أحمد يوسف داود
يَلبَسُ السيّدْ جو بايدنْ رئيس أَميركا جِلدَ الثَّعلبِ حينَ يَسمَعُ بِمَقتلِ طِفلٍ في إحدى الوِلاياتِ المُتّحِدةِ عُمرُهُ ستُّ سنواتٍ فَقَطْ لِمُجرَّدِ أنّهُ فِلَسطينيّْ.. فيَتَباكى عَليهِ ويعلنُ وزوجَتَهُ الحِدادَ الكاذبَ على مَقتَلِهْ، ولَكنّهُ يُرسِلُ أَعتَى أُسطولٍ حَربيٍّ لدى الولاياتِ المُتَّحدَّةِ إلى البَحرِ الأَبيَضِ المُتوسِّطِ كي يُساهِمَ في إِبادةِ كلِّ الفِلسطينيّينَ في غزَّةَ وفي بَقيّةِ فِلَسطينَ إنْ أَمكنَهُ ذلكَ باعتبارِهِ رَئيسَ أكبرِ دَولةٍ ذِئبِيَّةٍ في العالَمْ!.
ولكنَّ كلا الأمرَينِ لَيسَ مِمّا يُمكِنُهُ أنْ يَمنَعَ دَولتَهُ التّي أسّستْها تلك الحُثالةُ منْ أَتْباعِ الفَرنْسيِّ كالفين تِلميذِ مارتِنْ لوثِرْ، بَعدَ أَنْ طُرِدوا من إنكلترا إلى هولاندا، ومِنها هاجَروا إِلى ماسَتُسمّى الولاياتُ المُتّحدَة، حَيثُ أَبادوا غالبيّةَ سُكّانِها منَ الهُنودِ الحُمرِ بالسِّلاحِ أو بالخِدعَةِ بتَوزيعِ الأغطِيةِ أو بالسِّلاحِ النّاريّْ، ثمَّ أَجبَروا من بَقيَ مِنْهم أحْياءً على أًنْ يُقيموا في مَحمِيَّةٍ مَعزولةٍ.. إلى آخِرِ مايُمكِنُ ذِكرُهُ من مخازٍ ليس آخرَها قصفُ هيروشيما وناغازاكي بأولى القَنابلِ الذَّرّيَّةِ التي دَفَعَ اليابانَ عَددُ ضحاياها الهائِلُ إلى إعلانِ الاستِسلامْ!.
ومُنذُ ذلك الحينِ صارَتْ هذِهِ الولاياتُ المُتّحِدَةُ أقربَ إِلى أَنْ تَكونَ وَحدَها المُتَحَكِّمةَ في أَقدارِ العالَمِ لَولا هَزيمتُها في فييتْنامْ، ولَولا وُجودُ الاتّحادِ السُّوفييتي الذي انْهارَ مَعَ بِداياتِ العِقدِ الأخيرِ منَ القَرنِ العِشرينْ، حيثُ ظلتْ روسيا والصّينُ أَن تبنيَ كلٌّ مِنْهُما قوةً مُتَجدِّدَةً، وأَنْ يَبدأا معاً تَحالفاً جَديداً، قد يَكونُ أَكثرَ قُوّةً من الولاياتِ المُتَّحِدةْ، وأَكثَرَ قدرةً على فَرضِ الاحترامِ العامِّ لِلجِنسِ البَشريِّ إِجمالاً!.
ورَغمَ أَنَّ كلا البَلدَينِ لَهُ علاقاتٌ دِبلوماسِيّةٌ معَ إسرائيلْ، فَهُما يتفَهَّمانِ الحُقوقَ المَشروعَةَ للشَّعبِ الفِلسطينيّْ، كما إِنَّهما لن يُجيزا لأَميريكا أَنْ تَحصلَ على مَكاسِبَ من وَراءِ حَشدِها لأَهمِّ مافي تِرسانَتِها منْ أسلِحةٍ حَشداً هَدفُهُ مُدانٌ رَغمَ أَنّهُ نوعٌ منَ الاستِعراضِ الذي لايخفى غَباؤهُ وانعِدامُ جَدواهُ أَمامَ توغُّلِ أبْطالِ غَزّةَ تَوغُّلاً كَشفَ مدى انعدامِ قُدرةِ (إِسرائيلَ) على أَنْ تؤثِّرَ تأثيراً ذا قيمَةٍ أَمامَ بَسالةِ مُقاتِلي غزّةَ في عَمَليتِهمُ التي كَشَفتِ الكثيرَ لِلعالَمِ حَولَ التّبجُّحِ الفَضفاضِ للدولَةِ التي اغتَصبَتْ أَرْضَهُمْ، وشرّدتْ منها غالبيَّةَ أهلِها وسُكانِها الذينَ هُم أَصحابُها قبلَ (وَعدِ بِلفورَ التافِهِ) بما يُقاربُ الخَمسَةَ آلافِ عامْ!.
وخِتاماً، نَقولُ للمستر بايدن وشُرُكاهْ:
مُشكِلتُكمْ عويصةٌ أيُّها العَجوزُ الخَرِفُ، ورُبَّما لاجَدوى لَكمْ من إرسالِ أَسلحتِكم كلِّها إِلى حَيثُ وَصلَتْ أهمُّ قِطعِ أَساطيلِكم الحَربيَّةْ، لأنّ إرْسالَها لن يُفيدَ إِسرائيلَ بالكثيرْ، وإنْ لَم تصدِّقوا فتَذكَّروا مافَعلَهُ البَطلُ السُّوريُّ جول جمّالْ حينَما هاجمت أُمُّكُم انكلترا مِصرْ في اوائل الخَمسينيّات، فرُبَّما ترتدِعونْ!.
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)