كتب مدير معهد “الصين وآسيا المعاصرة” التابع لأكاديمية العلوم الروسية، كيريل بابايف، في “إزفيستيا”، عن الوضع حول تايوان وعواقب زيارة بيلوسي للجزيرة.
وجاء في المقال: لم يعد مهما أن تزور رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تايوان أم لا.. فقد ارتفعت الرهانات إلى مستوى غير مسبوق، وسيكون من الصعب الآن على كلتا القوتين العظميين تخفيف درجة الانفعالات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
بتخليها عن الزيارة، كانت واشنطن ستضع نفسها في موقف الخاسر وتعطي سببا لمليار ونصف المليار صيني، ومعهم العالم كله، ليرى بفرح أن أمريكا خضعت للضغط، وسوف تخضع له في المستقبل وتستمر في التراجع على جميع الجبهات. في الوقت نفسه، بوضع قدمها على أرض الجزيرة المتمردة، تخاطر نانسي بيلوسي بإثارة تصعيد كبير، قد لا يصل إلى حرب، ولكن إلى تكثيف حاد للاستعدادات العسكرية والإجراءات الصارمة من جانب جمهورية الصين الشعبية.
بالنسبة لروسيا، يبدو حدوث تفاقم عسكري في هذه المنطقة للوهلة الأولى مفيدا. فقد سارع عدد من الخبراء إلى الابتهاج باحتمال نشوب نزاع بين الصين والولايات المتحدة كونه “يفتح جبهة ثانية” في الصراع بين روسيا والغرب. ولكن، من شأن بؤرة التوتر الرئيسية هذه، بالقرب من الحدود الشرقية لروسيا، أن تخلق تحديات جديدة لموسكو تتعلق بضرورة الاستجابة للوضع في جميع الأحوال، بما في ذلك العودة إلى الموضوع المثير للجدل المتمثل في التحالف العسكري مع الصين.
في هذه الحالة، تتعرض هياكل منظمة شنغهاي للتعاون، وبريكس، والعلاقات مع الهند والصين، لاختبارات جديدة: لموسكو مصلحة فيها، لكن عددا من البلدان الأخرى، وفي المقام الأول الهند، وهو أمر مهم بالنسبة لنا، قد تتبنى “موقفا خاصا بها”. بالإضافة إلى ذلك، فإن خطر إطالة أمد الأحداث العسكرية حول تايوان سيعني، موضوعيا، نجاح المحاولات الأمريكية طويلة الأمد “لاحتواء جمهورية الصين الشعبية”. بالنسبة لروسيا، قد يعني مثل هذا السيناريو إضعاف الدعم (الحقيقي والمتوقع) من الصين، الغارقة في مشاكلها الخاصة.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم