آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » أي هوية سورية جامعة!

أي هوية سورية جامعة!

 

غاندي المهتار

 

الأخ المجاهد أبو محمد الجولاني المحترم. ما دمت أنت الأصيل على ما يبدو اليوم، فلا ضير من التوجه إلى جنابك رأساً، من دون المرور بوكيلك المدني أحمد الشرع. ليس موضوع هذا الكتاب حلق شارب شيخ في السويداء، ولا استخدام عمامته كرةً تتراكلها الأقدام، ولا دوس راية التوحيد أو صورة سلطان باشا الأطرش، ولا حتى الانتهاكات الدموية بحق الآمنين في المضافات بالسويداء، إنما الموضوع الأساس هو الهوية السورية الجامعة التي رسخها الشرع بإطلاقه الصقر الذهبي ونجومه الثلاثة التي ترمز إلى قوة سوريا وصلابتها.

 

هل تستقيم هذه الهوية بتأجيج الفراق بين السوريين بعد دوس الكرامات؟ لا نظن ذلك، خصوصاً أن من انتهكتَ كراماتهم كانوا أشد حماسة للثورة على نظام الأسد وأكثر غيرة على الثوار من غيرهم، وهم لا قتلوا غدراً، ولا باعوا وطناً، ولا خانوا عهداً، ولا بدلوا تبديلا.

 

إن كان لا متسع في سوريا التي يعد بها الشرع إلا لجهادييك الذين استقووا على نساء السويداء وأطفالها، وإن كان لا مكان فيها لخصوصيات تعددية تطمح في الأساس إلى المشاركة في صنع القرار بعد حرمان طال أمده، وأن تتعامل مع دمشق بثقة متبادلة، فهذا مؤسفٌ فعلاً، لأنها خيبة ما بعدها خيبة.

 

 

وإن كنت لا تدري، فثقة السويداء بدمشق مفقودة، ولا علاقة لذلك بالبدو وآفاتهم، إنما بتاريخ طويل من الإقصاء ظنوه انتهى.

 

أما الاستقواء بالخارج، أياً كان هذا الخارج، فمرفوض تماماً، ومن ينادون به قلة، الأمل أن تبقى قليلة بفضل حسن إدارة ملف الأقليات كلها، لدمجها تحت مظلة الهوية السورية الجامعة التي يتوق الجميع إليها. ولكن، الضمانات الحقيقية مطلوبة لطمأنة السوريين كلهم، إلى أن عرق البطش الأسدي ليس دساساً أيها الأخ المجاهد، وأن يغلب الشرع المدني على الجولاني الجهادي.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نحو دولة المواطنة التي تُنقذُنا من الانهيار

    د. سلمان ريا   “إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي” (النحل: 90) “لا فضل لعربي على ...