عندما كنت اتدرب في احدى الدورات التدريبية التي التحقت بها ، لاحظت أن المدربة تستخدم معنا كلمة (لماذا فعلت هذا ؟)، أو( ما هو منطقك فيما قلت أو فعلت؟) كثيراً.
الحقيقة في البداية كنت أشعر بالإختناق من كثرة التدقيق علينا، و محاولاتنا المستمرة لإعطاء أسباب لكل شيء نفعله أو نقوله خلال التدريب .
و لكن التذمر ليس من طبعي ، فأنا أحب أيضا أن أعرف المنطق من وراء ما يحدث ..
في أحد أيام الدورة سألت المدربة ….لماذا كل هذا التدقيق عن سبب كل شيء نقوله أو نفعله؟
فأجابتنى : نحن نركز معكم لتتعلموا فن إدارة الوقت…
فعندما تكونون على دراية بأهمية ما تفعلونه سوف تعطونه وقتا كافيا ..و أيضا عندما تتضح لكم الأشياء الأقل أهمية أو التي لا أهمية لها ، سوف تحذفونها و تستثمرون وقتها في الاكثر أهمية..و هكذا..
أعجبني المنطق كثيرا و كما هو حال كل شيء يعجبني ، أحببت ان اعكس ما تعلمت على حياة البشر…
هل وقفت يوما و سألت نفسك عن منطقك فى فعل معين أو قول معين ؟
هل فندت ما تفعله في يومك لتراه هاما ام يمكن حذفه لتستثمر وقته في ما هو اهم؟
لقد اشار لنا رسولنا الكريم و لفت انظارنا أننا سنحاسب على الوقت و إدارتنا له ، ففي الحديث الشريف:
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : ” لن تَزُول٠ قَدَمَا الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ : عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ , وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ , وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ , وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ ” .
نعم…ستسأل عن وقتك و كيف قمت بإدارته..
ستسأل عن منطقك فى إدارته أو إهداره
ستسأل لماذا فعلت هذا و لم تفعل ذاك..
يجب أن تتعلم كيف تدير وقتك و تقوده
أفعل الأشياء التي لها أهمية بالنسبة لك و التى إن سئلت لماذا فعلتها ، يكون ردك ذا منطق لك و للآخرين ، و ليس لا أدري فعلت و السلام!!!!
الموضوع يحتاج تدريب…و لكنه يستحق
بعد أن ترى كم الاشياء التي ستتنازل عنها و لن تهدر فيها وقتك ..
ستجد وقتا كافيا للأشياء المهمة التي تستحق وقتك. ستعيش حياة اكثر فاعلية و سيصبح ذلك أسلوب حياتك الناجح بإذن الله.
و ضع نصب عينيك……وقتك هو عمرك فأنفقه بذكاء.
(اخبار سوريا الوطن١-منقول بتصرف من قبل د.سلامي سلامي)