آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » إلا الدواء ..!!

إلا الدواء ..!!

       ▪عبد اللطيف يونس
يبدو أن( تسونامي) الأسعار وانفلاتها لم يقتصر على الأسواق، بل امتد ليشمل الدواء الذي ظل حتى وقت قريب يسير على إيقاع وزارة الصحة وضمن الحدود المقبولة ، إلا أن حمّى ارتفاع الأسعار والطمع والجشع ومحاباة المخالفين سواء من شركات أدوية أو صيادلة أدت إلى الاحتكار وتلاعب بالأسعار وصدور نشرات أسعار غير منطقية، وبالتالي نشوء حالة من العجز لدى الكثير من المواطنين عن شراء أدويتهم الضرورية وتعريض صحتهم وحياتهم للخطر .
 إن المتابع لسوق الدواء يلاحظ أن نسبة ارتفاعه تراوحت بين 500-300% لأول مرة، ومن أبرز مظاهر الانفلات والفوضى قيام معظم الصيادلة بشطب الأسعار المطبوعة على علب الدواء وكتابة أسعاره بخط اليد بشكل مزاجي، وكذلك قيام عدد من الصيدليات بالإغلاق لعدة أيام طمعاً وانتظاراً لارتفاع أسعاره مجدداً، وامتناع البعض منهم عن البيع بحجة عدم وجود الدواء المطلوب أو البيع بالظرف الواحد لعدم وجود كميات كافية حسب ادعاء الصيادلة بينما الواقع هو تحقيق ربح أكبر واحتكار .
إن قراءة متأنية لواقع صناعة الدواء تظهر لنا بوضوح أن الحكومة تدعم صناعة الدواء من خلال التسهيلات المقدمة بإقامة شركات ومعامل الأدوية، كما أنها تقوم بتمويل مستورداتها من المواد الأولية للدواء بسعر الصرف النظامي للقطع الأجنبي، وهي أيضاً تسمح بتصدير الدواء إلى الأسواق الخارجية وإن تغير سعر الصرف من 700ليرة إلى 1250ليرة أي بنسبة 80 % ليس مبرراً لرفع الأسعار بنسبة 500-300% ، وهذا يعني منح شركات الأدوية ربحاً يتجاوز 200% وهي أسعار غير منطقية وتحابي أصحاب شركات الأدوية على حساب المواطن وصحته ، وفيما يتعلق بممارسات الصيادلة الخاطئة فإن شطب السعر وكتابة سعر جديد مخالف للقانون، إذ إنه عندما تم تسعير الدواء حينها تم احتساب التكاليف ونسبة الربح وبالتالي فإن كتابة سعر جديد هو مخالفة وجشع. وحول ادعاء الصيدلي بأنه سيشتري دواءً بسعر مرتفع بدلاً عنه نقول: المواطن ليس شريكاً معك بالربح والخسارة كما أن منطق التجارة بالعالم ربح وخسارة وليس الربح فقط، ونسأل الصيدلي أيضاً ماذا لو انخفضت الأسعار هل ستشطب التسعيرة المرتفعة؟ كما أن إغلاق بعض الصيادلة لأيام دون موافقة أو امتناع عن بيع صنف معين هو احتكار واستغلال .
 أخيراً إن التلاعب بسعر الدواء وارتفاع أسعاره دون مبرر منطقي سيؤدي إلى تهديد صحة وسلامة المواطن بالخطر، وهذا سينعكس على الجميع والمجتمع بكل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية وغيرها
(سيرياهوم نيوز-الفداء28-7-2020)
x

‎قد يُعجبك أيضاً

آن الآوان لتعديل قانون الانتخابات؟

  علي عبود للمرة الأولى يفعلها مجلس الشعب ويقترح فقدان عضوية ثلاثة فائزين بالدور التشريعي الرابع لفقدانهم أحد شروط العضوية في المجلس، وهو حملهم لجنسية ...