م.حسان نديم حسن
في الوقت الذي يتسابق فيه العالم نحو إنتاج المعرفة وتطوير التكنولوجيا، لا تزال العديد من الدول النامية تعتمد بشكل كبير على استيراد التكنولوجيا واستهلاك ما تنتجه الدول المتقدمة.
و هو ما يثير تساؤلات حول دور الدول النامية في الإسهام الفعلي بالمعرفة العلمية ومدى قدرتها على تحقيق الاستقلالية التكنولوجية.
لماذا نعتمد على الآخرين؟
تشير الدراسات إلى أن غياب الاستراتيجيات طويلة المدى لدعم البحث العلمي وضعف الاستثمار في التطوير التكنولوجي هما من أبرز الأسباب التي تجعل دولاً عديدة في موقع المستهلك بدل المنتج. فوفقاً لتقارير دولية، فإن نسبة الإنفاق على البحث والتطوير في العديد من الدول النامية لا تتجاوز 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بالدول المتقدمة التي تتجاوز هذه النسبة فيها 3%.
كما أن هجرة العقول العلمية والاعتماد على استيراد التقنيات الجاهزة بدل تطويرها محلياً يُعمِّق الفجوة التكنولوجية، ما يجعل هذه الدول رهينة للآخرين في مجالات أساسية مثل التعليم والصحة والصناعة.
هل هناك أمل؟
ورغم هذا الواقع، فإن التحدي يمكن أن يتحول إلى فرصة من خلال:
تعزيز التعليم العلمي: الاستثمار في التعليم النوعي منذ المراحل المبكرة.
زيادة الإنفاق على البحث العلمي: توفير مخصصات كافية وربط البحث العلمي بالاحتياجات التنموية.
تشجيع الابتكار المحلي: توفير بيئة مشجعة للمخترعين والشركات الناشئة.
التعاون الدولي: تحويل الشراكات التكنولوجية إلى فرصة لنقل المعرفة وتوطينها.
رسالة المستقبل: نكون أو لا نكون؟
الاستقلالية التكنولوجية ليست رفاهية، بل ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة والقدرة على المنافسة في سوق عالمي يتغير بسرعة ما يبرز ضرورة أن نصبح منتجين للمعرفة والتكنولوجيا، بدلاً من أن نكون مجرد مستهلكين.
(موقع اخبار سورية الوطن2-الكاتب)