بقلم:احمد معاذ الخطيب
بداية لابد من القول ان القصف الإجرامي لقيادة الأركان في وسط دمشق وقصر الشعب وغيرها هدفه المعنوي أكبر من نتائجه المادية.. وأضيف :
من بدهيات السياسة أن الكيان الذي يعاني من أزمة مع شعبه يتجه إلى إشعال الحرائق خارج حدوده لصرف شعبه عن مشاكله الداخلية ومن مصالحه تحويل بلدنا سورية إلى كيانات هشة ضعيفة متكارهة مع بعضها.
أفضل طريقة لتقسيم أي بلد هو خلق القلاقل بحيث لايعود احد يطيق العيش مع الآخر (بعملية مخطط لها بشكل مذهل) لكنها تعتمد على جهلنا وغرورنا وكرهنا لبعضنا.
ويصبح كل حزب بما لديهم فرحون .
النسيج الضام للسوريين تتم شيطنته وتحويله الى مسار متوحش في خصومة مع الجميع .
وهناك دول لانهاية لطول أنيابها جاهزة لافتراس سورية ولايهمها من يقتل الآخر فيها.
صار واضحاً أن أي حادث عرضي سيتم استغلاله ليكون بداية محرقة .
استشهد عشرات من خيرة شباب الأمن العام في أمكنة عديدة وعج إلى الله بدمه أبرياء في الساحل وقلوب متضرعة في كنسية وكرام من بني معروف وخسرنا إخوة في الجزيرة ولم يسأل أحد منا نفسه .. كيف صرنا هكذا وإلى أين نسير .
بالكاد تسمع صوتاً عاقلاً فالتجييش الطائفي يزحف بكل اتجاه ويحملونه لك سماً من وراء الحدود، ولحظة النشوة قد لاترينا أننا متجهون بمسار سيحرقنا جميعاً .
وصارت شرارة غير مقصودة قابلة لتصبح مستودع ألغام ينسف وطناً بكامله .
أيها السوري لاتشارك في التجييش ولا التحريض .
أيها السوري كل قطرة دم تسيل من سوري ستحرق مستقبل بلدنا كله .
أيها السوري : لاتزر وازرة وزر أخرى .
أيها السوري : إن كان أخوك وجارك بخير فأنت بخير .
أيها السوري : تثبت من كل خبر وكن عامل أمان وعدل واستقرار .
أيها السوري : بلدك بخطر ، كل أبناء سورية بخطر ، دولتك بخطر ، مستقبلك بخطر .
أيها السوري : هناك جيوش إلكترونية تشعل الحرائق فلا تنقل عنها بل أغلقها .
أيها السوري : العدالة للجميع والأمن للجميع والاستقرار للجميع مانسعى عليه جميعاً فكن من حملته والمطالبين به .
أيها السوري : الدول الماكرة تتفرج علينا ولايهمها سني ولا علوي ولا درزي ولامسلم ولا مسيحي ولا كوردي ولا عربي ولا تركماني ولا معارض ولا موالي، ولا مؤمن ولا كافر ولا متدين ولا علماني ولايهمها رحيل خيرة شبابنا ولا دمعات أمهات ثكلى ونساء خائفات ومدنيين مذهولين وأطفال بائسين وبلد ينهار وشعب يتم تجويعه ليركع ولا يهمها لو غطت الأرض بحيرات من الدماء .
السوري أخو السوري ولايحاسب إلا مجرم وقاتل بقانون ومحكمة وعدالة.
أيها السوري : إذا لم نستطع البناء فدعونا لانساهم في الخراب .
أيها السوري لاتستقو بغير أخيك فمن يعطيك اليوم سيغدر بك غداً .
أيها السوري إذا لم تستطع تضميد جرح لأخيك فلا تحد سكينك لذبحه.
أيها السوري إذا لم تفهم ماذا يراد بك فلا تستدع حمية الجاهلية لتقاتل بها وفكر بمستقبل بلدك ولا تدخل في متاهات التاريخ .
أيها السوري إذا لم تستطع قول الحق فلا تشارك بالباطل.
أيها السوري لاتذل أخاك السوري .
أيها السوري ضع يدك بيد أخيك ووقتها سيفشل العدوان وينكفىء الظلم وسيبدو من بعيد بصيص نور وأمل لبلد أنهكته الذئاب .
(اخبار سوريا الوطن 2-صفحة الكاتب)