| مهند الحسني
لم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال نادي تشرين يتوقع لها هذه النهاية التي لا تسر عدواً ولا صديقاً بعد أن وصل الفريق لطريق مسدود نتيجة سياسة اللامبالاة التي تنتهجها الإدارة تجاه اللعبة في الفترة الحالية، رغم أن الفريق حقق نتائج جيدة هذا الموسم ويسير بخطة إعداد جيدة تبشر بالخير بفريق سيكون له شأن كبير في المواسم القادمة.
استقالة غير متوقعة
توسم عشاق ومحبو سلة نادي تشرين الكثير من الدعم والخير للعبة في عهد الإدارة الجديدة التي أكدت منذ توليها مهامها بأن كرة السلة ستكون ضمن أولوياتها وبأنها ستقف على مسافة واحدة بين جميع ألعابها، لكن يبدو أن كلام الليل يمحوه النهار بعدما تحولت الوعود التي أطلقتها الإدارة إلى شعارات رنانة وواهية لا وجود لها، فالإدارة الحالية أدارت ظهرها لأبسط متطلبات اللعبة، ولم تسع لتأمين أي شيء يدل على اهتمامها، فاللاعبون لم يتقاضوا مستحقاتهم المالية منذ ثلاثة أشهر، ولم تسعَ أيضاً لتأمين مكان إقامة لستة لاعبين تعاقد معهم الفريق من خارج مدينة اللاذقية، ولم تنجح في تأمين حصص تدريبية للفريق الذي يستعد للعودة لمباريات الفريق، فتاه شمل الفريق وتفرق اللاعبون وبدوا لا حول ولا قوة، ورغم نداءات الجهاز الفني المتكررة غير أنها لم تلق آذاناً مصغية عند الإدارة، فبات الفريق كاليتيم على طاولة اللئيم لا أحد يهب لنجدته ولا يسعى لتأمين أبسط متطلباته.
كل هذه التفاصيل أوصلت مدرب الفريق سومر خوري إلى طريق مسدود ووجد أنه لا مفر له من واقع مؤلم قد يترتب عليه الكثير، لذلك قام بتقديم استقالته معتذراً عن متابعة مهامه مع الفريق الذي بات بحاجة ماسة لحالة مثالية من الاستقرار، وتعتبر هذه الاستقالة بمنزلة القشة التي قصمت ظهر البعير نظراً للجهود المضنية التي بذلها هذا المدرب مع الفريق منذ توليه لمهامه، حيث نجح في ظل ضيق الإمكانات المادية الصعبة في إعادة الفريق لدوري الأضواء عن جدارة واستحقاق وحقق ثلاثة انتصارات هذا الموسم.
اجتماع مثمر
وجدت الإدارة بعد استقالة مدرب الفريق سومر خوري أن الوضع لم يعد يحتمل مجاملات ولا وعوداً لأن المرحلة باتت حساسة وبحاجة إلى عمل بعيداً عن الكلام المعسول والوعود الواهية، وارتأت فتح صفحة جديدة ونسيان الماضي وضرورة الاجتماع مع لاعبي الفريق والكادر الفني والإداري للتحدث بكل هموم وشجون الفريق، ونجحت الإدارة أثناء سير الاجتماع في إقناع لاعبي الفريق بصورة الوضع الصعب الذي يمر به النادي بالمرحلة الحالية، ووعدت اللاعبين بدفع جميع مستحقاتهم المالية في العاشر من نيسان المقبل كحد أقصى، وطلبت منهم العودة للتحضيرات واللعب بقوة وتصميم كبيرين على تحقيق نتائج جيدة هذا الموسم.
عودة ميمونة
نجحت الإدارة في إعادة لاعبي الفريق غير أنها لم تنجح في إقناع مدرب الفريق سومر خوري للعودة عن استقالته، لكن المدرب نفسه وجد أن وضع الفريق بات بحاجة ماسة لخدماته وخاصة أن الإدارة لن تتمكن من إيجاد المدرب البديل بتلك السرعة والفريق تنتظره مباريات مهمة.
كل ذلك دفع بالمدرب بالعودة عن استقالته حباً بالفريق ورغبة بألا يذهب عمله الذي دأب عليه بمفاصل الفريق منذ موسمين سوى، وقام بالعودة لقيادة الفريق مجدداً وبعد توقف دام أكثر من خمسين يوماً وهي مدة كافية لأن تؤثر على جاهزية أي فريق.
نتائج جيدة
بدأ الفريق مشواره في دوري الأضواء بنتائج جيدة رغم شح الدعم وكثرة الوعود، وبدلاً من البحث عن مصادر لتأمين إمكانات مادية لدعم الفريق بجميع متطلباته بعد سلسلة من النتائج المشرقة، أدارت الإدارة ظهرها عن نتائجه من دون أن تسأل عما يلزم الفريق، حيث حقق ثلاثة انتصارات كانت كافية لوضعه في مركز جيد على لائحة الترتيب، ورغم خسارته الأخيرة أمام الجيش غير أن الفريق لم يكن صيداً سهلاً وقدم مستوى جيداً لكن خبرة لاعبي نجوم الجيش فرضت نفسها.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن