سمير حماد
قيل للناقة يوما : في عُنقك التواء …….فردّت ساخرة : متى كان في عنقي استواء …؟؟
اظن ان الكثيرين سيجيبون ان سئلوا عن زماننا : نحن في زمن الالتواء لا الاستواء ….
زماننا هو زمن المراوغة والاحتيال , صوت الكذابين والمحتالين والمزاودين والمنافقين والخونة , هو الطاغي …..يوهمونك انهم مخلصون وما هم كذلك …ويوهمونك انهم تقاة لكن اعمالهم تفضحم …ديدنهم , الرياء والكذب وبيع الاوطان والذمم ….. والخداع والغشّ شعار حياتهم , المتخفي تحت استار واهية لاتخفى على العميان ….
يضحكون على الطيبين بكلامهم المعسول …وما ان تُفضح حيلهم حتى يختفوا ….او يلفّقوا القصص الشنيعة ليواروا خداعهم , ويفتشوا عن الاعيب جديدة يمارسون عبرها فهلويتهم وغشّهم ومكرهم ….وإجرامهم … متجاهلين رصد الايام لاجرامهم وان عين القدر لا تنام , وأن (من سره زمن ساءته أزمان …..)….
اختفى التقاة , الاعفّاء , ورافضي بيع الذمم , واللفّ والدوران , ورافضي اغتيال فرح الناس ونهب جيوبهم , وتدنيس الأرض والكرامة ….اختفى من رفضوا ان يكونوا منافقين متسلقين , حتى باتوا مهمّشين … يسخر المجتمع المريض من سذاجتهم وغفلتهم وطيبتهم … واعتُبِروا مغرورين , ومُغرراً بهم , يمكن اصطيادهم , بأوهى شباك الاحتيال والنصب …..
ما احوجنا الى زمان جديد , ترفع فيه شعارات المحبة والاخوة والسلام والعدالة…وتنتفي فيه شعارات الكراهية والحقد والخيانة والنفاق ….مجتمعنا الجريح , بحاجة الى من يضمد جراحه …ويخلّصه من أورامه ….كفاه من الويلات ماعانى ….ومن الصراعات ما ذاق , ومن المآسي ما مزق ارضه وشرد بنيه ودمر اقتصاده …مجتمعنا بحاجة الى من يداوي سقمه ويرفع عنه مصائبه ..ويردم الهوة بين الاخوة …. ويعيد اليه شرفاءه القابعين في الزوايا والظلال ….ويطرد الدجالين واللصوص خارج ارضه الطهور ……
(موقع اخبار سوريا الوطن-1)