وسائل إعلام إسرائيلية تعلق على خطاب الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، وتحلّل رسالاته ودلالاته، مشيرةً إلى أنّ “تأهّب إسرائيل في الذروة، منتظرين رد مرتقب من الحزب وإيران”، على عدواني بيروت وطهران.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال خطابه في تشييع الشهيد القائد شكر في الضاحية الجنوبية – 1 آب/أغسطس 2024 (أ ب)
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال خطابه في تشييع الشهيد القائد شكر في الضاحية الجنوبية – 1 آب/أغسطس 2024 (أ ب)
وصفت وسائل إعلام إسرائيلية خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، في تشييع القائد الجهادي الكبير الشهيد فؤاد شكر (الحاج محسن)، بأنه كان “هجومياً جداً”.
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ أهم ما جاء في الخطاب هو “حديثه عن دخول حزب الله مرحلة جديدة من القتال”، بعد أن تجاوزت “إسرائيل” الخطوط الحمر باستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأكّد أنّ السيد نصر الله “يُبقي إسرائيل في حالة توتر، من خلال تهديده الدراماتيكي بأنّ عليها أن تنتظر الرد الآتي بالتأكيد”.
ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ السيد، ومن خلال كلامه عن الهجوم على الضاحية وتأكيده على أنّه عدوان وليس رد على مجدل شمس، وإشارته إلى قتل مدنيين بينهم أطفال، “يمنح شرعية للرد الذي قد يحصل”، فيما “يمكن الاستخلاص من كلامه هذا عن شكله”، والحديث هنا عن معادلة السيد التي تثبّت أنّ “المدنيين مقابل المدنيين”.
“إسرائيل ستتلقى رداً ذا دلالة”
وفي السياق، قال محلل الشؤون العسكرية في “القناة 13” الإسرائيلية، ألون بن دافيد، تعقيباً على الخطاب: “سمعنا (السيد) نصر الله يهدد بالرد بشكل قاسٍ، ونحن نأخذ كلامه بجدية، لأنّنا نرى حزب الله يقوم بتحضيرات للحرب”.
وتابع أنّ حزب الله “لا يريد الحرب”، ولكنّه “يعلم أنّ الرد القاسي الخاص به يحتمل أن يقود إلى حرب، ولذلك يستعد لهذا السيناريو، كما يستعدون في إسرائيل في ما يخص الدفاع الجوي”.
كما أضاف بن دافيد أنّ “التقدير هو أنّ إسرائيل ستتلقى رداً ذا دلالة من حزب الله، والجيش الإسرائيلي يعدّ رده، مع قرار إسرائيلي بأنّ كل مس ذا دلالة بالداخل الإسرائيلي، العسكري أو المدني، فسيكون عليه رد إسرائيلي، أي أنّ احتمال توسع الحرب مرتفع”.
“في ذروة التأهب”
بدوره، قال معلق الشؤون العربية في “القناة 13″، حيزي سمنتوف، إنّه “يجب فهم أنّ تهديدات (السيد) نصر الله، في الخطاب، تعكس الرغبة الكبيرة بالانتقام على عمليتي الاغتيال، في ضاحية بيروت وفي طهران”.
وبحسب سمنتوف، “فإنّه يُتوقّع أن يرد حزب الله بشكل استثنائي، وأكبر ممّا اعتدنا عليه بالتصعيد في الشمال”، والمقصود بذلك هو “إطلاق طائرات من دون طيار (انقضاضية)، وصواريخ، إلى عمق أكبر في إسرائيل”.
وأشار إلى أنّ “إيران تخطط كما حصل في السابق لإطلاق صواريخ وطائرات مُسيرة. وفي حال حصل ذلك، فقد يكون بمشاركة اليمنيين، وأيضاً العراق وسوريا، الذين يشعرون أن لديهم إمكانية أن يفعلوا أكثر من السابق، وهذا التحدي الكبير لإسرائيل”.
من جانبه، قال محلل الشؤون العسكرية في قناة “كان”، روعي شارون، إنّ “المؤسسة الأمنية والعسكرية في ذورة التأهب في كل الساحات”.
وأضاف شارون: “لقد سمعنا (السيد) نصر الله، وسمعنا تهديدات (السيد) علي خامنئي، الواضح منها أنّه سيكون هناك رد”.
يأتي ذلك في ظل حالة الهلع التي يعيشها كيان الاحتلال الإسرائيلي، وترقبه للرد من إيران على العدوان الذي استهدف هنية خلال تواجده في طهران، بالإضافة إلى رد من لبنان على اغتيال القائد فؤاد شكر في عدوان استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت.
ورجّحت مصادر إسرائيلية لموقع قناة “مكان” أن تقوم إيران بإطلاق صواريخ باليستية ومسيّرات مفخخة على قواعد “للجيش” الإسرائيلي.
وتوقعت مصادر القناة الإسرائيلية، أن يكون الرد الإيراني خلال أيام قليلة، وربما نهاية الأسبوع الجاري.
وكان قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، قد أكّد أنّ بلاده ستردّ على اغتيال هنية، مشدّداً على أنّ الثأر لدماء الشهيد “من واجب إيران، لأنّه استُشهد في أرضنا”.
وفي لبنان، أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أنّ المقاومة ستردّ على اغتيال الاحتلال القائدَ شكر، وعلى اعتدائه على الضاحية الجنوبية لبيروت، مشيراً إلى “أن لا نقاش في هذا، ولا جدل”، وأنّ “الردّ سيكون حقيقياً ومدروساً جداً، وليس رداً شكلياً”.
وشدد السيد نصر الله، في كلمته التي ألقاها في ختام مراسم تشييع الشهيد شكر، على “أنّنا في معركة مفتوحة في كل الجبهات، ودخلت مرحلةً جديدة”.
سيرياهوم نيوز١_الميادين