محمد سمير طحان
إرث هو العنوان الذي اختاره النحات هشام المليح لمعرضه الفردي الأول بعد عدد كبير من الأعمال النحتية التي أنجزها في ملتقيات نحتية أو لصالح جهات عامة أو عرضها ضمن معارض جماعية.
وعبر المعرض الذي استضافته صالة زوايا للفنون قدم المليح 20 عملا نحتيا تحمل قيما إبداعية استثنائية في تجربته الفنية أنجزها خلال العامين الماضيين بخامات خشبية وبأحجام تنوعت بين المتوسط والكبير وبأساليب تعبيرية نحت باتجاه التجريد في بعض الأعمال.
وعن اختيار عنوان المعرض قال النحات المليح في تصريح لـ سانا “بعد بحث طويل عن اسم للمعرض يكون قادرا على جذب الجمهور وبذات الوقت غير مألوف مع ارتباطه بفن النحت وعراقته وقع اختياري على إرث لأنها كلمة تربط الحاضر بالماضي وتشبه النحت وهناك تناغم بينهما”.
وأوضح المليح أن الشكل الهندسي والتكوينات المرتبطة بالحركة والميكانيك بزواياها الحادة مع السطوح الملساء التي تفرض حضورها في العمل كلها حالات تغريه لإنجازها على سطح الخامة محاولا التعبير عن رؤيته وأفكاره بعيدا عن التوجه المحدد بموضوع معين.
وقال “اعبر عن الحالة الآنية التي أعيشها وأطلق العنان لشعوري مع الخامة لأنجز الشكل بطاقة جمالية تحمل رؤءيتي مع الحرص على ادخال المادة العلمية ضمن العمل الفني”.
واعتاد النحات المليح الاشتغال على أغلب أعماله التي أنجزها في السابق بخامة الرخام الإيطالي الذي يتطلب شروطا خاصة في التعامل معه وبات نادر التوفر مع ارتفاع ثمنه ما دعاه للتوجه نحو خامة الخشب.
وأوضح المليح أن استخدام خشب الزيتون في أغلب أعمال المعرض جاء لارتباط هذه الخامة بإرثنا وثقافتنا الممتدة في التاريخ ولكن العمل الذي لفت انتباه زوار المعرض هو من شظايا قذيفة من تفجير إرهابي وقع في منطقة العدوي عام 2013 حيث أعاد إخراجها وتقديمها بطريقة فنية معتمداً على التوازن القلق في عرضها لتكون إرثا يجسد معاناتنا خلال سنوات الحرب وليكرسها كشاهدة على الكثير من الأرواح التي أزهقتها.
ويجد المليح نفسه كنحات في كل أنواع النحت ويمكنه التعامل مع كل الخامات مستفيدا من شخصيته الفنية التي لا يمكنها الالتزام بنوع محدد من أساليب النحت أو مع خامة دون سواها مبينا أن الأعمال الواقعية التي تمثلت بسلسلة بورتريهات تكريمية قدمها حول مجموعة من الأدباء السوريين حملت متعة كبيرة بالنسبة له كباقي الأعمال التعبيرية والتجريدية والرويلييف التي قدمها في عدة فعاليات.
وعن مدى تفاؤله بالمستقبل أكد المليح أنه لن يتوقف عن النحت أيا كانت حالته النفسية أو مهما كانت الظروف صعبة من حوله لأنه عمله ووسيلته للتعبير عن ذاته وأفكاره ورؤاه ومن الواجب أن يستمر ويكون حاضرا في المشهد الفني كنحات سوري.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا