الرئيسية » مجتمع » أي المهن أكثر عرضة للخيانة الزوجية؟ بين ضغوط العمل والاختيارات الشخصية

أي المهن أكثر عرضة للخيانة الزوجية؟ بين ضغوط العمل والاختيارات الشخصية

 

 

الخيانة الزوجية تبقى واحدة من أكثر القضايا التي تثير الجدل في المجتمعات. وبينما يحاول كثيرون ربطها بطبيعة المهنة، تكشف الدراسات والتقارير أنّ المسألة أعقد بكثير، وأنّها في معظم الأحيان مرتبطة بالخيارات الفردية أكثر من ارتباطها بطبيعة العمل.

 

ضغوط المهن الصحية: بين الاحتراق المهني والإغراءات الخفية

في عام 2017، نُشرت دراسة في Journal of Clinical Nursing حول مستويات الإرهاق النفسي لدى مقدمي الرعاية في دور المسنين بفرنسا، وأظهرت أنّ 40% من المشاركين عانوا من الاحتراق النفسي (Burnout). وغالباً ما يُعزى الميل إلى الخيانة في هذا المجال إلى طبيعة العمل المرهقة والمليئة بالضغوط.

 

أما دراسة أخرى تعود إلى عام 2021، ونُشرت في International Journal of Environmental Research and Public Health، فقد شملت أكثر من 360 طبيباً وممرضة. وخلصت إلى أنّ 21% من المشاركين كانوا في علاقة غير شرعية أو مرّوا بها سابقاً، وأكثر من 80% منهم كانوا من الأطباء.

 

الرجال أكثر ميلاً إلى الخيانة بما يقرب من خمس مرات مقارنة بالنساء في القطاع الصحي

الرجال أكثر ميلاً إلى الخيانة بما يقرب من خمس مرات مقارنة بالنساء في القطاع الصحي

ومن المثير للاهتمام أنّ نتائج الدراسة تناقض الصورة النمطية عن «الممرضات الخائنات»، إذ تبيّن أنّ الرجال كانوا أكثر ميلاً إلى الخيانة بما يقرب من خمس مرات مقارنة بالنساء. بل إنّ الرجال أيضاً كانوا أكثر عرضة لممارسة الجنس في غرفة الأطباء أثناء ساعات العمل.

 

ولعبت ساعات العمل دوراً محورياً: فالذين عملوا في أقسام الطوارئ الليلية كانوا أكثر عرضة للخيانة بمعدل 18 مرة مقارنة بمن يعملون بدوام جزئي. المشاركون عزوا ذلك إلى ضغوط المهنة، وفترات الغياب الطويلة عن المنزل، والحاجة إلى «تفريغ الضغط»، بالإضافة إلى سهولة تبرير الغياب وتغطية الخيانة بفضل طبيعة العمل.

 

ورغم هذه النتائج، يشدد الباحثون على أنّ الارتباط بين المهنة والخيانة علاقة ارتباط وليست علاقة سبب مباشر. فالخيانة في النهاية قرار شخصي.

 

دوافع شخصية تتجاوز حدود المهنة

 

عدم الرضى عن العلاقة: دراسة نُشرت عام 2017 في The Journal of Sex Research أوضحت أنّ الخيانة تحدث كثيراً بسبب الشعور بعدم الرضى أو الإهمال، أو بسبب انخفاض الالتزام العاطفي. وغالباً ما يلجأ الأفراد إلى علاقة جديدة هرباً من مواجهة المشاعر الصعبة أو إنهاء العلاقة بشكل صحي.

 

عدم الرضى عن الذات: نفس الدراسة أشارت إلى أنّ انخفاض تقدير الذات أو الخوف من الرفض قد يدفع بعض الأشخاص إلى البحث عن علاقات أخرى لتعزيز شعورهم بالقيمة أو الشعبية. وفي بعض الحالات، تكون الخيانة شكلاً من أشكال «تخريب الذات»، إذ يشعر الفرد أنّه لا يستحق الحب.

 

السمات الشخصية المظلمة: بحث نُشر في *Journal of Sex and Marital Therapy* أظهر أنّ الأشخاص الذين يعانون ممّا يُسمى بـ«النرجسية الجنسية» يستخدمون الجنس كوسيلة لتعزيز الأنا، مع قلة التعاطف وعدم التفكير بعواقب أفعالهم، وهو ما يزيد احتمال الخيانة.

 

شهادة من المحاكم: ما يراه محامو الطلاق

 

بعيداً من الدراسات الأكاديمية، يقدّم الميدان صورة أخرى. المحامية الأميركية **كيت سيموندز (Kate Simonds)**، البالغة 39 عاماً وتعمل منذ 15 عاماً كمحامية طلاق في فينيكس – أريزونا، تقول إنّها رأت أنماطاً تتكرر بوضوح.

 

تؤكد سيموندز أنّ أكثر المهن التي لاحظت فيها نسب خيانة مرتفعة هي: **الشرطة، الإطفاء، والجيش**. وتُرجع السبب إلى طبيعة هذه الوظائف التي تبقي أصحابها بعيدين عن المنزل لفترات طويلة، إضافة إلى ما تسميه “الأنا الكبيرة” المرتبطة بهذه المهن، فضلاً عن «جاذبية الزي الرسمي».

 

قرار فردي لا وظيفة جماعية

ما بين الدراسات الأكاديمية وتجارب المحاكم، يبدو أنّ المهنة قد توفّر بيئة تُسهل أو تُعقّد الخيانة، لكنّها لا تُنتجها بشكل مباشر. فالخيانة في النهاية قرار شخصي مرتبط بعدم الرضى عن العلاقة أو عن الذات، وبسمات شخصية لم تخضع بعد لعمل داخلي صادق.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في اليوم العالمي للعمل الإنساني.. المتطوعون في الصفوف الأولى عند وقوع الكوارث

يصادف التاسع عشر من شهر آب “اليوم العالمي للعمل الإنساني” وهو مناسبة لتكريم أولئك الذين يكرّسون حياتهم لخدمة الآخرين في أصعب الظروف وأكثرها قسوة. مدرب ...