إعلام عبري: إسرائيل تمرّ بمرحلة “فقدان سيطرة خطيرة” والأجهزة الأمنية مُفككة بعد صدمة 7 أكتوبر والكارثة مسألة وقت

كشفت صحيفة “معاريف” عن تقييم قدّمه المحلل العسكري أفي أشكنازي، يؤكد فيه أن “إسرائيل تمرّ بمرحلة فقدان سيطرة خطيرة”، وأن عمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود باتت انعكاسًا مباشرًا لـ ضعف الأجهزة الأمنية وتفككها الداخلي بعد صدمة السابع من أكتوبر.

ويشير أشكنازي، إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعيش حالة انهيار متدرّج، تتجسّد في عدم تنفيذ التعليمات، انتشار ثقافة الكذب وإخفاء الحقائق، واستقالة الكفاءات المهنية التي ترفض العمل في “بيئة مريضة تعاني إفلاسًا مهنيًا وأخلاقيًا”. ويؤدي هذا النزيف البشري، وفقًا له، إلى استبدال الخبراء بعناصر أقل مهنية، ما يضعف قدرة الجيش على مواجهة التحديات المتسارعة.

ويؤكد أن إسرائيل يمكنها شراء أحدث الطائرات والسفن والقدرات التكنولوجية، لكنها لن تحافظ على تفوقها العسكري دون وجود كادر بشري مؤهل يلتزم بالقيم والمبادئ المهنية، وفق “شهاب”.

وتزامن هذا التراجع، بحسب التقرير، مع تصاعد ظاهرة “الإرهاب” اليهودي، ففي الوقت الذي عقد فيه نتنياهو جلسة للكابينت للبحث عن حلول، نفّذ “شبان التلال” اعتداءات جديدة في بلدة حوارة، خلّفت دمارًا واسعًا قبل انسحابهم.

كما حذّر أشكنازي من أن عمليات تهريب الأسلحة “لا تُغرق إسرائيل بالأسلحة فحسب، بل تكشف زيف رواية الجيش والشرطة القائلة إن الأسلحة تنتهي بيد عصابات الإجرام”. مؤكّدًا أن بعضها قد يستخدم ضد إسرائيل لاحقًا. ويستدلّ على ذلك بما حدث في 7 أكتوبر حين تمكن مقاتلون “ينتعلون الصنادل”، وفق تعبيره،  من إلحاق هزيمة بوحدة عسكرية كاملة داخل الحدود.

كما تعيش مناطق مختلفة في الداخل حالة فوضى، بحسب المحلل العسكري، فإن سكان الشمال يدفعون أموال حماية للعصابات، ويفرض بدو النقب السيطرة على الطرق، فيما يمارس المستوطنون إرهابًا بلغ “نقطة اللاعودة”.

ويضيف أشكنازي أن معطيات العنف والقتل تُظهر أن “الأمور خرجت عن السيطرة بالكامل”، داعيًا قادة المستوى السياسي والعسكري إلى مواجهة الواقع بدل الانشغال بـ “معارك الأنا” داخل غرف القيادة.

كما ويحذر من تصاعد الإرهاب اليهودي في الضفة الغربية، مؤكدًا أن تهريب الأسلحة ليس مجرد نشاط إجرامي، بل جزء من “أزمة بنيوية عميقة تضرب الأمن الإسرائيلي من الداخل”.