| أحمد يوسف داود
أعِرْني قليلاً من هُدوئِكَ الآنَ أيُّها البَحرْ..
لستُ أطلُبُ صَيدَ السّمَكِ المُلوّنِ الهارِبِ فيكْ،
ولستُ ممّنْ يَنتَظرونَ الحُوريّاتِ على شُطآنِكْ..
فأنا لم يَبقَ لديَّ وقتٌ لأذرِفَ الدُّموعْ
وليستْ لَديَّ حَياةٌ تَكفي لِما يَلزمُني منَ النّدمْ!.
أعرْني أعِرني قليلاً منْ صَبْرِكَ على الزّبَدْ
وكثيراً من حُزنِكَ على منْ يَعبَثونَ بأصْدافِكْ..
أعِرني بَساطةَ مائِكَ قبلَ فَواتِ الأوانْ
ودعْني أقلْ لكَ سِرّاً عنِ الرّملِ كيفَ يَنامْ:
إنّهُ يَدّعي الحِيادَ بينَما هو يَلثِمُ الجَسدَ الأُنثويَّ
الذي مازالَ يقطِرُ منهُ الماءْ!.
أيها البَحرَ لاتلتَفتْ إلَينا على اليابِسةْ
نحنُ أسرى الحَماقاتِ لاشَيءَ فينا أصيلْ..
نتَلطّى وَراءَ تَعاويذِنا الغَبيّةْ
ونُصدّقُ أنّنا بها نُمْسكُ الإلهَ من تَلابيبِهْ
ونُجْبرُهُ على أنْ يَهَبَنا خَيرَ الدُّنيا وحُورِيّاتِ الآخرةْ..
وهْو شاكِرٌ لنا أنّنا تَواضَعْنا وقَبِلْنا مِنهُ ذلكْ!.
سؤالٌ واحِدٌ بقيَ في قلبي لكَ الأنَ أيُّها البَحرْ:
ـ هل ستُرسِلُ لنا يَوماً مايكفي من الغَيمِْ؟!..
لقد حانَ وَقتُ أنْ نغْتسِلَ من أقذارِنا ياصَديقي
فافعلْ ذلك إذاً بلا تَردُّدْ..
افعلْهُ ولو كانَ الأمرُ بما يُشبِهُ قِصّةَ الطُّوفانْ!.
(سيرياهوم نيوز3-صفحة الكاتب24-9-2022)