قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إن حادثة إطلاق النار على الحدود المصرية الفلسطينية، هجوم مخطط له من قبل الشرطي المصري، “الذي الذي دخل “إسرائيل” على ما يبدو عبر ثغرة معروفة في السياج، استخدمها كنقطة ضعف أتاحت له الاقتراب الشديد من موقع الجيش الإسرائيلي وفتح النار من مسافة قريبة جداً”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “الجيش يعاني من فشل جسيم وخطير في منع التسلل إلى الداخل، والطريقة التي كان من المفترض أن يكون عبرها جاهزاً للتعامل مع الهجوم المفاجئ”.
وتابعت أنه “في هذا الهجوم الخطير، لم يقتصر الأمر على حسم المسألة من قبل الجندي المصري، بل إن مفهوم الدفاع بأكمله فشل أيضاً في الاختبار الحقيقي”.
وبحسب الصحيفة، يتبين أن طلقات الشرطي المصري على المقاتلين في الساعات الأولى من الصباح سمعت في القطاع، لكن تم التعامل معها على أنها رصاصات روتينية في العمق المصري، بالإضافة إلى العلاقة بين إطلاق النار الذي سُمع والموقع المعزول الذي لم يستجب للاتصالات، وجاء متأخراً لساعات.
وأشارت إلى أنّ ما حدث على الحدود يظهر أهمية المحافظة على الكفاءة التشغيلية واليقظة والاستعداد لحدث غير عادي قد يحصل، لافتةً إلى أنّ ما جرى يتطلب تحقيقاً شاملاً ومتعمقاً للغاية.
ووفق “معاريف” فإن خطة الشرطي المصري التي نجحت بالرغم من بساطتها، بينت انهيار منظومة الدفاع لجيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع تماماً، وتسببت بنتائج “مؤلمة”.
واختتمت تقريرها في أنّ “هذا الهجوم بالذات يتطلب من الجيش الإسرائيلي فحصاً شاملاً لمفهوم الحماية على طول الحدود مع مصر، وخاصة في المناطق المأهولة بالسكان مثل فتحة نيتسانا، على سبيل المثال”.
القوات البرية الإسرائيلية “مهملة”
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ على “إسرائيل” مراجعة نفسها فيما يتعلق بـ”الجيش” البري، وجهوزيته، وذلك في إثر حادثة إطلاق النار على الحدود الفلسطينية المصرية.
ووفق ما قاله يوسي يهوشع معلق عسكري في “يديعوت أحرونوت”، إنّه “قبل الحديث عن هجوم على إيران، من المهم فحص ما يحدث مع الجيش البري المهمل”.
وتابع يهوشع أنّ “إسرائيل وقعت في حب الاستخبارات وسلاح الجو، وأهملت قواتها البرية”.
وأضاف أنّه “في يوم ما سيتلاقى مقاتلو الجيش الإسرائيلي مع قوات الرضوان في لبنان”، لافتاً إلى أنّ “في مقابل الهزيمة المدوية له أمام شرطي مصري، يجب على الجيش الإسرائيلي إجراء فحص لجهوزيته وتغيير الأولويات”.
وكان محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عاموس هرئِل، قال إن “نيران الشرطي المصري، التي قُتل فيها ثلاثة جنود، ستفرض على الجيش الإسرائيلي استبيان ما إذا حدث تغييرٌ نحو الأسوأ في القطاع، ما سيتطلبه من انتشار قوات مختلفة، وتخصيص موارد إضافية وتحسين القدرات الاستخبارية”.
وأضاف أنّ “الحادثة ستفرض تحقيقاً عسكرياً معمّقاً، سواء لتحديد مكامن الخلل التي مكّنت المخرب من التسلل، أو لإعادة فحص عقيدة الدفاع على طول الحدود، التي سادها الهدوء النسبي ووضعها في أسفل سُلّم أولويات الجيش الإسرائيلي، في تخصيص موارد وقوات”.
بدوره، محلل الشؤون العسكرية في”لقناة 12″ الإسرائيلية، نير دفوري، قال إن “الحادثة القاسية في الجنوب تدلل على ضعفٍ في الجهوزية العملياتية على الأرض، وتثير أسئلة حيال الاستعداد المستقبلي في ساحة التهريب من سيناء”.
وصباح أمس السبـت، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ “شرطياً مصرياً قتل 3 جنود إسرائيليين، وجرح رابعاً، قبل أن يُقتَل”.
وذكرت قناة “كان” الإسرائيلية أنّه تمّ اكتشاف مقتل الجنديَّين في مركز الحراسة، بعد مرور ساعات على العملية، وحتى قبل أن يعرف جيش الاحتلال الإسرائيلي التفاصيل الكاملة لها، بينما قُتل جندي ثالث خلال الاشتباك مع الشرطي المصري ذاته.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين