آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » إسرائيل ما بعد «الكارثة»: أيّ جدوى من القتال؟

إسرائيل ما بعد «الكارثة»: أيّ جدوى من القتال؟

 

سيطرت «كارثة» المغازي، التي أودت بحياة 21 جندياً وضابطاً إسرائيليّاً، على المشهد السياسي في الكيان، حيث قفزت، خلال يوم واحد، «كلفة» الحرب إلى الواجهة، في ظلّ نقاش محتدم أصلاً حول جدوى استمرارها، وخصوصاً بشكلها الحالي، فضلاً عن الأهداف المنشودة منها. وخلّف ما جرى في «اليوم المروّع»، صدمة لدى القيادة الإسرائيلية، الأمنية والسياسية، وكذلك لدى المراقبين والمستوطنين، فيما لم يتأخّر الجيش في الإعلان أن الواقعة لم تكن «حادثاً مهنياً»، بل نتيجة عملية عسكرية نفّذها مقاومون. وبالفعل، أعلنت «كتائب القسام» مسؤوليتها عن استهداف القوات الإسرائيلية، وقدّمت روايتها لما جرى، والتي «سيكون على الجيش الإسرائيلي الإجابة عليها، والتحقيق فيها»، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت» التي تساءلت: «هل تعلّمت حماس طريقة عمل الجيش، وهل كان مثل هذا التركيز للجنود في مكان واحد ضرورياً؟».وإذ يخطو جيش العدو إلى المرحلة الثالثة من الحرب، يبدو أن هذه المرحلة التي طال الحديث عنها يمكن أن تطول لنحو 6 أشهر، بحسب ما أخبر به رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، زملاءه خلال اجتماع مغلق لمجلس الوزراء، علماً أنها ستتّسم بالعمليات «الجراحية» الأقلّ كثافة والاستهدافات الدقيقة، مع ما يعنيه ذلك من ضرورة الزجّ بالجنود الإسرائيليين في الميدان في ظروف محفوفة بالمخاطر. والنتيجة، فإن ما حدث في المغازي يمكن أن يتكرّر في أيّ وقت خلال المرحلة الثالثة، التي تتكاثر التساؤلات والحال هذه حول جدواها وأكلافها المرتفعة، خصوصاً أن حلفاء نتنياهو في اليمين المتطرّف لا يدعمونها أصلاً، ويطالبون بدلاً من ذلك بتكثيف القصف الجوّي. وعليه، ستشكّل «مقتلة» المغازي، وما سيليها، مادّة للتجاذب والاتهامات المتبادلة، بين القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين، خلال الأيام المقبلة.

وعلى وقع الحادثة، خرج رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أمس، ليعلن أن «المعركة ستكون طويلة، وسنحتاج إلى قوات الاحتياط مجدّداً»، مشيراً إلى أن «جنودنا سقطوا في معركة خلال عملية دفاعية في المنطقة الفاصلة بين البلدات الإسرائيلية وغزة»، مضيفاً أن «العملية كانت تهدف إلى تهيئة الظروف الأمنية لعودة سكان منطقة غلاف غزة إلى بيوتهم بأمان». وهذه كلّها عبارات تبريرية وتخفيفية لوقع الحدث، وللقول إن الجنود قُتلوا في عمل عسكري «مقدّس» و«إنساني»، وضمن خطّة لحماية المستوطنات، وإعادة سكانها إليها. لكنّ صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، نقلت عن قادة عسكريين وأمنيين إسرائيليين، خشيتهم من «فقْد المكاسب (التي حقّقوها) في غزة بسبب الافتقار إلى إستراتيجية ما بعد الحرب»، ودعوتهم «الجيش إلى الحفاظ على مناطق سيطرته لا السيطرة على أرض جديدة». وبحسب هؤلاء المسؤولين، فإن «شبكة أنفاق حماس أكثر اتّساعاً بكثير من تقديرات الجيش الإسرائيلي»، حيث إنها «تمتدّ على مسافة تزيد على 300 ميل في جنوب قطاع غزة فقط». ولفتوا إلى أنه «من غير المرجّح أن يتمّ تفكيك شبكة الأنفاق بشكل كامل». وختموا بأن «الوجود الأمني الطويل الأمد في غزة، كابوس رفضه الكثيرون في المؤسّسة الأمنية». كذلك، نقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «إنشاء منطقة عازلة في غزة قد يصل إلى حدّ ضمّ أراض، وهو انتهاك للقانون الدولي»، فيما لا يتوقّع هؤلاء أن تغادر إسرائيل القطاع سريعاً. ولكنّ البيت الأبيض عاد ليشدّد على ما كرّره من قَبل، مؤكداً «(أنّنا) لا نريد تقليص أراضي غزة بأيّ شكل».

وبينما يحتدم القتال في القطاع، ويدرك الجميع أن موعد حلول المرحلة الثالثة في كامل غزة بات قريباً جداً، يجري تزخيم المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى بين المقاومة والعدو، ضمن اتفاق أكبر. وفي هذا الإطار، أفادت قناة «كان» العبرية بأن «إسرائيل عرضت وقفاً لإطلاق للنار لمدة شهرين، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وإتاحة الفرصة لقيادة حماس للخروج من غزة، في مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، لكنّ حماس رفضت المقترح الإسرائيلي». وبدورها، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية عن مسؤول مصري قوله إن «حماس ترفض اقتراح إسرائيل»، وإنّ «قادة الحركة رفضوا مغادرة غزة، ويطالبون إسرائيل بالانسحاب الكامل من القطاع والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم». وفي المقابل، ردّ مسؤولون إسرائيليون، أمس، على ذلك بأنه «لم يتمّ تقديم مثل هذه المعلومات». وفي سياق متصل، أعلن البيت الأبيض، أمس، أن «أحد أهداف محادثات (كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق، بريت) ماكغورك في المنطقة، هو محاولة التوصّل إلى صفقة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة». وأضافت الرئاسة الأميركية أنه «أيّاً كان ما يبدو عليه شكل غزة بعد الحرب، فلا يمكن أن يشمل قادة حماس».

وجاء هذا في وقت كشفت فيه صحيفة «هآرتس» أن «نتنياهو أبلغ عائلات الرهائن بأن إسرائيل مستعدّة لتقديم تنازلات من أجل صفقة جديدة، لكنّ إسرائيل لن تعلن وقف الحرب كجزء من الصفقة كما طلبت حماس». وأضاف نتنياهو أنه «إذا وافق على إنهاء الحرب فسيجب (عليه) التوقيع على ضمانات دولية لا يمكن انتهاكها».

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الذهب يتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في عام

    اتجهت أسعار الذهب اليوم إلى تحقيق أفضل أداء لها في عام مدعومة بالطلب على الملاذ الآمن، بينما يترقب المستثمرون مؤشرات عن تخفيضات الفائدة ...