إدانة غير مسبوقة في التاريخ: ترامب يزداد «تألّقاً»

دانت هيئة المحلّفين في نيويورك، أمس، الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، بجميع التهم الـ34 الموجّهة إليه، في قضية تزوير سجلّات للتستر على فضيحة جنسية، كانت تهدد بتقويض حملته الانتخابية لعام 2016، ليصبح أول رئيس يدان جنائياً في تاريخ الولايات المتحدة. على أنّه لن يتوجب على ترامب حالياً دخول السجن أو دفع غرامة مالية معينة، ولا سيما أنّ القاضي خوان ميرشان أعلن أنه سينطق بالحكم عليه صباح الحادي عشر من حزيران، فيما أكّد ترامب أنه سيطعن في القرار، ما ينذر ببدء حملة استئناف مطوّلة، ستتزامن مع مواجهة الرئيس السابق لثلاث قضايا أخرى، بينما حملته الانتخابية مستمرة. وفي السياق، اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أنّ «صدى إدانة ترامب» سيتردد «في جميع أنحاء البلاد»، بعدما أصبح يتعيّن على الناخبين الاختيار بين صاحب المنصب الحالي «الذي لا يحظى بشعبية»، في إشارة إلى جو بايدن، و«مجرم مدان»، وإذ تلقّف ترامب الحكم بهدوء نسبي، مكتفياً بإظهار بعض علامات الحزن داخل المحكمة، إلا أنّ سلوكه سرعان ما تغيّر لدى خروجه من القاعة، حيث أعرب عن «اشمئزازه من الحكم»، داعياً إلى «معاقبة» الناخبين الديمقراطيين في صناديق الاقتراع، قائلاً: «الحكم الحقيقي سيصدر في الخامس من تشرين الثاني من قبل الشعب»، «وهم يعرفون ما حدث هنا». وفي وقت لاحق أمس، أكّد ترامب، في تصريحات إلى الصحافيين في «برج ترامب»، أنّ ما تعرّض له «مشكلة جدية للغاية لم يواجهها أي رئيس أميركي سابقاً»، معتبراً أنّ المحاكمة «لم تكن عادلة على الإطلاق ولم يُسمح لنا بالاستعانة ببعض الخبراء»؛ «كما حاولنا تغيير القاضي ومكان المحاكمة، في سبيل محاكمة عادلة، لكنهم رفضوا ذلك». وأردف ترامب: «يهددونني بالسجن وهذا عمل بايدن والذين معه»، لافتاً إلى أنّ «القاضي في محكمة نيويورك منع الشهود من الحديث بحرية أثناء المحاكمة»، وسمح في المقابل، «لفريق الخصم بالتدخل في كل المسائل التي كنت أقوم بها حتى تلك الخاصة»، على حدّ تعبيره.

وفقاً للنظام القضائي في ولاية نيويورك، سيعامل ترامب، حتى الحادي عشر من حزيران، معاملة أي شخص مدانٍ

ووفقاً للنظام القضائي في ولاية نيويورك، سيعامل ترامب، حتى الحادي عشر من حزيران، معاملة أي شخص مدانٍ، إذ سيجري «قسم المراقبة» في المدينة مقابلة معه، ويصدر بموجبها «توصية» حول الحكم للقاضي ميرشان. وخلال المقابلة، يمكن للمدان «محاولة ترك انطباع جيد وشرح سبب استحقاقه لعقوبة مخفّفة». وبالحديث عن الأخيرة، فهي يمكن أن تمتد، في حالة ترامب هذه، إلى نحو أربع سنوات، كما يمكن أن يختار القاضي، الذي أمضى ترامب الأشهر الماضية في التهجم عليه، وضع الرئيس السابق تحت المراقبة، التي تفرض عليه تقديم تقارير منتظمة إلى أحد الضباط. على أنّه طبقاً للخبراء، فإنّ الطعن في الحكم قادر على تأجيل أي عقوبة محتملة.

وبحسب «نيويورك تايمز»، لا يزال من الباكر جداً معرفة إلى أي مدى سيؤثر الحكم الأخير على حملة ترامب الرئاسية، ولا سيما أنّ الدستور لا يمنع أي «مجرم» من أن يشغل منصب الرئيس. وفي أعقاب صدور القرار، حاول كل من ترامب وبايدن توظيف الحكم لمصلحته، خصوصاً في فترة «جمع التبرعات» لحملاتهما الرئاسية، إذ اعتبر الأول، في بريد إلكتروني أرسله إلى عدد من المانحين الجمهوريين بعد دقائق فقط من صدور الحكم، أنّ «العدالة ماتت في أميركا»، واصفاً نفسه بأنّه «سجين سياسي»، فيما كتب الثاني على وسائل التواصل الاجتماعي أنّ «هناك طريقة واحدة فقط لإبعاد دونالد ترامب عن المكتب البيضاوي: عبر صندوق الاقتراع». من جهتهم، سارع حلفاء الرئيس السابق في «الكابيتول هيل» إلى الاصطفاف خلفه، مسلّطين، بدورهم، الضوء على انتخابات عام 2024، وعلى حشد الدعم لحملات جمع التبرعات الخاصة بهم. وفي السياق، دان رئيس «مجلس النواب»، مايك جونسون، الذي كان حاضراً في محكمة مانهاتن للدفاع عن ترامب، ما وصفه بـ«تسليح النظام القضائي»، مؤكداً، في بيان أنّ «الرئيس ترامب سيطعن في هذا الحكم السخيف، وسوف يفوز». وحتى زعيم الأقلية في «مجلس الشيوخ»، ميتش مكاونيل، الذي شهدت علاقته بترامب «فتوراً» في السابق، رأى، في بيان قصير، أنّه «لم يكن ينبغي توجيه هذه التهم في المقام الأول»، مشيراً إلى أنّه يتوقع أن يتم إلغاء الحكم عبر الاستئناف.

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية