آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » أيها العرب.. ماذا تنتظرون؟!

أيها العرب.. ماذا تنتظرون؟!

د.بسام الخالد

في عام 1982 قدم “أودد ينون”، رجل المخابرات الإسرائيلية الخفي والعقل المدبر للعديد من استراتيجيات حزب الليكود الصهيوني، خطة خطيرة ضمّنها تصوراته لمستقبل العالم العربي نشرتها مجلة “كيفونيم” الإسرائيلية بعنوان: “استراتيجية إسرائيل في الثمانينيات” وهي ترتكز على فرضيتين رئيسيتين: الأولى، أن تكون إسرائيل قوة إمبريالية إقليمية والثانية، إعادة تقسيم العالم العربي إلى دويلات صغيرة غير فعالة وغير قادرة على الوقوف في وجه هذه القوة الإمبريالية الإسرائيلية، ويرى “ينون” أن يتم تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات طائفية ضعيفة صغيرة: (دولة سنية تكون محاذية لسورية، ودولة شيعية تكون في جنوب العراق، ودولة كردية تكون في شمال العراق). وضمن خطة ينون لـ (الشرق الأوسط الجديد) فإن الدولة السنية في العراق سوف يُستَقطَع لها من الأراضي السورية، كما يُستَقطَع للدولة الشيعية أراضٍ من شمال السعودية والكويت، أما الدولة الكردية المرتقبة، بحسب خطة ينون، فإنها سوف تضم أراضٍ تركية وإيرانية وسورية، إضافة إلى تقسيم سورية إلى أربع دويلات، وتقسيم لبنان ومصر وليبيا والسعودية، حتى يكون الشرق الأوسط الجديد عبارة عن دويلات طائفية ضعيفة لا تستطيع أن تواجه الإمبريالية الإسرائيلية! وبما أن كل طائفة ستكون لها دولة، بحسب خطة “ينون”، فإن وجود دولة يهودية يصبح مبررًا من الناحية الأخلاقية. في عام 1992 وبعد مرور عشر سنوات من طرح هذه الخطة ظهرت خرائط “برنارد لويس”، المستشرق البريطاني الأصل، اليهودي الصهيوني الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وهي تستند إلى خطة “ينون” ومضمونها ينص على تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية عرقية متناحرة وتفتيت الدول العربية الخمس (العراق والسعودية وسورية ومصر وليبيا) إلى أربع عشر دولة تقسيمًا طائفيًا عرقيًا! يتضح مما سبق أن الأهداف الاستراتيجية، في خطط إسرائيل وأمريكا، لتقسيم المنطقة وإضعافها هو السيطرة الكاملة على شعوبها، وحصرهم في صراعات طائفية وعرقية، وإبقائهم تحت الوصاية الأمريكية، الأمر الذي يقضي على حلم الشعوب العربية والإسلامية في العيش كأمة واحدة، وهو الخطر الحقيقي الذي يهدد النظام الدولي، بحسب تصورات المخططين الصهاينة والأمريكيين. مخططات التقسيم رُسمت وكُتبت نصوصها منذ ثمانينات القرن الماضي وتبنتها نُخَب صُنّاع القرار في اليمين الإسرائيلي واليمين الأمريكي ونشروا خرائطها في كبريات مجلات الدراسات الاستراتيجية العالمية، دون أدنى قلق من إحباط العرب والمسلمين لتلك المخططات، وقد أثبتت الأيام صحة رؤاهم، فحتى يومنا هذا لم نكترث بها ولم تتعرض لها نخبنا الفاعلة، على المستويات السياسية والفكرية والاستراتيجية والأمنية، وها هي بوادرها تتحقق في عمليات التطبيع المخفية والمعلنة مع العدو الصهيوني، فهل مازال شعار الأمة العربية الواحدة قابلاً للتطبيق بعد كل ما يحدث؟!

(سيرياهوم نيوز6-صفحة الكاتب5-3-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حجازي للميادين: المفاوض اللبناني ليس متشائماً بشأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار

الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي يؤكّد للميادين أنّ المفاوض اللبناني حرص في المفاوضات على تفكيك الأفخاخ والوصول إلى اتفاق لا يتضمن أي تفسيرات أو ...