أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن تنتظر «أفعالاً» وليس «أقوالاً»
ويبدو أن أوكرانيا تراجعت عن اتهاماتها لروسيا بالسعي إلى «تدمير» البلاد والتحضير لـ»غزو»، والتي ترافقت مع الحشد العسكري الروسي الذي زاد من حدّة التوتّر في منطقة دونباس. لكن موسكو ردّت بأن جنودها يقومون بـ»تدريبات» تهدف إلى التعامل مع «أعمال تهديدية» لـ»الناتو»، ومع «الاستفزازات» الآتية من كييف، مؤكدةً مراراً «عدم تهديد أيّ أحد». وفي إطار الإعلان المفاجئ الأخير، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في بيان، إن «القوات أظهرت قدرتها على ضمان الدفاع الموثوق عن البلاد. لذلك قرّرتُ إنهاء أنشطة التدقيق في المقاطعات العسكرية الجنوبية والغربية» المتاخمة لأوكرانيا، وأمر بـ»عودة القوات إلى نقاط انتشارها الدائمة» اعتباراً من اليوم الجمعة. وكان شويغو قد وصل، قبل ذلك بساعات قليلة، إلى شبه جزيرة القرم، لحضور مناورات عسكرية يشارك فيها 10 آلاف جندي وسلاح الجوّ ونحو 40 سفينة حربية وقوات الدفاع الجوّي وقوات محمولة جوّاً. وقبل إطلاق المناورات، أُجري العديد من التدريبات الأخرى في الأيام السابقة في البحر الأسود، حيث فرضت موسكو قيوداً لمدّة ستة أشهر على ملاحة السفن العسكرية والرسمية الأجنبية في ثلاث مناطق قبالة شبه الجزيرة الملحَقَة بها، ولا سيما حول شبه جزيرة كيرتش، والمنطقة الأخيرة تعدّ الأكثر حساسية لكونها قريبة من مضيق كيرتش الذي يربط البحر الأسود ببحر آزوف.
في هذا الوقت، أبدى الرئيس الروسي استعداده لاستقبال نظيره الأوكراني في موسكو للتباحث في علاقاتهما الثنائية. ولدى سؤاله عن اقتراح عقد لقاء مع زيلينسكي، على هامش لقاء مع نظيره البيلاروسي، أليكسندر لوكاشينكو، قال بوتين: «إذا كان الأمر متعلّقاً بالتحدُّث عن العلاقات الثنائية، إذاً بالطبع، نحن مستعدّون لاستقبال الرئيس الأوكراني في موسكو في أيّ وقت مناسب له». لكنه رأى أنه إذا أراد التحدُّث عن النزاع بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، فينبغي عليه «قبل كلّ شيء لقاء قادة» الجمهوريّتَين المعلنتَين من جانب واحد، وليس هو.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)