د.محمد حبش
كتبت عن قوة البرلمان الصاخب، ووهن البرلمان المطيع….بعضهم وجدها فرصة للهجوم على البرلمانات السابقة، كالعادة مجالس الدمى والتصفيق!!….الحشرات المنتفعون المنافقون….. أين كنتم من مظالم الأسد خلال 14 عامأً!!!!
مؤلم ان نقوم بتخوين الماضي كله، وتمزيق الوحدة الوطنية وتخوين كل من عمل في مؤسسات الدولة الوطنية!! وأن نكفر بكل خبرات الوطن ورجاله….
يا أخي …مجلس الشعب السوري مؤسسة وطنية كبيرة، وليست ملكاً لآل الاسد، وهي كانت تعاني من تحجيم دورها عبر سلطة غاشمة، ولكنها كانت حافلة بالرجال الوطنيين..
في مجلس الشعب ظهر رياض سيف ومأمون الحمصي ومنذر موصلي ورفعوا أصواتهم ضد تغول السلطة وذهبوا إلى السجون…
وفي مجلس الشعب ظهر رجال شجعان طالبوا برفض الأحكام العرفية ورفض جرائم السلطة في درعا وفيهم يوسف أبو رومية وخليل الرفاعي وعبد الكريم السيد وناصر الحريري وغيرهم …
وهناك نواب وقفوا أمام العالم وأعلنوا انشقاقهم عن النظام البائد بكل شجاعة علي البش وإخلاص بدوي وعماد غليون وصالح الطحان وآخرون .. وتحملوا الغربة والشراد وربما تحمّل أهلهم في الداخل أشد الظلم والتنمر والمعاناة…
من جانبي فيجب أن أشير أنني وقفت في المجلس وفي الإعلام العربي وهاجمت بقوة جرائم السلطة في درعا وفي غوطة دمشق وفي حمص وكانت النتيجة بالطبع صدور أمر بالاعتقال نجانا الله منه في الربع ساعة الأخيرة ثم صدور حكم بالإعدام .. والحكم موجود في التعليقات .. حيث تم الحكم علي وعلى الشيخ العرعور وعلى الشيخ القرضاوي بالإعدام في حكم واحد!!!! رغم أني لم ألتق بالشيخ عدنان حفظه الله في حياتي كلها!!!!
لقد نجحنا في الانشقاق لأن ظروفنا ساعدتنا، ولو اكتفى النظام بالغلاظة والتضييق والاستجواب لما تركنا المجلس، ولكنه أصدر حكم الإعدام!!
ومع ذلك فلا نبرئ أنفسنا وذنوبنا كثيرة.. وفي حياتنا لحظات ضعف .. نرجو الله غفرانه….
والذين استمروا في المجلس لم يكونوا كما تتصورون خونة ولصوصاً، لقد كان بعضهم كذلك بكل تأكيد…..
ولكن …. كان منهم وطنيون شرفاء تحملوا توحّش السلطة وظلوا يحاولون الإصلاح، وقاموا بتحرير سجناء كثير، ولا أريد أن أذكر أسماء محددة لأن لدي قائمة بأكثر من مائة نائب شريف ووطني ونبيل (وأخاف أن أذكر بعضهم فأظلم الآخرين) يستحقون كل تقدير وقد عاشوا الأيام الصعبة وحافظوا على إنسانيتهم.
أيها السوريون… توقفوا عن تخوين بعضكم، واعذروا الناس، فلا قيام لسوريا الجديدة إلا بالوفاء والاحترام….
وما قلناه في مجلس الشعب هو نفسه في كل مؤسسات الدولة الوطنية.
أما الفاسدون والحاقدون فقد حاكمتهم الأيام .. ويكفيهم أنهم جلبوا العار لأولادهم ولأنفسهم.
(اخبار سوريا الوطن 2-صفحة الكاتب)