إخفاقٌ إستراتيجيٌّ جديدٌ للكيان بعد تسعة أشهرٍ من بدء العدوان على قطاع غزّة، فقد كشفت وسائل إعلام عبريّة اليوم الجمعة عن انفجار طائرةٍ مُسيرةٍ بشارع بن يهودا في تل أبيب في حين قالت شرطة الاحتلال الإسرائيليّ إنّ انفجارًا قويًا مجهول المصدر وقع في مبنى في تل أبيب بالساعة الرابعة صباحًا بتوقيت فلسطين، ما أدى إلى مقتل شخصٍ واحدٍ وإصابة أربعة آخرين، وفق ما أكّد صباح الجمعة زكي هيلر المتحدّث باسم جهاز الإسعاف الإسرائيليّ.
وأضاف البيان “وصل عدد كبير من عناصر الشرطة وخبراء المتفجرات إلى المكان ويتعاملون مع الوضع”، وذلك بعد أكثر من تسعة أشهر من العدوان الهمجيّ على غزة، وقالت صحيفة (هآرتس) العبريّة إنّه لم يكن هناك أيّ إنذار قبل الانفجار في تل أبيب.
وفي وقتٍ لاحقٍ، قال المتحدث العسكري بلسان (أنصار الله)، يحيى سريع، على منصة (إكس) إنّ الجماعة اليمنيّة ستكشف تفاصيل العملية العسكريّة التي استهدفت تل أبيب.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه يتحقق ممّا إذا كان الانفجار ناجمًا عن هجومٍ بطائرةٍ مسيرةٍ لكنّه لم يطلق صفارات الإنذار.
وقال الجيش في بيان “التحقيق الأولي يشير إلى أنّ الانفجار في تل أبيب نجم عن سقوط هدف جوي ولم تنطلق صفارات الإنذار. الحادث قيد التحقيق الدقيق”، مضيفًا أنّه زاد عدد الدوريات الجوية لحماية المجال الجوي الإسرائيلي دون أنْ يأمر باتخاذ إجراءات جديدة للدفاع المدني.
وأعلنت الشرطة العثور على جثة رجلٍ في شقةٍ قريبةٍ من موقع الانفجار قائلة إنّها تحقق في الملابسات، وأظهرت لقطات من الموقع زجاجًا مكسورًا متناثرًا على الأرصفة بينما تجمعت حشود حول الموقع بالقرب من مبنى عليه علامات انفجار وأغلقته الشرطة بشريط.
إلى ذلك، وبعد أكثر من شهر على تنفيذ حزب الله لهجومه المركّب بالمُسيّرات على مستوطنة حرفيش بالجليل الغربي، استعاد أحد الجنود الإسرائيليين في الاحتياط في كتيبة المشاة 5030، ما حصل ذلك اليوم حين كان حاضرًا لحظة الهجوم في ملعب انتشار الكتيبة، فقال “علمنا أنّ البقاء في ملعب كرة القدم في حرفيش أمر خطير. الأمر الوحيد الذي كان بإمكاننا فعله لتفادي هذا الحدث هو رفض الأوامر، لكنّنا لم نشأ إلحاق الأضرار بالكتيبة. شعرنا هناك كما لو أننا بطٌّ في ميدان رماية. يسمّون هذا دفاعًا هجوميًا لكنه مجرد هراء. نحن الفريسة”.
وتوقّفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) عند هذه العملية، فأشارت إلى أنّ هجوم مسيّرات حزب الله أدّى في ذلك الوقت إلى مقتل جندي وإصابة 10 جنود ومستوطن، مذكّرة بأنه بالخامس من حزيران (يونيو) الفائت، حينما بدأ مقاتلو الكتيبة بإقامة معسكرهم في ملعب كرة القدم المكشوف على أطراف قرية حرفيش، وأضافت: “على مدى أيام، حتى قبل توليهم بأنفسهم مسؤولية المنطقة، حاول عناصر الكتيبة مرارًا وتكرارًا تغيير مكانهم المحدد. إلاّ أنّ جميع الادّعاءات التي قدّموها أمام جهات القيادة النظامية، وفي مقدمتهم قائد اللواء 300، لم تنجح بإقناع إلى أيّ مدى القرار بوضع القوات في مجال غير محميّ، خطير ويستدعي العدوّ من لبنان لمحاولة استهدافه”.
وطبقًا لتقرير الصحيفة العبريّة، فإنّه نتيجة الهجوم كانت قاسية جدًا، والآن بعد مرور 30 يومًا على مقتل الرقيب أول رفائيل كافدرس، لم يحصل أبناء عائلته على جوابٍ رسميٍّ من سلطات الجيش الإسرائيليّ حول ما جرى هناك، بعد أقلّ من يوم على التحاقه بالمهمة الجديدة لكتيبته.
وقال حزكي بتسلئيل، صهر الرقيب القتيل في حديثه للصحيفة: “شعرنا أنّه ثمة شيء خفي ولم يريدوا إخبارنا به. أدركنا أنّ جميعهم علموا أنّ البقاء هناك ممنوع. لأنّ هذا خطر، لكن أحدًا لم يقل هذا بوضوح لنا”.
وكشفت الصحيفة النقاب عن أنّه في صباح الحادث أيضًا حاول ضباط الكتيبة إقناع قادة اللواء 300 بالانتقال إلى موقع جديد، وقدّموا بديلًا فوريًا وغير بعيد. كخطوة توفّر الأمن قرّر أحد ضباط الكتيبة إبقاء نحو 15 جنديًا في المنشأة فقط وإبعاد نحو 50 جنديًا من الاحتياط إلى موقعٍ خلفيٍّ أكثر، على ما نقلته عن مصادر في المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب.
على صلةٍ بما سلف، نقلت صحيفة (معاريف) العبريّة عن مستوطنين نازحين من الشمال قولهم إنّ التهديدات التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون ضدّ حزب الله هي تهديدات فارغة، وتشديدهم على أنّها لا تخيف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ولا تحظى بثقة الجمهور.
وأضافت الصحيفة نقلًا عن هيئة (نقاتل من أجل الشمال)، أنّ الهجمات التي يشنّها الجيش الإسرائيليّ ضدّ لبنان “ليست عملًا سيُترجم إلى نصر وحسم”، إذ إنّ الحزب يُطلق وابلًا متكرّرًا من عشرات الصواريخ، بينما يضطر عشرات الآلاف إلى النزول إلى الملاجئ.
كذلك، أقرّ المستوطنون النازحون أيضًا بأنّ العمليات التي ينفّذها حزب الله توقع قتلى ومصابين وأضرارًا في المنازل، وخلصوا بحسب الصحيفة إلى القول إنّ نصر الله يجلس ويضحك، طبقًا لأقوالهم.
وربّما إصابة تل أبيب بمقتلٍ تؤكِّد ما كان معروفًا لإسرائيل منذ زمنٍ بعيدٍ وهو أنّ كلّ مكانٍ في الكيان بات في مرمى صواريخ ومُسيرّات المقاومة، إنْ كانت في لبنان أوْ اليمن أوْ العراق وحتى غزّة.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم