لقد اصبحت “ظاهرة” استسهال انتقاد البلد كدولة، والتشكيك في كل شيء فيها، سمة عند الجاهل قبل الواعي،بلا إدراك وتبصر لمخاطر ماقد ستؤول إليه الأمور لا سمح الله ..

دعوة للتوقف عن كل ما يسيء إلى نسيجنا الجميل ،دعوة لنحافظ على كل مايجمعنا ونبذ كل مايفرقنا..إلى متى نبقى في دائرة التحشيد والاصطفاف الجانبي المقيت، كأنه قدرنا بأن كتب على هذه الدولة أن تبقى رهينة الآراء الهدامة، والأجندات الداخلية والخارجية، ومحصورة في خانة صراعات تغذى من قوى الشر التي أفرزت “زعامات كرتونية” لم تمتلك سوى الشعارات..وبحال بقينا نسمع لهم سندمر كل مقدراتنا وكل مقومات قوتنا..

تلفنا صور سيئة ،ولا نزال محكومون بتلك النظرة الفاسدة، لذلك نهاجم القيادة وطريقة سياستها بسبب أو بلا سبب،بوقت نتناسى ان أولويتها مصلحة البلد وأبنائه، كما نتناسى دورها المهم الذي بدأ يتجلى ، ورغم ذلك فإننا نطلب منها ما يفوق قدراتها احيانا … نريدها أن تكون قوية اقتصاديا وسياسيا، ولا نكترث للتحديات التي تواجهها، ونطلب منها أن تحارب في كل مكان وكأنها العنوان الأوحد لتحرير الشعوب من جميع أشكال الاستعمار.!

بأيدينا نسعى لأن نهدم سنوات طويلة من العمل في بناء دولة قوية، ليست بحاجة اليوم سوى لعزيمة أبنائها وأن يتفكروا بمصلحتهم العليا، بعيدا عن الاحتكام للرومانسية وحالة التشرذم وحب الآنا عند البعض التي لم نجنِ شيئا من ورائها وسنشعل نار الدمار بنا جميعا ..من المعيب أن يصل البعض لمرحلة أن لا يكترث في أن يكون بلده مسرحا للخراب والفوضى. !!

على السوريين أن يعلنوا عن أنفسهم، وأن يتوقفوا عن ممارسة السلبية تجاه وطنهم… ممارسة النقد تجاه السياسات حالة صحية ترفع من منسوب الوعي المجتمعي، وتؤدي إلى بقاء وتيرة العمل العام في مسارها الصحيح. لكن معاول الهدم، وإعطاء الأولوية لأي شيء على حساب الوطن سيؤدي في النهاية إلى تمييع الهوية الوطنية الجامعة، وتخريج أجيال فارغة غير مؤمنة بوطنها، وبالتالي ضياع الحالة الوطنية التي ندافع عنها جميعنا.

هناك اليوم فكر قاصر ينتشر بيننا، وهو بالتأكيد فكر غير وطني محكوم بثقافة رجعية عفا عليها الزمن، والمطلوب نبذ هذا الفكر لمصلحة حالة جامعة ترفض الانقسام وبث السموم في عقول الناس واللعب على وتر العواطف التي كلفتنا الكثير.

الحذر الحذر ..أيها السوريون الأحباء ..لنعمل بيد واحدة لبناء سوريتنا الجديدة.

 

(اخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

من يدير الإعلام الأمريكي ؟

    علي عبود   لايزال الإعلام الأمريكي محور اهتمام الباحثين والمحللين ومن ضمنهم الكتّاب العرب . آخر الكتب في هذا السياق بعنوان (كيف أصبحت ...