آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » إلى جانب من يقف الشتاء في حرب أوكرانيا؟ (2-2)

إلى جانب من يقف الشتاء في حرب أوكرانيا؟ (2-2)

علي فواز

 

قد يحمل هذا الشتاء مؤشرات واضحة تبدّد ضبابية المشهد وتجلّي مسار الصراع في أوكرانيا واتجاهاته. لمن ستكون الغلبة في النهاية؟ ومن سيستطيع الصمود أكثر؟

 

واثقة تبدو التصريحات الروسية عن مآلات الحرب الدائرة في أوكرانيا. على الرغم من العثرات العسكرية، فإن ساحة الحرب الفعلية لا تنحصر في الميدان العسكري. أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أيام أنّ الغرب سيشهد قريباً “انخفاضاً خطراً في قدرته على توجيه الاقتصاد العالمي. حينها، سيتعيّن عليه التفاوض، بصرف النظر عن رغبته في ذلك من عدمها”. سبق ذلك تصريح لافروف بأنَّ قدرة الغرب على قيادة الاقتصاد العالمي تتقلص بشكل كبير، ما سيضطره في نهاية المطاف إلى التفاوض مع روسيا “شاء ذلك أم أبى”.

 

الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي حالياً دميتري ميدفيديف تجاوز ذلك في توقعاته لعام 2023. تؤكد تصريحات المسؤولين الروس عموماً مسألة جوهرية تتعلق بالبعد الاقتصادي للصراع. يتضافر الشتاء مع هذا البعد، فينعكس بشكل حسّي ومباشر على حياة الأوكرانيين والأوروبيين. ينبّه مدفيديف الغرب إلى أنه “سيتجمّد هذا الشتاء نتيجة دخوله في معركة غير متكافئة مع الدب الروسي وثلوج الشتاء القاهرة”.

 

الحرب الاقتصادية المفروضة على روسيا عبر آليات متعددة تشمل حظر الغاز وتسقيف سعر النفط وفرض عقوبات، لا يبدو أنها تقلّل إيرادات روسيا بالقدر الكافي الذي يعوّل عليه الغرب، لكن في المقابل تدفع الشعوب الغربية، والأوروبية خصوصاً، تكلفة مضاعفة، فيما تعاني أوروبا أسوأ أزمة اقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية.

 

وفيما يميل بعض الخبراء الغربيين إلى الحديث عن مرحلة عدم يقين في ما يتعلق بالأسواق، فإنَّ هذا الشتاء قد يحمل مؤشرات واضحة تبدّد ضبابية المشهد وتجلّي مسار الصراع واتجاهاته، وربما تحصل مفاجأة تقلب المشهد كلياً.

سباق المسافات الطويلة.. من يتعب أولاً؟

لا شكّ في أنَّ جانباً من الحرب التي تشبه الحرب على سوريا، لكن بنسخة جديدة، من حيث تعدّد اللاعبين وهُويتهم، ومن حيث انعكاساتها على النظام الدولي وعلى موقع الهيمنة فيه، ينطوي على رهانات على من يتعب أولاً، ومن يتحمل كلفة أعلى في استمرار الحرب أو دعمها، في ما يشبه سباق المسافات الطويلة.

 

من هذا المنطلق، كتب المدير العام للمجلس الروسي للعلاقات الدولية، أندريه كورتينوف، مقالاً يتحدث فيه عن احتمال تحول الأنظار في الولايات المتحدة الأميركية مع مرور الوقت نحو مواجهة الصين وتراجع الدعم الأميركي لأوكرانيا، مفصلاً أسباب حصول ذلك.

 

من هذا المنظور أيضاً، يمكن معاينة نتائج الضربات الروسية التي استهدفت البنى التحتية الأوكرانية وشبكات الطاقة والكهرباء على دفعات. يبرهن مثل هذه الضربات على أن الطرف الروسي ما زال يحتفظ بمجموعة من الأدوات الخشنة القادرة على تدفيع خصومه أثماناً باهظة، من دون أن يلغي ذلك وجود خيارات لدى الطرف الآخر من شأنها إحراج موسكو، لكنها تبقى مرهونة بحسابات أخرى.

 

الخطوط الحمر الروسية

حتى الآن، امتنع أصدقاء السلطة الأوكرانية عن تزويدها بأسلحة هجومية نوعية تطال عمق الأراضي الروسية ومنشآتها الحيوية، إذا ما استثينا بعض الضربات والعمليات الخاصة التي تزداد وتيرتها مع الوقت، مثل محاولة استهداف قاعدة “أنغلز” العسكرية بواسطة مسيّرات قبل أيام، في هجوم هو الثاني في غضون شهر، علماً بأنّ “أنغلز” هي القاعدة الرئيسية للقاذفات الإستراتيجية الروسية.

 

من شأن الإقدام على مثل هذه الخطوات أن يرفع وتيرة الصراع إلى مستوى أكثر خطورة، ويستجلب رداً روسياً أعلى. كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد حذّر في تموز/يوليو الماضي من أنه “إذا قام الغرب بتزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى، فإنّ الأهداف الجغرافية للعملية الخاصة في أوكرانيا ستتحرك إلى ما هو أبعد من أهدافها الحالية”. قبلها بنحو شهر، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحذر من تلقي كييف صواريخ بعيدة المدى، ويقول إنّ روسيا ستتحرك وتضرب مواقع كانت خارج دائرة الاستهداف.

 

لذلك، يبقى هذا الأمر مرهوناً إلى حد كبير بمستوى الدعم العسكري والتقني المقدم للجانب الأوكراني ونوعه، ومدى استعداد الجانب الأميركي لتخطي مستوى الدعم الحالي والاقتراب من الخطوط الحمر الروسية أو تجاوزها، في ظل تفاوت التصريحات الأميركية بين التصعيد والتهدئة في فترات سابقة، وتناقضها أحياناً.

على سبيل المثال، صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بداية شهر كانون الأول/ديسمبر أنّ الرئيس الأميركي يريد “تجنّب تصعيد الصراع في أوكرانيا”، وأنه على العكس من ذلك يريد إنهاءه. تتساوق مع هذه اللهجة تصريحات لوزارة الدفاع الأميركية أُطلقت نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر حول إنشاء قنوات اتصال بين الولايات المتحدة وروسيا، هدفها، بحسب الوزارة، “مناقشة القضايا الأمنية الحرجة مع موسكو في حالات الطوارئ لمنع الحسابات الخاطئة والحوادث العسكرية والتصعيد”.

 

ويأتي في هذا الإطار أيضاً تصريح مسؤولين أميركيين لصحيفة “وول ستريت جورنال” بأنّ الولايات المتحدة عدّلت سراً قاذفات صواريخ “هيمارس” المتطوّرة التي قدمتها لأوكرانيا، حتى يتعذّر استخدامها في إطلاق صواريخ بعيدة المدى على روسيا.

 

على العكس من ذلك تأتي تصريحات أميركية حديثة عن عزم واشنطن على تزويد أوكرانيا بصواريخ باتريوت للدفاع الجوي، علماً أنها انكفأت سابقاً عن هذه الخطوة، متعلّلة بوجود التزام في حلف شمال الأطلسي بحصر منظومة باتريوت في دوله الأعضاء، ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين أميركيين أن إدارة بايدن تخطط لتزويد أوكرانيا بمعدات إلكترونية قادرة على تحويل الذخائر الجوية غير الموجهة إلى قنابل ذكية.

 

اقرأ أيضاً: إلى جانب من يقف الشتاء في حرب أوكرانيا؟ (1-2)

عودة إلى الشتاء وسلاح البرد

سيشكّل هذا الشتاء مختبراً للحرب الدائرة في أوكرانيا استناداً إلى مجموعة من العوامل. على أقل تقدير، سوف يجلي مشهد الصراع المتعدّد الأبعاد بصورة أوضح عندما يحين موعد الربيع. إلى جانب التضخّم وأزمتي الطاقة والغذاء، وعطفاً على المشهد الميداني، مثّل استهداف البنى التحتية الأوكرانية في الشهرين الأخيرين معطى شديد الأهمية كان شبه غائب عن مساحات التحليل والتغطية الإعلامية الغربية. لجوء روسيا إلى هذا الإجراء يدلّ على أنها كانت، وما زالت، تمتلك مجموعة من عناصر القوة التي يمكن أن تلجم بعض الاستنتاجات ذات الطابع الحاسم، القائلة إن مؤشرات الصراع تميل إلى مصلحة أوكرانيا وحلف الناتو، وإن روسيا باتت في موقع الاستنزاف.

 

بمعزل عن المبررات التي ساقها الروس لهذا الاستهداف، الذي جاء وفق فلاديمير بوتين إثر استهداف جسر القرم، إلا أن من شأنه أن يجعل الشتاء الأوكراني قاسياً، وربما غير قابل للتحمّل، ولا تقتصر تداعياته على أوكرانيا، إنما تمتد لتطال أوروبا وتضغط عليها من خلال موجات النازحين الذين سيكون عليهم الاضطرار إلى مغادرة مناطقهم إثر تعطّل إمدادات الطاقة والمياه. كما أنه سيؤدي إلى تعظيم فاتورة أوروبا، من خلال رفع كلفة الدعم الذي تقدمه في وقت باتت تعاني سلسلة أزمات مركّبة.

ويعلّل الروس هذا الاستهداف بدواعٍ عسكرية، إذ يقول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا تقصف منشآت الطاقة التي تسمح للغرب بتزويد أوكرانيا بالأسلحة، فيما يشير النائب في مجلس الدوما، أندريه غوروليف، إلى أن “الهدف الرئيس من الهجمات على البنية التحتية الحيوية للعدو هو وقف صناعاته العسكرية”، وإلى أن “القوات الأوكرانية، والدولة نفسها، (باتتا) تعانيان مشكلات كبيرة في ضمان قدرتهما على البقاء”.

 

ويرجح مسؤولون من الإدارة الأميركية في حديث إلى “نيويورك تايمز” أن تستمر موسكو في مهاجمة القواعد والبنية التحتية وشبكة الكهرباء الأوكرانية، في مؤشرٍ على أن هذه الورقة لم تستنفد وظيفتها، وبإمكان روسيا أن تلوّح بها طيلة الشتاء.

 

ويشير تقرير لـ”فاينانشيال تايمز” إلى أنَّ الرئيس الروسي يراهن على ضعف معنويات المدنيين الأوكرانيين وقدرة كييف على دعم قواتها، فيما بات نحو نصف البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا “خارج الخدمة” (ارتفعت النسبة إثر معاودة استهدافها في اليومين الماضيين)، بحسب رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال، في أعقاب الضربات الروسية التي بدأت منذ أوائل تشرين الأول/أكتوبر.

 

فعالية هذه الضربات عكسها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عندما قال إن الشعب الأوكراني يحتاج إلى الاستعداد لشتاء طويل وصعب تتخلله هجمات روسية، ولفت إلى أن الجيش الروسي يحاول استخدام الشتاء والبرد سلاحاً شاملاً، محذراً من أنه سيهاجم شبكة الكهرباء في أوكرانيا مجدداً.

 

وفيما تستنتج بعض التقارير الغربية أنَّ الرئيس الروسي يريد من خلال هذه الخطوة ضرب عزيمة أوكرانيا للصمود، ومن ثم اختبار ردّ فعل الغرب واختبار صبره، يبرز تصريح رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين التي قالت بداية شهر كانون الأول/ديسمبر إنّ “غزو روسيا لأوكرانيا كشف نقاط الضعف، وكشف أيضاً أخطاء أوروبا الإستراتيجية في وجه موسكو”.

 

تنخرط موسكو في الصراع الحالي مدفوعةً بأسباب أقوى من الجانب الغربي. بالنسبة إلى القادة الروس، هي حرب وجودية، فيما تبدو من الجانب الأطلسي هجومية أو احتوائية. لذا، تتفوق العزيمة الروسية في هذا الصراع، ويبقى المحك قدرة السلطة على تعبئة الرأي العام وشحن قناعاته على المدى الطويل.

 

متى ما أضيفت نقاط الضعف الأوروبية إلى هذا المعطى، فمن الجائز الاستنتاج أن سباق المسافات الطويلة سوف يضع أوروبا في موقع ضعيف، وربما أضعف من روسيا، في حال تمكنت الأخيرة من الحفاظ على معدّل معتدل من الخسائر.

 

هذا لا يضير الولايات المتحدة بالضرورة، لكنّه بالتأكيد يتعارض مع مصالح ألمانيا وفرنسا؛ قاطرتي الاتحاد الأوروبي. تأكيد المستشار الألماني أولاف شولتس أنّ المفاوضات مع روسيا يجب أن تستمر (بذريعة حصول أوكرانيا على فرصة للسلام) وتشديده على أهمية عدم قطع خيط المحادثة مع الروس يمكن فهمه في هذا الإطار.

وفيما تحوز فكرة جرّ موسكو إلى مربع الاستنزاف وجاهة، إلا أن هذا الاستنزاف يبدو في الجانب الأوروبي على درجة من الخطورة التي قد تتطلّب تدخلاً جراحياً في مرحلة معيّنة. لا يقتصر ذلك على الخسائر الاقتصادية، ولا على ما أشار إليه مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن استنفاد المخزونات العسكرية للتكتل الأوروبي وحديثه عن “افتقار أوروبا إلى القدرات العسكرية الحاسمة لحماية أمنها من التهديدات العالية المخاطر” بسبب الإمدادات إلى أوكرانيا، بل لأنَّ المواطن الأوروبي بدأ يشعر فعلياً بتبعات ما يحدث عند حدوده الشمالية، بحيث بدأ البرد يلامس أطرافه.

 

أوروبا بانتظار شتاء “مرعب”

العنوان أعلاه هو لصحيفة “بلومبيرغ” التي أشارت إلى أنّ أكبر مشكلة في شعار الغرب “الأسوأ انتهى” هو أنّ موسم البرد بدأ للتو. يوضح الكاتب خافيير بلاس عبر صفحات الصحيفة الأميركيّة أنّ أسوأ أزمة طاقة أوروبية لم تنتهِ بعد، مشيراً إلى أنّ أسواق الطاقة الأوروبية تعاني ضغطاً كبيراً، إلى درجة أنّ انخفاض الحرارة وتوقف الرياح لبضعة أيام سيدخلان القارة في أزمات انقطاع التيار الكهربائي، فيما غيرها من الدول تنعم بموارد طاقة كافية ستمكنها من الصمود خلال الشتاء.

 

ووفقًا لبلاس، فإنَّ ما يُفاقم الأوضاع أكثر هو الارتفاع المستمر في أسعار الطاقة والضرائب والفوائد وتراجع الصناعات الأوروبية. وقد يجعل الشتاء القاسي القارة أكثر عرضة لأيِّ ضغوط أخرى في الإمدادات، في ما يعتبر انعكاساً للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا.

 

تقرير آخر لمجلة “إيكونومست” يفنّد 4 عوامل رئيسية تؤثر في عدد الأشخاص الذين سيموتون في أوروبا (خارج أوكرانيا) هذا الشتاء. أكثرها وضوحاً هو شدة موسم الإنفلونزا ودرجات الحرارة. وبحسب التقرير، يمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم تأثير درجات الحرارة المنخفضة في الوفيات، من خلال ردع الناس عن استخدام الحرارة وزيادة تعرّضهم للبرد.

 

قام كاتبو التقرير بإعداد نموذج إحصائي حاولوا من خلاله استشراف عدد الوفيات في أوروبا هذا العام، اعتماداً على مجموعة بيانات وعوامل ومتغيّرات أجروا بناء عليها حسابات علمية. مثلاً، تبيّن أن ارتفاعاً بنسبة 10% في أسعار الكهرباء مرتبط بزيادة بنسبة 0.6% في الوفيات، وأنَّ هذا الرقم سيكون أكثر ارتفاعاً في الأسابيع الباردة وأقل في الأسابيع المعتدلة.

 

الاستنتاج المؤكد الذي يقدمه النموذج هو أنه إذا استمرت أنماط الأعوام (من 2000 حتى 2019) في التطبيق خلال موسم 2022-2023، فإن سلاح الطاقة الروسي سيثبت فعاليته العالية. يصبّ في هذا الإطار استطلاع نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، تبيّن بموجبه أنّ أكثر من 3 ملايين أسرة في المملكة المتحدة من ذات الدخل المنخفض لا تستطيع تحمل تكلفة تأمين التدفئة المنزلية.

 

قد لا تؤدي هذه الظروف بالضرورة إلى تغيير حاد وسريع في السياسة الأوروبية تجاه روسيا، لكنها بالتأكيد تغذي البيئة الضاغطة على صنّاع القرار، كما تغذّي الانقسامات السياسية والاجتماعية داخل كل دولة، انطلاقاً من شعور متنامٍ لدى المواطن الأوروبي بتعاظم الفاتورة التي يدفعها جرّاء الحرب.

لم يمرّ وقت طويل على أزمة كورونا التي عكست الطبيعة الأنانية في النظام النيوليبرالي، وسعّرت المصالح الذاتية عبر محاولة الاستيلاء على المعّدات والعلاجات. على هذا المقياس، يمكن توقّع ارتدادات تعزّز الانقسامات بين الأطراف الغربية في حال طالت الحرب وبتنا أمام سباق المسافات الطويلة، في مقابل مشاكل محتملة وأخرى محتّمة عند الطرف الروسي. لمن ستكون الغلبة في النهاية؟ ومن سيستطيع الصمود أكثر؟

 

على الأرجح سوف يمثّل هذا الشتاء “بارومتراً” يساعد على قراءة الاتجاهات المستقبلية، لكن في هذا الموسم تحديداً، يبدو أن الصقيع والثلج يحالفان الروسي أكثر.

 

سيرياهوم نيوز1-الميادين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اليوم التالي بعد الحرب…..

  باسل علي الخطيب دعونا نتفق اولاً ان عاموس هوكشتاين ليس وسيطاً، انا لا اناقش هنا المضمون وأقصد النزاهة من عدمها، أنا اناقش من حيث ...