آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » إدارة الموارد.. فنٌّ لا نتقنه!

إدارة الموارد.. فنٌّ لا نتقنه!

| غانم محمد

 

قرأتُ ذات يوم على صفحات فيسبوك أن ثلاثة شباب سوريين دخلوا مطعماً في برلين، وطلبوا طعاماً زائداً عن حاجتهم، وعندما جاء عامل المطعم بالفاتورة، ووجد طعاماً زائداً عن حاجتهم، أخبر إدارة المطعم، والتي أخبرت الجهات الرقابية المعنية، حيث حضرت، وفرضت غرامة (50 دولاراً) على الشباب السوريين، مع أنّهم دفعوا الفاتورة دون اعتراض، وتبرير العقوبة هو أن المال ملك صاحبه، لكن الموارد ملك الجميع، ولا يحقّ لأحد أن يهدرها ولو دفع ثمنها!

إسقاط هذا الأمر على واقعنا المحلي أمرُ مخجلٌ بحقّ أنفسنا، إذ لا يفرح البعض إلا إذا تلذذ بالهدر، ولو على حساب من لا يجد ما يسدّ به رمقه.

في شهر رمضان المبارك، تضجّ مواقع التواصل الاجتماعي بصور الموائد العامرة، ما يحفر في نفوس الناس البسطاء مجاري القهر والألم، وإذا ما تجاوزنا الحالة الإنسانية في الموضوع إلى ما هو (ملك عام) وفق مبدأ القياس، فإن ما يهدره الأغنياء يحقق طلباً زائداً على السلع فيرفع سعرها ويصيب الفقراء بمقتل، فإن لم تستطع (الأخلاق) أن تضبط هذه الأمور فهل يضبطها القانون؟

طبعاً، كلّ إنسان حرّ بما يملك، ولكن عندما يكون ذلك على حساب الموارد فالأمر بحاجة إلى دراسة، إذ لا يُعقل أن يُقيّد الفقير برغيفي خبز يومياً ويُسمح للمقتدر أن يبتاع ما يحلو له من أي سلعة لأنه يستطيع دفع ثمنها.

المسألة أخلاقية أكثر مما هي قانونية، ولكنها في السياق العام تترك أذى نفسياً لدى الغالبية..

في السياق ذاته، نكاد أن نبكي (فرحاً)، ونحن نقرأ أن فلاناً قدّم بضع وجبات لأسرِ فقيرة في شهر رمضان المبارك، ونصنع له في مخيلتنا تمثالاً من نور متشحاً بلون لباس أهل الجنّة!

صدور قرار بعدم تصوير تقديم المساعدات لم يلغِ المشهد كلياً، فحتى وسائل إعلامنا الرسمية تنشر مثل هذه الصور وإن كانت لجمعيات خيرية، فلماذا محاولة تكريس تحوّلنا إلى شعب ينتظر المساعدات بدل أن نوفّر له مطارح عمل ينتج من خلالها ما يكفي أسرته؟

(سيرياهوم نيوز3-خاص)

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

منازلة تاريخية فاصلة

  بقلم:عدنان عزام طوبى لمن يكتب و يتكلم في هذا الوقت العصيب الذي يشهد تحولات تاريخية تجعلنا بحاجة ماسة لأهل الكتابة و الكلام نعم نحن ...