آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » إطفاء للأحقاد والثارات.. مجالس الصلح في دير الزور انطلاقة مُلفتة وآمال كبيرة

إطفاء للأحقاد والثارات.. مجالس الصلح في دير الزور انطلاقة مُلفتة وآمال كبيرة

منذ ما بعد سقوط النظام البائد أخذت قيادة محافظة دير الزور على عاتقها وعبر مجالس الصلح قضية حل الخلافات العشائرية والعائلية التي خلفت حالات قتل وثأر مُتبادلة، منها ما مرت عليها سنوات بعيدة ، وأخرى خلال السنوات الأخيرة، مع ما خلفه ذلك من قطيعة بين أطرافها، وتشكيلها لشرخ مجتمعي قابل للانفجار في أي لحظة .

إطفاء للأحقاد

شهدت فترة الأشهر السبعة الأخيرة ما بعد سقوط النظام البائد مصالحات مجتمعية عشائرية وعائلية، وشملت مناطق عدة في محافظة دير الزور، مصالحات أطفأت نيران الثأر والثأر المتبادل، كانت محطاتها في مدن البوكمال والميادين، وعدة قرى، كما في بلدة “الغبرة” وبلدة صبيخان، ومن قبل في بلدة ” سعلو ” وسواها من مناطق أرّقَ استقرارها هكذا حالات نتج عنها سفك دماء وشروخات مجتمعية ضمن البلدة الواحدة، والمدينة، وهنا آلت القيادات المحليّة وبالتنسيق مع المحافظ غسان السيد أحمد وشيوخ ووجوه العشائر على نفسها إطلاق مجالس صلح تنشط في حل هكذا خلافات والعمل على إطفاء نيرانها، الأمر الذي لاقى تعاوناً من قبل العشائر والعوائل المعنيّة، وأرخى ذلك أجواءً من الهدوء والأمل بنشر المحبة والسلام وتعزيزاً للأمن والسلم الأهلي .

حالات قتل عدة، منها ما مرت عليه سنوات طويلة، ومنها زمنه قريب، كانت نتاج خلافات وثارات، ومنها ماكان ناجماً عن قتل غير عمد، كحوادث الطرق أو عبث بسلاح أودى بحياة إنسان، وأشار عماد الجوير – شيخ عشيرة البكعان – في حديث ل” الحرية ” إلى أن ما يجري حقيقة أشبه بمعجزة، بل والتفاتة كريمة من المعنيين أسهمت بإطفاء أحقاد وثارات، وأوقفت نزيف الدماء والخوف والرعب الذي تعيشه مختلف الأطراف ممن على علاقة بمشكلة عشائرية هنا أو هناك

خطوات مُبشرة

من جانبه رئيس بلدية السّيال عماد الحسين أكد أن ما جرى ويجري على هذا الصعيد هو أمرٌ يستحق الثناء والتقدير، وإنهاء هكذا مشاكل عشائرية خلّفت ضحايا وإصابات، سواء منها القديمة أو الحديثة، هو بداية حياة جديدة، بل ويستحق أهلنا ممن ترفعوا عن الأحقاد والثارات وجلسوا للصلخ والسلام، كل ثناء وتقدير بأن طووا نهائياً خلافاتهم وما خلّفته من دماء.

وأكد الحسين أن هذه المصالحات ستنمو أكثر وأكثر لتشمل عشائر وعوائل أخرى عاشت القطيعة والخصومة، ليحل بدل ذلك السلم والمحبة .

وثمّن أحمد الفياض – أحد وجهاء قبيلة البكارة – خطوة مجالس الصلح، والتي أضفت أجواء من الرحمة والسلام، والأمل بانتهاء زمن الأحقاد والقطيعة بين الأهالي من عشائر وعوائل محافظة ديرالزور، بل وسيمتد ذلك إلى عموم مناطق الشرق والشمال الشرقي السوريين، بحكم التداخل القَبلي بينها، لافتاً إلى أن الكثير من هذه المشاكل يحتاج الصبر وطول النفس، بل ورحابة الصدر، سواء من قبل المسؤولين عن عمل مجالس الصلح أو من قبل الأهالي ذوي الشأن، حيث لمس الجميع إجماعاً على ضرورة إنهاء ما صنعه الماضي من آلام والبدء بصفحة جديدة .

هذا وأمل الكثير من الأهالي أن تكون منطقة الجزيرة على نفس النهج فهي عاشت وتعيش ذات المشاكل والخلافات المُزمنة التي شكلّت عامل فوضى واقتتال ذهبت فيه دماء بريئة، ولكون ذات التوزع العشائري يوجد على ضفتي نهر الفرات، لافتين إلى أن ما سُجّل من مصالحات جاء مُبشراً وهو ما يُمكن البناء عليه في صون السلم الأهلي وتعزيز الأمن والاستقرار .

يُشار إلى أن فكرة إنشاء مجالس الصلح وحل النزاعات والخلافات العشائرية برعاية رسميّة جاءت مع السلطة الجديدة وهي لفتة تُعزز من دور الدولة وتلاحمها مع آمال وآلام الناس، وتبني والسعي بهكذا مصالحات يُسهم في توسعها وشموليتها.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية
x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا بشرى للغزّيين: الجوع يستشرس

  يوسف فارس     كأنّ ما كان ينقص الغزّيين هو هجوم التصريحات والمواقف الأميركية والإسرائيلية التي تشي بانهيار جولة المفاوضات في الدوحة حول وقف ...