آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » إسرائيل وتركيا تتصارعان على الوجود في سوريا

إسرائيل وتركيا تتصارعان على الوجود في سوريا

د. محمد امین علی

كلما كان وجود شيء مشروطاً بزوال شيء آخر، أصبح زوال أحدهما هدفاً للآخر. وهذا ينطبق تماماً على الصراع الحالي بين إسرائيل وتركيا في سوريا و يتوقف الأمر على وجود أو غياب أحدهما بسبب الوضع الذي نشأ بعد سقوط البعث و الأسد.

بعد هزيمة إسرائيل لحزب الله في لبنان، وسقوط الأسد في سوريا، ونهاية إيران والهلال الشيعي في هذين البلدين بالكامل، سارعت تركيا وإسرائيل إلى ملء الفراغ الإيراني في سوريا في أسرع وقت ممكن.

إن كلا البلدين، تركيا وإسرائيل، يستخدمان كل قوتهما في سوريا لتحقيق طموحاتهما القديمة، فمن ناحية تعتقد تركيا أنه بما أن سوريا كانت في السابق جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، فمن المشروع أن تجعل سوريا جزءاً من مصالحها وخاصة الأقتصاد، و بالاخص في مجال النفط والغازليس فقط داخل سوريا انما غاز في البحر المتوسط وهو ملك لسوريا ليتم ربطه بالبحر القبرصي التركي  لتوفير احتياجاتها من الطاقة، كما تريد تصدير الغاز والنفط الخليجي و العراقي إلى الأسواق الأوروبية عبر سوريا، وبالتالي تقليص اعتماد أوروبا على الغاز الروسي إلى الحد الأدنى، فإن تركيا ستكون في صراع صعب مع روسيا، وسيجعل سوريا جزءاً من ظلها، ويقرر الوضع السياسي والاقتصادي في سوريا.

وبطبيعة الحال فإن تركيا تريد استخدام السلطات السورية الجديدة، التي تتألف كلها من مجموعات إسلامية متطرفة، لمواجهة الأكراد روزاوا(كردستان سوريا) عسكرياً، حتى تتمكن من فعل ما لا تستطيع تركيا فعله ضد الأكراد روزاوا.بسبب العديد من العراقيل  وخاصة من قبل الولايات المتحدة و حلفائها, فأنها ستفعل ذلك على ايدي الجماعات الاسلامية في سوريا.

بعد فشل تركيا لتحيقيق أحلامها في السيطرة على النفط والغاز الليبي من قبل القوى الغربية وإسرائيل، استقرت في أذهان الساسة الأترك أصبحت سوريا خط دفاع لتركيا من أجل البقاء كدولة اقتصاديا ومؤسساتيا، لأن تركيا تعلم أن اسرائيل هذه المرة لن تتخلى عن هزيمة سوريا سوف يتبعها داخل تركيا حتى تتبعها هزيمة قبرص من أجل تغيير تركيا من جذورها.

من ناحية أخرى، تعتبر إسرائيل، بعد الانتصار على حزب الله اللبناني واختفاء الحكومة المركزية في سوريا وسقوط حزب البعث، أن هذه فرصة تاريخية لاستخدام كل قواتها لمنع سوريا من التعافي  التحول إلى تهديد لوجودهاو لاينبغي أن تصبح قاعدة لجميع مجموعات المعارضة الإسرائيلية كما كانت على مدى السنوات الستين الماضية.  لقد شنت إسرائيل مئات الهجمات على المنشآت العسكرية للجيش السوري ودمرت البنية التحتية الدفاعية للجيش السوري بالكامل، من الجو والبحر والصواريخ إلى تدمير قواعد ومعامل تصنيع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية لكي لاتتمكن أي قوة في مستقبل سوريا من ان تشكل تهديدا لسنوات طويلة.

بالطبع هذه بداية بالنسبة لإسرائيل، لأن إسرائيل لا تملك فقط مناطق استراتيجية في سوريا، وهي مهمة عسكرياً وأمنياً، بل أيضاً الموارد الطبيعية، وخاصة المياه، تضع على أراضيها  مثل الجولان و اكثر من ذلك.ان اسرائيل تعتبر نفسها المالك التأريخي لسوريا و جزءمن تركيا. و تركيا نفسها مالكة لسوريا بسبب الحكم العثماني في سوريا ولكن مع فارق أن تاريخ إسرائيل لا يزال قائما إن تاريخ إسرائيل أقدم بآلاف السنين من التاريخ العثماني في المنطقة، لذلك ترفض إسرائيل تماماً حق تركيا في تملك سوريا.

إن تركيا وإسرائيل متعارضتان مع بعضهما البعض في جميع المجالات التاريخية والدينية والسياسية والاقتصادية والأمنية بكل أبعادها، ولا يوجد أي منهما مستعد للتنازل للآخر كل من هذه الأنواع من الصراعات الموجودة قد تؤدي الى صراع محتدم بين البلدين في سوريا.والآن تشترك تركيا مع إسرائيل في حدودها مع عشرات الجماعات الإسلامية المتطرفة في النظام السوري الجديد، وهو ما يشكل تهديداًخطيراً لإسرائيل، لأن العديد من هذه الجماعات تتقاسم نفس الأهداف مع حماس، التي تدعو إلى اختفاء دولة إسرائيل اليهودية. ويعلن العديد من أعضاء هذه المجموعات صراحة أنهم مستعدون لمهاجمة إسرائيل وأنهم ينتظرون الأوامر فقط. كما نعلم، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تخوض إسرائيل حرباً غير آمنة مع حماس، وبعد أكثر من 15 شهراً، لم تتمكن إسرائيل من هزيمة حماس بهذه القدرة الضعيفةالتي يمتلكها. بالطبع الجواب سلبي جداً، لأن إسرائيل لا تستطيع أن تتسامح او تتحمل مع حماس أخرى من سوريا مثل حماس في غزة، لذلك قبل أن تتشكل حماس السورية وتصبح تهديداً لها، تريد إسرائيل بشكل أو آخر حسم هذه الحرب مع تركي ونتف ريش جناحها في سوريا و داخل تركيا ,تم إنشاء الجماعات الإسلامية الأفغانية,بما في ذلك بن لادن لمحاربةالذي نجح مرة أخرى .

أما بالنسبة لحماس والجماعات الإسلامية الأخرى، فإن أغلبها تم إنشاؤها من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والغربية لغرض محدد.على سبيل المثال، تم إنشاء حماس لإضعاف فتح ونجحت. كما تم إنشاؤها للإطاحة بالأسد، ولكن مع مرور الوقت انحرفت العديد من هذه الجماعات عن أهدافها لأسباب مختلفة، مثل حماس وبن لادن. ولذلك فإن إسرائيل تخشى جدياً من تجربة حماس، حيث أن العديد من هذه المجموعات التي أنشأتها ودعمتها عبر تركيا ضد الأسد، قد تتحول غداً إلى مجموعات أخرى من حماس مثل حزب الله، وتشكل تهديداً لشمال إسرائيل.

الإسرائيليون هم الأكثر خبرة في التعرف على التاريخ السياسي والاجتماعي والنفسي لشعوب الشرق الأوسط، لذلك ارتكبت تركيا خطأً، حيث تعتقد أن الإخوان والإسلاميين يجب أن يستخدموا سوريا كحديقة لمصالحها. لقد انتهى أمر الإخوان لان اسرائيل لن تكرر تجربتها مع حماس في سوريا .انه كان يتعا مل مع تركياوالإخوان الى مرحلة اسقاط اسد وانهاء الهلال الشيعي و ايران بعد ذلك مهمة الاخوان و تركيا انتهت بعد ذلك ستبدأ إسرائيل عملها الجديد، وهو توفير الأمن طويل الأمد في جميع الجوانب، وتستعد لتحديد مصادر الطاقة والمياه للسيطرة على الشرق الأوسط بأكمله وشرق البحر الأبيض المتوسط حسب خريطة إسرائيل القديمة من النيل إلى الفرات بسبب انتهاء قوة المواجهة العربية  ، والتي تعتبرها إسرائيل أراضيها وتريد الاستفادة من الفرصة التاريخية الحالية لإنشاء دولة إسرائيلية عظيمة، هناك موردان ماديان يعتبران مهمين لهذا الكيان:

أما فيما يتعلق بنهر النيل، فقد استطاعت إسرائيل الضغط على مصر ببناء السدود على نهر النيل عبر إثيوبيا لمنع أي مقاومة مقابل إسرائيل، وللتمكن من مواصلة الحياة.و بالمثل تريد إسرائيل الاستلاء على منبع نهر الفرات,الذي يقع في شمال كردستان في تركيا الحالية,وبالتالي توفير الامن المائي لدولة اسرائيل العظيمة من أجل البقاء إن السياسة الاستراتيجية لإسرائيل لتأمين مصادر المياه في الشرق الأوسط هي حرمان تركيا بشكل مباشر من ملكية نهري دجلة والفرات، العصب المهم لكلتا الدولتين وكما قال الرئيس التركي سليمان ديميريل في الفترة 1993-2000 بان العرب لديهم النفط ونحن لدينا الماءوبالتالي فإن هذا الصراع على المصالح بين إسرائيل وتركيا حول المياه سيزداد يوما بعد يوم حتى ينتهي انتصار أحدهما، ولكن فرص انتصار إسرائيل  تصبح أكبرمع تعاون العديد من الدول والأطراف الدولية والإقليمية.

ومن بين مصادر الصراع الأخرى بين تركيا وإسرائيل النفط والغاز، وطرق النقل بين الشرق الأوسط وأوروبا، وكذلك طريق الحرير بين الصين وأوروبا.

إسرائيل وتركيا في نزاع منذ فترة حول غاز البحر الأبيض المتوسط، والآن حول الغاز والنفط السوري، وكل منهما يعتبر أن من حقه استخدام هذه الموارد الطبيعية المهمة لمصالحه الخاصة. وتحاول إسرائيل وبالاعتماد على حدود المياه التركية لقبرص وبدعم من جماعات الاخوان المسلمين في سوريا والتأثير على حكومة إقليم كردستان من خلال العقد النفطي مدتها 50 سنةالحصول على حصة الأسد من هذه الثروة، وبهذه الطريقة، وباستخدام النفوذ السياسي والعسكري والجغرافي،تريد خطوط أنابيب النفط والغاز في الشرق الأوسط إلى أوروبا وطريق الحرير الصيني الأوروبي عبر تركيا،  وهو ما ترفضه اسرائيل وستستخدم صلاحياتها لتوفير مصالح اقتصادية وأمنية، لأن هذا سيتغلب على مصالح العديد من معارضي إسرائيل، وستستخدم خطوط أنابيب النفط والغاز والحريرالخاصة بها كسلاح فعال ضد أي دولة تريدها. إن إسرائيل، بفضل هذا الوضع التاريخي الجديد الذي نشأ بعد سقوط الأسد واختفاء خطر الجيوش العربية، لن تسمح لقوة منافسة مثل تركيا بأن تصبح تهديداً لها.

في خضم الصراع بين تركيا وإسرائيل على بقاء السيادة في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط للسيطرة على النفط والموارد الطبيعية الأخرى، فضلاً عن السيطرة على طرق النقل إلى الأسواق الأوروبية وان كلاهما يحتاج الى الأكراد, وكلاهما يريد وضع الأكراد تحت راية جيشه,.لأن أيا منهما لا يستطيع ان ينجح بدون الأكراد. عبر التأريخ حقق الأكراد  جزءاً كبيراً من الانتصارات التركية في الحروب، لكن نتيجة الانتصارات بالنسبة للأكراد كانت مأساوية.

والسؤال هو: هل سيستمر الأكراد في دعم الأتراك؟

لكن الجواب الصحيح يجب أن يكون أن على الأكراد حماية مصالحهم مع أي طرف له مصالح مشتركة تحت راية رغبتهم في الاستقلال، وليس أن يصبحوا ضحايا لمصالح الآخرين.

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل يقطع ترامب رأس نتنياهو؟

    نبيه البرجي   عادة ما يقطع الأميركيون رؤوس حلفائهم، باستثناء رؤوس “الاسرائيليين”، كونها الرؤوس المقدسة. لكنه الآن دونالد ترامب بشعار “أميركا المقدسة”، هل ...