لا تسعى نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، إلى أن تكون مرآة جو بايدن، وإنْ كانت أكدت أن «نهجه» سيبقى حاضراً في إدارتها، في حال تولّيها منصب الرئاسة. ولكن ذلك قد لا ينسحب بالضرورة على السياسة الخارجية، ولا سيما أن هاريس، جرّبت، في غير محطّة، التمايز عن رئيسها. ولهذه الغاية، قد تختار أركان إدارتها بعيداً، على ما يبدو، من الأسماء التي شكّلت حلقة بايدن الضيّقة في مجلس الأمن القومي الأميركي. وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن مرشّحة الحزب الديموقراطي المحتملة، ستعمل على تغيير فريق الأمن القومي، مرجّحةً أن يؤدّي الديبلوماسي الأميركي، فيليب غوردون، مستشار هاريس للأمن القومي، دوراً مركزيّاً في إدارتها. وشغل غوردون منصباً رفيع المستوى في وزارة الخارجية إبّان عهد إدارة باراك أوباما، وعمل لاحقاً مسؤولاً كبيراً في البيت الأبيض في قضايا الشرق الأوسط، وكان من المتشكّكين بشدّة إزاء خطط تسليح المعارضين السوريين. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين، قولهم إن «المعيّنين الرئيسيين من قِبَل بايدن، بمن في ذلك مستشار الأمن القومي جايك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، لن يتم التمديد لهم على الأرجح في مناصبهم الحالية».
وبصفتها نائبة للرئيس، لم يكن متاحاً أمام هاريس تحديد «علامتها التجارية» الخاصة بالسياسة الخارجية، رغم أن بعض المراقبين يقولون إنها قد تصطف بشكل أوثق مع «تقدّميّي» الحزب الديموقراطي، وربّما تكون أكثر ميلاً إلى تقديم دعم لإسرائيل، مشروط أكثر بسلوكها في غزة والضفة الغربية. ولفتت هاريس الانتباه، أثناء خطاب ألقته في مدينة سلمى في ولاية ألاباما، في آذار الماضي، عندما هاجمت «الظروف غير الإنسانية في القطاع»، وحثّت إسرائيل على بذل المزيد من الجهد لتسريع المساعدات إلى غزة. كما تحدّثت عن كيف كان الفلسطينيون في القطاع يأكلون علف الحيوانات وأوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة، قائلةً: «إنسانيتنا المشتركة تجبرنا على التحرّك». ومن جهته، أشار غوردون، في خطاب ألقاه في إسرائيل، في حزيران الماضي، إلى أن «الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل قد تم اختبارها، ربّما كما لم يحدث من قبل»، محذّراً، أثناء دفاعه عن اتفاق وقف إطلاق النار، من أنّ «رفض تل أبيب لهذا النهج، لن يمهّد الطريق أمام تحقيق النصر الكامل، ولكنه سيؤدي إلى صراع لا نهاية له، واستنزاف موارد إسرائيل، والمساهمة في عزلتها العالمية ومنع الرهائن من العودة إلى حضن عائلاتهم».
أما اسم نائب الرئيسة (أو نائبتها) فلا يزال يدور في فضاء التوقعات، وخصوصاً بعدما سارعت حاكمة ميشيغان، غريتشن ويتمر، إلى التأكيد أنها لن تترك منصبها كحاكمة، مبديةً عدم اهتمامها بمنصب نائبة الرئيسة، علماً أنها أيّدت مساعي هاريس للظفر بمنصب الرئاسة.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية