أحمد يوسف داود
بِتُّ الآنَ لاأعتَقِدُ أَنّ أَيّاً منَ الوُعودِ التي يعدُ بِها أيٌّ منَ المَسؤولينَ الإجرائيِّينَ عِندَنا – إلّا مانَدَرْ – قد نَجدُ شَيئاً مِنها مُبَرّأً منَ الكَذِبِ الجَميلْ، أَوْ بالأَحرى: منَ الإِهْمالِ المُتَعَمَّدِ لِكلِّ ماهوَ حقٌّ علَيهِ تِجاهَ مَجموعِ مَنْ هُمْ أَصحابُ ذلكَ الحَقّْ!.
خُذوا مَثلاً أَيَّ وَعدٍ من وُعودِ (أيِّ مَسؤولٍ ما/تَقريباً) حَولَ أيّةِ مُشكِلةٍ قد تُفيدُ فِئةً ما – لاعلى التّعيِينِ – منْ فِئاتِ الشَّعبِ الفَقيرَةِ عُموماً، وراقِبوا أَمرَ التَنفيذِ لتِلكَ الوُعودْ: إنّكمْ، بالتأكيد، لن تجِدوا – إِنْ وَجدتُمْ شَيئاً!. – غَيرَ ماهو مَنسيٌّ، أَو مُتَناسىً، في أَضابيرَ يَعلوها غُبارُ الأَدراجْ، لأَنَّها قد ماتَتْ (بِداءِ النِّسيانِ المُتَعمَّدِ لأَمرِها) مُنذُ أَنْ تَمَّ تَقديمُها، أوْ إِبلاغُها (لِلجِهةِ المَعنيَّةِ!.) حَيثُ جَرى (مَوتُها قَتلاً) بِلا أَيِّ أَملٍ بالقِيامَةْ!.
إنَّ هذا وما يُماثِلُهُ هو لَونٌ منْ أَلوانِ ما تُواجِهُهُ الغالِبيَّةُ التي جَرى أَمرُ إِفْقارِها إلى حَدِّ الإدْقاعْ، وإن بَحثتُم عنِ الحَقيقَةِ فإنّكمْ سوفَ تَجدون – عُموماً، لاكُلّيّاً! – ماقد سَبَق، دونَ أيِّ اهتِمامٍ أَوْ مُساءَلةٍ للذّاتِ عندَ مَنْ سَبقَتِ الإِشارةُ إلَيهِم من (رُعاةٍ!): جُلُّ مايُريدونَهُ هوَ (قَتْلُ!) القَضايا عُموماً إذا كانَتْ تَخُصُّ من (لايَدفَعونَ المَطلوبَ) الكافي لانْتِشالِ قَضاياهٌم منَ النِّسيانْ!.
أَهو تَرهُّلٌ إداريٌّ فَقَطْ؟!. لا!.. إنّهُ أَمرٌ ذو صِلَةٍ بالِغةِ القَوّةِ بِقَضِيَّةِ (دَفعِ المَعلومْ أَوّلاً) كي يَتمَّ إيقاظُ القَضايا، وإتْمامُ أَمرِ كلٍّ مِنْها بَعدَ إِظهارِها ودَفعِها (إلى دائِرةِ النّورْ)!.
وعَلَيهْ: إِنْ ظَلَّ مَسارُ الأُمورِ الإجْرائيّةُ العامّةُ هكذا، أَليسَ منْ حقِّ المُواطنينَ أنْ يَتَساءَلوا، أَو أَنْ يَسألوا بِقُوّةٍ، وبِِكَثيرٍ منَ الغَيظِ أَوْ مِنَ الغَضَبِ شِبهِ المُعلَنِ، أوِ المُعلَنْ:
– في النِّهايَةِ، أيُّها السّادَةْ، إلى أَيِّ جَحيمٍ – بَعدَ هذا كُلِّهِ – نَحنُ ذاهِبونْ؟!.
حتى الآنَ: لاأَحدَ تَقريباً قد يُجيبْ، كأَنّ أَمرَ (المُستَقبِلِ) هوَ أَمرٌ لايَخِصُّ إلّا القِلَّةَ مِمّنْ لَيسَ في مَقدورِهِم إلَّا الصُّراخُ اللَّطيفْ!.
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)