محسن سلامة
قَالَ هَلْ آمَنُكُم عَليهِ إلّا كَمَا أمِنتُكُم على أخِيهِ مِنْ قَبلُ (فَاللَّهُ خَيرٌ حَافِظاً وَهوَ أَرحَمُ الرَّاحِمِين)
فاللّهُ : الفاء فاء الفصيحة ، لأنّها أفصحت (أي بيّنت ) وكشفت عن المحذوف ، ودلّت عليه وعلى ما نشأ عنه ، و هو الفعل (فَأَمِنتُكُم)
التقدير : قال هل آمَنُكُم عليه إلّا كما أمِنتُكُم على أخِيهِ من قَبلُ ، (فَأَمِنتُكُم) فَاللَّهُ خَيرٌ حَافِظاً
الفاء الفصيحة في فاللّه دلّت على الفعل المحذوف (أمنتكم) ، فالأمان كان سبباً في قوله : اللّهُ خيرٌ حافظاً
مثال آخر لفاء الفصيحة ، سورة البقرة الآية 60 :
(اضرِبْ بِعَصاكَ الحَجَرَ ، فانفَجَرَتٍ مِنهُ اثنتَا عشرةَ عَيناً)
فانفجرت : الفاء فاء الفصيحة أفصحت عن فعل محذوف (فضرب)
التقدير : اضرب بعصاك الحجر ، (فضربَ) فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً
أفصحت هذه الفاء عن الفعل (ضرب) المحذوف ، فالضرب كان سبباً في الانبجاس ، كان موسى قد أطاع الأمر ، وضرب الحجر ، فماذا تمّ بعد ذلك ؟ الجواب : انبجست منه اثنتا عشرة عيناً
اللهُ : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة
خيرٌ : خبر مرفوع …
حافظاً : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
وهو تمييز جملة ، أي محوّل عن جملة ، محوّل عن مبتدأ ، أي أصل هذا التمييز مبتدأ
التقدير :
حفظُ اللّهِ خيرٌ ، حفظُ مبتدأ ، خيرٌ خبر
وهوَ : الواو حرف عطف ، هو ضمير رفع منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ
أرحمُ : خبر مرفوع ..
الراحمين : مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الياء لأنّه جمع مذكّر سالم
فائدة : الاسم النكرة المنصوب بعد اسم التفضيل يعرب تمييزاً ، خير اسم تفضيل (الأصل أخير على وزن أفعل حُذِفت الهمزة لكثرة الاستعمال) لذلك جاء إعراب حافظاً تمييز وقع بعد اسم تفضيل
(أخبار سوريا الوطن-1)
syriahomenews أخبار سورية الوطن
