دعا وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت من وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الى “القبول الكامل” بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة.
وأفادت الخزانة الأميركية في بيان، بأن بيسنت التقى سموتريتش في واشنطن الإثنين، وعقد معه “اجتماعا نادرا”. وشدد خلال اللقاء على تشجيع تبنّي اتفاق السلام في غزة.
وبحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، يسلّط البيان الأميركي الضوء على “استياء واشنطن” من معارضة سموتريتش للجهود الأميركية لوقف حرب غزة.
قلق داخل الإدارة الأميركية
وكشف مسؤولون أميركيون أن استراتيجية الولايات المتحدة الآن تتركز على محاولة منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من استئناف القتال في قطاع غزة، مع تزايد القلق داخل الإدارة الأميركية من احتمال إبطال نتنياهو لاتفاق وقف النار.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز”، عن مسؤول أميركي قوله إن الرئيس ترامب يعتقد أن قادة حماس مستعدون لمواصلة التفاوض بحسن نية.
وكان سموتريتش واحدا من العديد من الوزراء اليمينيين المتطرفين الذين صوتوا ضد الموافقة على المرحلة الأولى من خطة ترامب، التي تشمل وقف إطلاق النار، وانسحابا إسرائيليا محدودا من غزة، وتبادلا للأسرى.
وأعرب سموتريتش عن معارضته للإفراج عن ما يقرب من ألفي أسير فلسطيني مقابل الرهائن المتبقين، بينما جادل أيضا بأن الصفقة “تترك حماس في السلطة”.
وشنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية على ما وصفه بـ”أهداف لحماس”، قبل أن يعلن استئناف وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الولايات المتحدة بعد ساعات قليلة من منشور سموتريتش.
وأفاد مكتب بيسنت أنه استغل اجتماعه مع سموتريتش لـ”إعادة تأكيد العلاقات القوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.
كما جاء في البيان الأميركي أن بيسنت “أكد أيضا على أهمية العودة التاريخية للرهائن، وأشار إلى الإمكانات الكبيرة لتوسيع نطاق الاتفاقات الإبراهيمية”.
ترامب يمنح حماس “فرصة صغيرة”
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال إنّه سيمنح حركة حماس ”فرصة صغيرة” لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مهدداً في الوقت نفسه بالقضاء عليها إذا لم تلتزم بالاتفاق الذي رعته واشنطن.
وأضاف ترامب للصحافيين في البيت الأبيض خلال استقباله رئيس الوزراء الأسترالي أن الاتفاق “يضمن أن يكون سلوكهم جيداً جداً، وإن لم يفعلوا، سنقضي عليهم. إذا اضطررنا لذلك، فسيتم القضاء عليهم”، لافتا الى أنه “سيتم القضاء عليهم وهم يدركون ذلك”.
وأوضح ترامب أن القوات الأميركية لن تشارك في القتال ضد حماس، وأن عشرات الدول التي وافقت على الانضمام إلى قوة دولية لحفظ الاستقرار في غزة “سيسرّها التدخل”. وأشار إلى أن إسرائيل ستكون جاهزة للتدخل إذا طُلب منها ذلك، لكنه قال إنه لم يُطلب ذلك حتى الآن، معرباً عن أمله في “عنف أقل” خلال المرحلة الراهنة.
وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية الإثنين، إن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو امتنعت عن التصعيد في قطاع غزة رغم مقتل جنديين، بسبب ما وصفته بـ”الضغوط الأميركية”، وتفاديًا لإفشال خطة السلام التي يقودها الرئيس الأميركي، إلى جانب جهود استعادة جثث محتجزين إسرائيليين من القطاع.
وأوضحت الصحيفة في تحليل سياسي أن حكومة نتنياهو أقرّت ضمنيا، بأنها واقعة “بين المطرقة والسندان”، حيث لم يكن بوسعها التغاضي عن مقتل الجنديين يانيف كولا وإيتي يعافيت، لكنّها من جهة أخرى خشيت على المسار السياسي الهش الذي يفترض أن يضمن استمرار تطبيق خطة ترامب.
أضافت أن المستوى السياسي الإسرائيلي حاول التوازن عبر تنفيذ عمليات محدودة تهدف إلى إرسال رسالة تهديد لحركة حماس والفصائل الأخرى في غزة دون الدخول في تصعيد واسع، تمثلت في قصف نفق كبير احتُجز فيه إسرائيليون في وقت سابق، وإطلاق النار على مسلحين فلسطينيين، والتلويح – دون تأكيد – بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وذكرت الصحيفة أن وزراء في الحكومة ضغطوا باتجاه التصعيد، على رأسهم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي كتب على منصة ”إكس”: “حرب!”، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي دعا نتنياهو إلى “استئناف القتال الكامل بكل قوة”، فيما اعتبرت الوزيرة أوريت ستروك أن هجوم حماس الأخير “إعلان صريح بعدم وجود اتفاق”.
وبحسب “هآرتس”، فإن إسرائيل كانت لديها أسباب إضافية لعدم التصعيد، أبرزها الخشية من إفشال العملية الجارية بصعوبة لاستعادة جثث المحتجزين، حيث تسير العملية ببطء منذ الأسبوع الماضي، إضافة إلى إعلان حركة حماس أنها لم تكن طرفًا في الهجوم الذي أدى إلى مقتل الجنديين في رفح، واتهامها لإسرائيل بارتكاب خروقات متكررة للاتفاق.
ومن بين الدوافع التي أثّرت على قرار نتنياهو، تضيف الصحيفة، الزيارة المرتقبة هذا الأسبوع لنائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس إلى إسرائيل، حيث سعت الحكومة إلى تجنّب إحراجه، لا سيّما أنه يأتي للتحقق من استمرار تنفيذ الخطة الأميركية.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار