آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » أيّاكم .. أياكم.. وتهديدنا!!

أيّاكم .. أياكم.. وتهديدنا!!

 

علي عبود

 

ليس جديدا أن تعلن أمريكا سرا أنها تدعم قاعدتها العسكرية “إسرائيل” بالسلاح الفتاك والمال والإعلام، لكن الجديد أن يهرع الرئيس الأمريكي إلى المنطقة ليترأس المجلس الحربي لحكومة العدو (الكابينت)، بعدما سبقته حاملات الطائرات والبوارج والأساطيل، والهدف المعلن: القضاء على (حماس) ، اما الهدف الفعلي فهو تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر!

ربما كان الرئيس جو بايدن الوحيد بين الرؤساء الأمريكيين حتى الآن الذي كشف علنا وأمام شاشات التلفزة عن الوحشية الأمريكية بصفاقة وغطرسة لاحدود ولا سابقة لها بتاريخ البشرية.

لن تكون المرة الوحيدة ولا الأخيرة التي يمارس فيها (الرئيس الأمريكي) الكذب والخداع والتضليل، فحماس (جماعة هدفها المعلن هو قتل اليهود) ولم يجرؤ أن يسأله أيّ صحفي: هل تذكرون لنا تصريحا أومستندا واحدا يثبت أن الهدف العلني أوالسري لحماس هو قتل اليهود؟!

ومن يقرأ خطاب بايدن بعد ترؤسه للمجلس الحربي الصهيوني لن يجد فيه جملة واحدة صحيحة، فبايدن تفوّق على سلفه السابق جورج بوش الأبن في الخداع والكذب وتزييف الحقائق لقتل أكثر من مليون عراقي معظمهم من الأطفال والنساء!

بالنسبة للعرب وليس لأنظمتهم، فإن جميع الرؤساء الأمريكييين يتنافسون على قتل الفلسطينيين، وما من واحد منهم إلا واتهم الحكومات الصهيونية المتعاقبة بتقصيرها في إبادة الفلسطينيين، وبعجزهم عن الإقتداء بمؤسسي أمريكا التي أبادت السكان الأصليين خلال فترة زمنية قصيرة ومحتهم من الوجود!

الكذبة “الفاقعة” للرئيس، أوالوحش، الأمريكي أن أبطال (طوفان الأقصى) قتلوا ألف مدني يهودي ليس بينهم عسكري أو ضابط واحد، في حين أن من قتلهم الأمريكان في هيروشيما وناكازاكي وفييتنام والعراق وأفغانستان هم جميعهم من الإرهابيين ليس بينهم نساء وأطفال ومدنيين!!!

نعم، الرئيس الأمريكي حزين جدا لأن أبطال (طوفان الأقصى)قتلوا عائلات يهودية بأكملها (لم يذكر عائلة واحدة منها بالإسم)، لكنه كمصاصي الدماء يظهر كالمنتشي بأفعال الوحش الإسرائيلي الذي يقوم بإبادة النساء والأطفال الفلسطينيين في غزة!

ولا ندري إن كان بايدن قادر فعلا بكذبه أن يضلل العالم المتحضر ويقنعه أن شبان (طوفان الأقصى) اغتصبوا النساء اليهوديات (وتم الاستعراض بهن كجوائز تذكارية) .. أهكذا يصل الإسفاف والإنحدار بالرؤساء الأمريكيين؟

ترى هل بإمكان أي أحد في حكومات الغرب المتوحش أن يساعد الرئيس الأمريكي بإلإتيان بتصريح واحد فقط يثبت ما قاله وكأنه حقيقة لايرقى إليها الشك بأن (المقاومة هددت بإعدام الأطفال والنساء الأسرى في انتهاك لكل قواعد الأخلاق..)!!؟

صحيح أن الآلة الإعلامية الصهيونية تهيمن على وسائل الإعلام وترغم أصحابها على الترويج لهذه الأضاليل بهدف شيطنة المقاومة، لكن هناك أصوات فاعلة ومؤثرة قادرة على كشف الحقائق، وهذا ماحصل سابقا ويحصل منذ 7/10/2023 إلى حد اضطر فيه الرئيس الأمريكي على الإعتراف مداورة: كنت أكذّب!!

اما الأكذوبة الكبرى التي لم تصمد أكثر من يوم واحد فهي تشبيه حركة (حماس) بتنظيم داعش الأرهابي، طبعا هو يتجاهل عمدا إتهام سلفه دونالد ترامب بأن أوباما وكلينتون والـ سي أي أي ..هم من صنعوا داعش!!

كل هذا الكم من الأكاذيب والأضاليل الواهية كان مقدمة ليعلن الرئيس الأمريكي عن ثلاث رسائل، أو تهديدات للأنظمة العربية ولمحور المقاومة..

الأولى: يجب أن نكون واضحين وضوح الشمس: نحن نقف مع إسرائيل. نحن نقف مع إسرائيل.. وسوف نتأكد من أن إسرائيل لديها ما تحتاجه لرعاية مواطنيها والدفاع عن نفسها والرد على هذا الهجوم!

وتم ترجمة هذه الرسالة بفتح جسر جوي لإسرائيل بما فيها الأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا لإبادة الفلسطينيين وتهجيرهم إلى مصر والأردن ولبنان.

الثانية: إن المقاومة لا تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في الكرامة وتقرير المصير. هدفها المعلن هو إبادة دولة إسرائيل وقتل الشعب اليهودي.

وتم ترجمة هذه الرسالة بحملة إعلانية وإعلامية لشيطنة المقاومة، كما فعلت مع المقاومة الإسلامية اللبنانية وبالضغط على الأنظمة العربية كي لاتدعم بكلمة واحدة عملية (طوفان الأقصى) وفي الوقت الذي لم يتوقف فيه الوحش الإسرائيلي حتى الآن عن إبادة النساء والأطفال والعائلات ودفعهم إلى النزوح إلى الجنوب باتجاه سيناء، اكتفت الأنظمة العربية بإطلاق تصريحات إعلامية والمطالبة بتمرير مساعدات إغاثية لاتكفي لأكثر من يوم واحد!

الرسالة الثالثة للرئيس الأمريكي وهي الأخطر: أقول لأي بلد ولأي منظمة ولأي جهة تحاول أن تستغل الوضع .. أقول لهم: أياكم .. أياكم، لاتفعلوا ذلك.. لاتفعلوا!!

ولم ينتظر الرئيس الأمريكي طويلا فقد أتاه الرد سريعا من جنوب لبنان (زيادة رقعة المعارك من الناقورة إلى شبعا) مع إعلان حاسم من قيادات المقاومة الإسلامية: حزب الله ليس على الحياد، كما أتى الرد سريعا من المقاومة العراقية، فقد انطلقت عمليات يومية ضد القواعد الأمريكية في العراق وسورية مع تأكيد جازم أنها ستستمر حتى طرد الأمريكان من المنطقة!

ولعل الرد غير المتوقع كان من اليمن وأتى أيضا سريعا ، وتكمن أهمية المقاومة اليمنية بكونها قادرة على إيصال مسيراتها وصواريخها إلى أهداف عسكرية في فلسطين المحتلة من جهة، وبإشغال الأساطيل الأمريكية في باب المندب من جهة أخرى!

نعم، الرئيس الأمريكي رفع سبابته أمام الكاميرا مهددا محور المقاومة بنصرة فلسطين، وقد أتاه الرد سريعا وحاسما على عكس الأنظمة العربية المتخاذلة والمطبعة والمستسلمة للوحشين الأمريكي والإسرائيلي:

أياكم .. أياكم .. أياكم .. تهديدنا، نحن مع فلسطين.. كونوا متأكدين من ذلك.

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز ١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الوعي المجتمعي و “الأنا”…

  بقلم د. حسن أحمد حسن   قد لا أكون موفقاً بالإقدام على الكتابة تحت مثل هذا العنوان الإشكالي المتضمن العديد من الحفر والمطبات التي ...