الرئيسية » يومياً ... 100% » أيهما الأكثر إيمانا.. الحج أم إغاثة الفقراء؟

أيهما الأكثر إيمانا.. الحج أم إغاثة الفقراء؟

علي عبود

كشف موسم الحج لعام 2024 عن وجود آلاف المقتدرين على دفع تكلفته العالية والتي تتراوح بين 85 إلى 200 مليون ليرة حسب أسعار مستلزمات إنجاز المناسك.
وحسب المنصة الألكترونية فإن هناك مالايقل عن 50 ألف سوري مستعدين لدفع تكلفة الحج ولو بحدودها الدنيا أيّ 85 مليون ليرة، وبما أن تكلفة موسم الحج لـ 17500 سوري ستكلف مالايقل عن 100 مليون دولار باستثناء تذاكر السفر، فهذا يعني أن تكلفة الراغبين بالحج وهم 50 ألف كانت ستبلغ بالحد الأجنى 300 مليون دولار ستنفق بكاملها في السعودية باستثتاء ماسيحمله الحجاج معهم من دولارات السوق السوداء!
لن نشير إلى تأثير موسم الحج على تراجع سعر الصرف، وبالتالي على انخفاض جديد في القدرة الشرائية لملايين الأسر السورية، لكننا سنسأل باسم من لايكفيهم الراتب لأكثر من ثلاثة أيام: أيهما الأكثر إيمانا .. الحج أم إغاثة الفقراء والمحتاجين؟
نحن هنا أمام احتمالين إثنين: اما ان من يسعى للقب “الحاج” لايملك سوى 85 مليون ليرة، جمعها على مدى سنوات لإداء الفريضة، أو إن المبلغ هو جزء يسير مما يملك من ليرات ودولارات.
الإحتمال الأول ضعيف جدا، فلا يمكن تصور إنسان يدفع كل مايملك لإداء مناسك الحج في ظل الأوضاع المعيشية المتردية، وخاصة انه يحتاج إلى هذا المبلغ لاحقا لتسديد فواتير مستحقة أومستجدة كالمرض او أقساط الدراسة للأبناء..الخ.
الإحتمال الثاني هو الأكثر واقعية أيّ أن من يسعى للقب “الحاج” يملك الكثير من الملايين، سواء بالليرات أو بالدولارات، وبالتالي فإن من ترجمات إيمانه أيضا أن يُخصص مبلغا مماثلا لإغاثة ومساعدة الفقراء سواء مباشرة أو عبر الجمعيات الخيرية، فهل هذا كثير على “الحجاج” سواء القدامى أم الجدد؟
من المهم الإشارة هنا إلى أن كلفة أداء الحج تعادل راتب 14 سنة لأعلى عامل بأجر أي لمن بلغ السقف مع كل الإضافات، وهذا يعني أن شريحة الأسر التي تحتاج إلى الإغاثة والمساعدات هي بالملايين وليست بالآلاف!!
لقد سبق وطالب رئيس التنظيم العمالي في المؤتمر العام لعمال دمشق وريفها خلال الحديث عن الأوضاع المعيشية للعمال (إننا جميعاً في مركب واحد ولا بديل من التعاون فيما بين جميع الشرائح الاجتماعية، وكل شريحة في المجتمع يجب أن تدفع فاتورتها، ولا يجوز أن يدفعها العامل فقط )، وبالتالي فإن المطلوب أيضا من الساعين للحصول على لقب “الحاج” أن يدفعوا فاتورة إيمانهم للفقراء والمساكين والمحتاجين بالتوازي أوبعد دفع فاتورة الحج!
الخلاصة: تسبب وسيتسبّب الـ 17500 سوري الذين سيسددون فاتورة مناسك الحج بتراجع سعر الصرف، وبتخفيض القوة الشرائية لليرة السورية، أيّ بزيادة أسعار السلع والمواد الغذائية، وبالتالي يجب على كل مقتدر يخطط للحج أن يدفع فاتورة مماثلة لعدد من الناس الذين تأثروا بصورة غير مباشرة بشرائه الدولارات من السوقين النظامي والموازي، كي لايقتصر دفع الفواتير على ملايين العاملين بأجر فقط، فإغاثة المحتاجين ومساعدة الفقراء لاتقل إيمانا وتقربا من الله عن أداء فريضة الحج.
(سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

آن الآوان لتعديل قانون الانتخابات؟

  علي عبود للمرة الأولى يفعلها مجلس الشعب ويقترح فقدان عضوية ثلاثة فائزين بالدور التشريعي الرابع لفقدانهم أحد شروط العضوية في المجلس، وهو حملهم لجنسية ...