آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » إردوغان – ترامب: ارتياح لا يبدّده الغموض

إردوغان – ترامب: ارتياح لا يبدّده الغموض

 

محمد نور الدين

 

 

يبدو الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، مرتاحاً إلى وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؛ ذلك أن علاقتهما كانت مقبولة جدًّا خلال ولايته الأولى، إلى درجة أن واشنطن كادت تسحب قواتها من سوريا، وصادقت، في عام 2019، على عملية «نبع السلام» ضد «الوحدات» الكردية، والتي احتلّ الجيش التركي بموجبها المنطقة الواقعة من تل أبيض إلى رأس العين، وبعمق 30 كيلومتراً. كذلك، فإن ما يطمئن إردوغان، هو وصْف ترامب له، بعد سقوط نظام بشار الأسد، بـ«الرجل الذكي والقويّ»، وبأنه بنى جيشاً حديثاً. وفي ما يشبه التفويض، قال الرئيس الأميركي إن «مفتاح سوريا بيد تركيا». وأثناء استقباله، أول من أمس، رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيكو، قال إردوغان عن ترامب، إن «استمرار صداقتنا كما كانت عليه في الولاية الأولى، سيكون أمراً مهمًّا جدًّا».

 

وانسحب هذا «الارتياح» على عناوين الصحف التركية الموالية، والتي أسبغت على الرئيس الجديد صفات «السلام» و«الصداقة». ومن بينها ما عنونته «تركيا» من أن «ترامب أمل السلام في العالم»، فيما عنونت «ميللييات»: «أهمية مواصلة الصداقة». ومن جهته، أشار الكاتب مراد يتكين إلى أن «تركيا تحوز مكانتها بالنسبة إلى الولايات المتحدة وترامب لأكثر من سبب: موقعها الجغرافي، ومضيقا البوسفور والدردنيل، وقيمة قاعدة إينجيرلك العسكرية لا تزال كبيرة، وكذا رادار مالاطية وكوريجيك. كذلك، إن موجات الهجرة من العراق وسوريا تؤثّر في الخريطة». ولا شكّ في أن التغيير في سوريا لفت انتباه الغرب والأوروبيين، إذ قالت السفيرة الألمانية في أنقرة، سيبيل كاتارينا صورغ، في حوار صحافي، إن بلادها تقارب بواقعية ما يجري هناك؛ «فكما لم تَفسُد علاقات ألمانيا بتركيا بسبب حزب العمال الكردستاني، فإن مقاربة برلين لقائد سوريا الجديدة، أحمد الشرع، لن تتأثّر برفض الشرع مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية خلال زيارتها إلى دمشق». لكن الخطر الأكبر على العلاقات بين أنقرة وواشنطن، وفقاً ليتكين، هو «وجود حزب العمال الكردستاني، إذ إن بايدن أبقى الكرة ساخنة في حضن ترامب».

 

أسبغت الصحف التركية الموالية على ترامب صفات «السلام» و«الصداقة»

 

وكتب أوكان مدرس أوغلو، بدوره، في صحيفة «صباح» الموالية، أن «ترامب يحمل الآمال لعلاقات أميركية – تركية قويّة، ولكنه يحتفظ أيضاً بمقدار من الأمور غير المتوقّعة، والتي تحمل المخاطر على المشهد العالمي ككلّ، ولا سيما معاداة المهاجرين والحمائية الجمركية». وبحسب الكاتب، فإن «ترامب في المرحلة الأولى، سينكبّ على الداخل الأميركي. لن يدخل في كباش مع نظام المؤسسة، وسيظهر أنه رجل محبوب في مجتمعه. لكن أولويته على الصعيد الخارجي ستكون عزل إيران وإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية، ووقف النزاعات في الشرق الأوسط، والتعاون مع القوى الإقليمية في المنطقة لكن وفقاً للتوجهات الأميركية». ورأى الكاتب أن «ترامب سيعتمد في العلاقة مع تركيا، ديبلوماسية القيادة»، وإنشاء حركة اتصالات مكثّفة عبر فرق عمل موثوقة، لينتهي إلى القول إن هناك قناعة سائدة بأن «قابلية الإقناع المتبادل» بين إردوغان وترامب، تحتلّ المرتبة الأولى في العلاقات بينهما. وفي «أقشام»، قال حاجي صالح أوغلو إن «الجميع يترقّب ما الذي سيفعله ترامب. ومع أنه أغدق على إردوغان الثناء، ولكن عدم التكهّن بما سيفعله في المستقبل هو سيد الموقف عند الجميع»، في حين اعتبر عبد الرحمن يلديريم، في صحيفة «خبر تورك»، أن «العالم مع ترامب سيمتلئ بالجدران المرتفعة على الصعد المالية والعسكرية والاجتماعية، وأيضاً بالمخاطر. أمّا الفائدة التي يمكن أن تجبيها تركيا من عهده، فهي في الاتفاقات التي ستوقّعها معه ومع إدارته».

 

من جهة أخرى، وفي ظلّ استمرار الاعتداءات على ما تسميه دمشق «فلول النظام السابق»، ولا سيما في المناطق العلوية، تعدّدت التقارير التي يعدّها «حزب العدالة والتنمية» حول الوضع في سوريا، وآخرها تقرير قُدّم، أول من أمس، إلى إردوغان نفسه، وفقاً لما ذكرته صحيفة «تركيا»، جاء فيه أنه «رغم مظاهر الفرح بخلع النظام السابق، فإن الناس يتساءلون، وبقلق، عمّا سيكون عليه الحال في الغد، وكيف سيتشكّل النظام الجديد، وهل ستتجدد الاشتباكات؟ وهل سيتم التخلّص من حزب العمال الكردستاني والحفاظ على وحدة الأراضي السورية؟». وورد في متن التقرير الذي أعدّه الحزب الحاكم، أن «المدن لم تعرف فقط عمليات تدمير، بل سرقات ونهب وانعدام خدمات الطاقة والغذاء والصحة»، وأوصى الحكومتين التركية والسورية بالعمل معاً، مشيراً أيضاً إلى وجوب توفير دعم كبير من صناديق الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، داعياً إردوغان إلى التوأمة بين المدن التركية والسورية للنهوض بالأخيرة ومواجهة المشكلات. وكان القائم بالأعمال التركي في دمشق، برهان كور أوغلو، قد افتتح في حلب، أول من أمس، أول قنصلية تركية في سوريا بعد سقوط الأسد؛ إذ اعتبر أنه «نظراً إلى كون حلب لها أهمية كبيرة، فإن القنصلية ستعمل كما لو أنها سفارة، وسيتم تعيين ملحق تجاري فيها»، فيما تمّ تعيين حاقان جنكير قنصلاً تركيَّا بعدما كانت القنصلية قد أغلقت أبوابها في تموز 2012.

 

 

 

 

 

أخبار سورية الوطن١ الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بعد الخسائر الفادحة في غزة.. إسرائيل تعلن حاجتها لـ10 آلاف جندي وتحرك نحو تجنيد اليهود المتدينين “حريديم”

قال مسؤول في الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إن الجيش بحاجة إلى تجنيد 10 آلاف جندي. جاء ذلك في تصريحات رئيس دائرة الموظفين في الجيش الإسرائيلي دادو ...