باسل علي الخطيب
تسألون من هم؟..
تابعوا إذاً كل ذاك الإعلام الاعرابي ومن يقف خلفه….
وكأن تلك الشاشات الاعرابية لاتقتات إلا من دماء المقاومين…..
وكان في المدينة تسعة رهط….
تسعة؟… تسعون؟… تسعون الف؟… تسعون مليون؟….
أتابع كل تلك التغطية الإعلامية لوسائل إعلام (أبناء جلدتنا)، أتابع كل تلك التعليقات وردود الفعل مع ماحصل مع المقاومة خلال الأيام الفائتة ممن هم ينطقون ضادنا، وأضرب خمساً بخمس، أرى أي صحراء بعض هذه الامة؟ هل حان الوقت لإجراء فحوصات ال DNA؟ أي شياطين عبرت مخادع أولئك القوم، وآية نطاف تركت؟….
ويحكم، ألا تشتمون رائحة كبريتيد الهيدروجين كلما فتحتم افواهكم وتكلمتم؟…
ويحكم، ألا ترون ذاك العهر والفجور يتدلى من انوفكم؟…
خذوا علماً، يولد الاعرابي من بطن الاعرابي وهو يحمل على شفتيه وقع أقدام ابو رغال….
تراهم يشمتون وقد غص السيد في خطابه…
نعم، قد غص السيد عند بعض الكلمات….
وهل امام تلك الجراح الشريفة إلا أن تتوقف الكلمات في الحلق، ولسان حال تلك الدمعة التي لم تسقط: حسبنا الله ونعم الوكيل؟؟..
هل سمعتم صوت دمعة السيد؟..
أنا سمعتها….
وهل السيد إلا بضعة من جده؟..
يوم أتوا إلى الرسول الأكرم بجثمان الشهيد حمزة بن عبد المطلب، وكانت دموع الرسول عليه وآله الصلاة والسلام… على فكرة، يومها لم يكن الرسول يبكي وحده….
هناك من قال أن السماء بكت أيضاً..
نعم، تلك دموع الرجال….
صحيح، هذا النوع من الدموع لايعرفه أولئك الرهط….
هم اعتادوا على نوع واحد من الدموع، دموع عبد الله الصغير إياه ملك غرناطة، الذي بكى كالنساء مُلكاً لم يحافظ عليه كالرجال….
تقول الإحصائيات أن عدد الأسود على سطح الأرض قد تقلص إلى عشرين ألف فقط، الاحصائيات إياها تخبرنا أن عديد الضباع قد زاد وصار يقارب الخمسة ملايين…
يسأل أحدهم: وماذا عن الكلاب؟….
يخبرك تركي آل الشيخ أن أحوالها تزدهر، كيف لا، وهناك في تلك المملكة إياها أقيمت ذات فضيحة أكبر مسابقة للكلاب على مستوى العالم….
كل ذلك يحصل على مرمى حجر من الحرمين، البعض يقول على مرمى صرخة من غزة….
تلك الاحصائيات أعلاه ليست مجرد ارقام، ولم نوردها لكم من مبدأ (أضف إلى معلوماتك)….
هل تعرفون أنه في مصارعة الثيران الإسبانية إذا حصل و نجا أحد الثيران من الموت في الحلبة، لا تتم إعادته إلى الحلبة مرة أخرى ليواجه ماتادوراً أخراً، و السبب أن ذاكرة الثيران قوية وتتذكر ماواجهته، أي أنها تتعلم، و بالتالي ستكون المهمة على الماتادور الثاني أصعب، بسبب ما اختزنه الثور في ذاكرته من تعلم من الجولة السابقة….
ترى من قال أن الذاكرة هي سور يحميك؟….
خذوا علماً….
إن أردت استعباد شعب، دمر ذاكرته….
كان ذلك يوم 19 نيسان 2003، ليلة سقوط بغداد، الدبابات الأمريكية تدخل بغداد وعلى ظهرها رهط المعارضة العراقية وصناديق مليئة بالخطابات عن الديمقراطية وحقوق الشعوب….
أكاد أراهن أن اغلبكم لم ير الحاخامات إياهم يمتطون ظهورها أيضاً…..
ذاك الثأر القديم الذي بلغ عمره 2500 عام صار آوانه، و كان أن نبش أولئك الحاخامات قبر نبوخذنصر انتقاماً…
نبوخذنصر و الذي ذات سبي أطاح بالدولة اليهودية ونقل اليهود إلى بابل….
حتى ذاك التاريخ كان دين موسى قد أنقرض، بعدما ضاعت الألواح من تابوت العهد، فكان أن كتبت عزرا الدين اليهودي الجديد….
هل كنتم تظنون أن كتابي العهد القديم والتلمود هما مجرد كتابان دينيان؟…
اقرأوا بداية الاصحاح السادس وقد تلتقطون الفكرة؟….
يسأل البعض إن كان قابيل قد قتل هابيل، فهل يعقل أن كل هذه المليارات الثمانية هي من سلالة قابيل؟…
حسناً، وماذا عن الطوفان؟ لقد أبيد كل الاشرار ونجا الصالحون…
إذا كيف استشرى الشر إلى هذا الحد في العالم؟؟!!….
هل قرأتم رواية المسيح يصلب من جديد لكازانتراكسي؟….
حسناً، ما الذي تراه يحدث الآن؟!!…
بلاطس و أخوانه يسلمون غزة للصهاينة…
تسألون عن يهوذا الأسخريوطي؟…
من تراه محمود عباس و رهطه؟!!… وقد باعوها بأقل من ثلاثين من الفضة….
يغسل كافور الإخشيدي و صاحب المنشار و حمال الأوسمة حرم رانيا وابن ارام ذات العماد أياديهم، وهم يتمتمون: نحن براء من دم هؤلاء…
صحيح، لم اخبركم أين هي ارام ذات العماد…
ماذا تراها تكون تلك الابراج إذاً في دبي؟!….
على مدى عقود و هناك سعي حثيث لقتل الذاكرة، البداية كانت مع ظهور جماعة الإخوان المسلمين….
على فكرة، ألم تسألوا أنفسكم يوماً ما، لماذا سميت هذه الجماعة جماعة الإخوان المسلمين، و لم تسمى جماعة إخوة المسلمين؟!….
علماً أن كلمة اخوة أصح لغوياً، عدا عن ذلك كلمة أخوة أينما ذكرت في القرآن ذكرت في موضع الحمد، أما كلمة إخوان فذكرت في أغلب الحالات في موضع الذم…
ألم يكن يدري حسن البنا ذلك؟!!!…..
قولاً واحداً كان يدري، ولكن كان يدري أيضاً أي صنيع تصنع يداه….
وكان أن تحالف الإخوان مع الوهابية، امتطوا ظهر اموال النفط، واجتاحوا المسلمين تلو المسلمين، وهاكم النتيجة: داعش وطالبان وبوكو حرام والنصرة والبقية تأتي….
(ثقافة التوحش)، هذا كان نتاج ذلك التزاوج بين الاخوان المسلمين والوهابية، وعملت الماكينة الدعائية الغربية عملها، الماكينة إياها روجت لثقافة الضباع، وحتى تتسيد الضباع المشهد كان يحب أن تنقرض الاسود، على مدى عقود وهناك سعي حثيث لمحاصرة وقتل الاسود في هذه الامة….
ماذا تسمون تلك الحرب على سورية؟….
ماذا تسمون عدوان تموز عام 2006؟….
ومكروا ومكر الله….
كان يكفي أن يظهر أبو عبيدة يوم 7 اكتوبر حتى يقلب الصورة، أبو عبيدة لم يكن يظهر لوحده، كانت دائماً ترافقه تلك المثلثات الحمراء….
مثلثات أبي عبيدة الحمراء، اختصرت كل الكلمات والقصائد والأدعية والخطابات والمفاوضات….
وكان أن أعادت تلك المثلثات ايقاظ الذاكرة….
ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى…
المسيح قام، حقاً قام….
على فكرة صاحب رواية (المسيح يصلب من جديد) هو صاحب رواية زوربا، زوربا وعلى شاطيء المتوسط في جزيرة كريت البعيدة، وليس لديه في جيبه ولادراخما، قام يرقص تلك الرقصة بكل سعادة، والرقص أحياناً يعبر عن المكنونات أكثر من الكلمات…..
زوربا لم يكن يملك المال….
زوربا كان يملك الذاكرة…
كان يملك الشغف…
زوربا كان حراً….
تقولون أنهم يقتلوننا؟…
حسناً….
” أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأنكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم الباساء والضراء وزلزلوا حتى بقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله الا إن نصر الله قريب “…
(سيرياهوم نيوز1-صفحة الكاتب)